بتدرجات الأخضر والأزرق والبنفسجي تظهر ألوان متأرجحة تزين السماء فتضيئها بسكون الليل، وتوهبها الحياة بقلب الظلام، فيبدو الشفق القطبي، أو “الأورورا” كظاهرة خارجة عن إطار الطبيعة المنطقية التي اعتدنا رؤيتها يومياً، بل هي أشبه برسالة إلهية ترشدنا لعالم أخر يحمل جمالاً لم نذق له شبيهاً من قبل.
ولسحر الشفق القطبي انجذب كثيراً من عشاق السفر حول العالم، بينهم من تفنن في عشقه بشكل خاص والبحث عنه حيثما وجد، منهم من سمى نفسه مُطارد الشفق القطبي، ومنهم من بحثت مراراً وتكراراً في البلاد حتى حصلت على صورة جميلة معه.
ماهو الشفق القطبي
الشفق القطبي هو ضوء ناتج عن تفاعلات طبيعية تُحدث نوراً يتلألأ في السماء فهي ظاهرة طبيعية تظهر في قطبي الكرة الأرضية فقط ، فتبدو دامجة لألوان الطبيعة مثل الستائر المتحركة بهدوء من نسمة هواء صيفية، بألوان متدرجة بين الأزرق والأحمر والأصفر والأخضر والبرتقالي.
و تحدث في الأساس نتيجة اضطرابات تحدث في الغلاف المغناطيسي للأرض بسبب الرياح. تبعاً لتفاعلات بين جسيمات مفعمة بالطاقة آتية من الشمس ومجال الأرض المغناطيسي . فتنتقل خطوط المجال المغناطيسي الكروي و المرئي للأرض لتتحول من القطب المغناطيسي الشمالي للأرض إلى قطبها الجنوبي.
فحين تصل الجسيمات المشحونة إلى المجال المغاطيسي ، تنحرف بقوة فينتج عنها صدمة قوسية، تُحدث هذه الألوان.
رحلة البحث عن ألوان السماء
صور مميزة التقطها “فينسنت ليدفينا”، مطارد الشفق القطبي، كما أحب أن يطلق على نفسه فهو من يبحث عن “الأورورا” في كل حدباً وصوب بجميع أنحاء العالم، حتى حصل على صور مذهلة، لألوان السماء، التي اندلعت لتضيء ألاسكا، فتحمل لأجلها درجة حرارة أقل من 25 درجة فهرنهايت، محاطًا فقط بأشجار التنوب السوداء المغطاة بالثلوج ومن حوله الألوان الخضراء تحلق في السماء.
“ترى الأخضر جميل بشكل مذهل ودرجات اللون الأحمر والأزرق أكثر ندرة وتحدث قبل شروق الشمس أو غروبها”، هي كلمات قالها “فينسنت” فور حصوله على الصور الفريدة، معبراً عن شغفه برؤيتها قائلاً: مطاردة الشفق ومطاردة العواصف متشابهة إذا كنت ستصور الشفق، سيبدو الوضع كما أنك تطارد عاصفة رعدية كبيرة. و على الرغم من أنه لا يدوم سوى خمس إلى عشر دقائق فهو مذهل للغاية، فالشفق القطبي كان غريبًا لكنه رائع، السماء بأكملها تتحرك وكل هذه الأنماط الغريبة من الألوان تطفو على السطح.
ويضيف: “الألوان الحمراء، تحدث فقط عندما يكون لديك كثافة عالية من الجسيمات في الرياح الشمسية، لم أرها أبدًا بهذا الشكل من قبل، لذلك كنت مندهشًا حقًا. “.
“فيرا” عشقت ألوان السماء فتبعتها بأنحاء البلاد
رحلة البحث عن الشفق القطبي لها عشاق من نوع خاص، يجوبون العالم بحثاً عنها، فهي سياحة من نوع خاص، وأكثر من اشتهروا برحلات البحث عن عشق ألوان السماء كانت “فيرا”، فتاة مصرية رحالة تعشق السفر وتشارك جولاتها مع الأصدقاء والمتابعين الذين ازدادوا يوماً بعد يوم، وكثر عددهم بعد بحثها عن الشفق وتعبيرها عن شغفها بمقابلة صديق السماء الذي بحثت عنه مراراً وتكراراً.
فشاهدت “فيرا محمود” ظاهرة ” أورورا بورياليس ” برحلتها لمدينة ترومسو، شمال النرويج، خلال رحلتها الأوروبية الأخيرة، وشاركتها بسعادة وشغف مع متابعيها بالعديد من الصور التي أحبتها وحبها معها الأصدقاء، فنقلت حالة عشق ألوان السماء لكل من شاهدها، معتبرة نفسها من المحظوظين لرؤيتها
فقالت بأحد اللقاءات السابقة: ” أن الشفق القطبي عشان تشوفه محتاج تكون السماء بليل صافية ومفيهاش سحب وفي تطبيقات معمولة مخصوص عشان تعرف اتجاهات المكان المناسب لرؤيته وأنت وحظك ممكن تقعد أيام وأسابيع تستناها وميكنش ليك نصيب تشوفها .
والحقيقة أنها ظاهرة جميلة ومهيبة وبتخليك تحس أن ربنا قريب أوي ، وعادة تشتهر بسحر لفت الأنظار المنتبه لسماء ملونة باللون الأخضر والأروجوني والوردي والأصفر
وتابعت أن “اورورا” وهو أحد الآلهة في الثقافة اليونانية، وهي ظاهرة تحدث في كواكب أخرى غير الأرض، كالمشتري وأورانوس وزحل ونبتون.
“أتمنى أشوفها تاني وحاليا بشوف أماكن جديدة ممكن أشوف منها الـ”اورورا”، الموضوع مبهر وآلاف من الناس بتسافر مخصوص عشان تشوف الظاهرة، وفي ناس بتبات وتخيم بالأسابيع فى انتظار رؤية الشفق”.
ما هي المناطق التي يحدث بها الشفق القطبي “الأورورا”
يمكنك مشاهدة ظاهرة “الأورورا” بأوقات محددة في السنة، بعدة أماكن بانحاء العالم تحديداً بالقطب الشمالي و خاصة المناطق الإسكندنافية وهم:
- ريكيافيك في أيسلندا
- فيربانكس في ألاسكا
- يلونايف في كندا
- ترومسو في النرويج
- إقليم لابلاند في فنلندا
- أبيسكو في السويد
- ساحل موراي في أسكتلندا
صور الشفق القطبي أورورا بورياليس