فنادق صديقة للبيئة : هُدنة نظيفة بين مساحات خضراء

عند التفكير في السفر المستدام، غالبًا ما يتبادر إلى الأذهان صورة النزل البيئي على الشاطئ، ولكن السفر المستدام لا يقتصر فقط على مجال ”السياحة البيئية”- فهناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها تقليل تأثيرك على البيئة عند السفر في رحلة ترفيهية، ومن الخطوات الرائعة التي يجب اتخاذها نحو أن تصبح مسافرًا أكثر استدامة هي حجز فنادق صديقة للبيئة، لذا سواء كنت تحجز فندقًا في رحلة ترفيهية أو رحلة عمل أو ببساطة تأمل في العثور على فندق به بصمة كربونية أقل في المرة التالية التي تسافر فيها، فهذه هي القائمة المناسبة لك.

ما هي فكرة الإقامة في فنادق صديقة للبيئة ؟

المفهوم بسيط، إنه فندق يقلل الأثر السلبي على البيئة ويسعى إلى تقليل بصمته الكربونية قدر الإمكان من خلال تبني مبادرات الاستدامة، حيث تسعى العديد من المنتجعات مؤخرًا إلى الانتقال نحو تصميمات فنادق صديقة للبيئة، والقيام باستثمارات قصيرة وطويلة الأجل في البنية التحتية لتقليل تأثيرها الخطير على البيئة مثل الألواح الشمسية ومرافق إعادة تدوير المياه، ومحاولة صنع الطعام محليًا، بدلاً من نقله من مسافات طويلة في شاحنات ينبعث منها الكربون، فضلًا عن اللجوء إلى منتجات قابلة لإعادة الاستخدام (مثل أكياس القمامة القابلة لإعادة الاستخدام) في عملياتهم اليومية كوسيلة للابتعاد إهدار الموارد، وفيما يلي قائمة بأشهر الفنادق المستدامة.

من الفنادق الخضراء: فندق كليلو في جزيرة إيوس باليونان

يقع هذا المنتجع الفاخر المكون من 30 جناحًا على جزيرة إيوسالبكر التابعة لجزر سيكلاديز اليونانية، وقد تم إنشاؤه ليتماشي مع الاستدامة والسياحة البيئية، حيث تم إنشاؤه على مساحة كبيرة من الأراضي المطلة على البحر في إيوس مع ترك 99% منها دون تطوير، حتى تتمكن الجزيرة من الحفاظ على جمالها الطبيعي للأجيال القادمة، وقد أطلق ملاك الفندق أيضًا مشروع Elektra Olive Tree، وهو مبادرة للحفاظ على الموائل التي احترقت سابقًا بسبب حرائق وإزالة الغابات، وحتى الآن، قاموا بزراعة أكثر من 68000 شجرة زيتون وشجيرة (بما في ذلك 550 شجرة زيتون قديمة)، ويمكن للضيوف ”تبني” وتسمية شجرة ثم متابعة دورة حياتها.

منتجع بوكوتي آند تارا بيتش ريزورت على شاطئ النسر في جزيرة أروبا

هذه واحة للبالغين فقط، فهو أول فندق منتجع محايد الكربون معتمد في منطقة البحر الكاريبي، والفندق الوحيد في العالم الذي فاز بجائزة الأمم المتحدة للعمل المناخي العالمي والاستدامة، والتي كانت العامل الأساسي لكل جانب من جوانب العقار، حيث تم استخدام الألواح الشمسية لتسخين المياه لغرف الضيوف وغسيل الملابس، بالإضافة إلى استبدال مواقد الغاز بشعلات تعمل بالحث ومخفضات المياه التي تقلل من تدفق المياه بنسبة 60% في الحمامات والحنفيات والمراحيض.

وأفضل ما في الأمر أنه يمكن للضيوف المشاركة في الممارسات المستدامة بطرق ممتعة، حيث تم تجهيز مركز اللياقة البدنية بالمنتجع بمطاحن ودراجات تعمل بالكهرباء حتى تتمكن من توليد طاقة نظيفة أثناء حرق السعرات الحرارية، ويوجد أيضًا رجال الاستدامة الجاهزون على أهبة الاستعداد لمساعدة الضيوف في العثور على طرق أخرى لتعويض ناتج الكربون، أو يمكنك الانضمام إلى موظفي المنتجع لتنظيف الشاطئ شهريًا.

منتجع أريا في لاس فيجاس بـ نيفادا بين أشهر فنادق صديقة للبيئة

ربما لا تكون مدينة لاس فيجاس هي ما يتبادر إلى الذهن عندما يفكر المرء في وجهة مستدامة، لكن المناخ الصحراوي المشمس الحار يعني أن المباني يجب أن تتعلم كيف تكون مستدامة إذا أرادت أن يكون عمرها الافتراضي أطول، لذلك طور أريا بعض الطرق الفريدة ليكون مستدامًا دون التضحية بسحر إجازة لاس فيجاس، من خلال استخدام الألواح الشمسية للحصول على 90% من الطاقة النهارية للمبنى، وتقنية الحفاظ على المياه التي توفر ما يقرب من 50 مليون جالون سنويًا.

فندق ”فاكارو” المستدام في جزيرة با أتول بالمالديف

تنقل رحلة بالطائرة المائية مدتها 30 دقيقة من مطار مالي الدولي الضيوف إلى جزيرة فاكارو المنعزلة ذات الشعاب المرجانية، حيث ينتظرهم الرمال الناعمة ومياه المحيط الصافية الكريستالية و 113 فيلا وجناحًا فاخرًا، والجزيرة تقع ضمن محميات المحيط الحيوي لليونسكو، حيث تأتي الاستدامة على رأس أولويتهم، وذلك بفضل مركز معالجة المياه بالتناضح العكسي في الموقع والذي ينتج مياه الشرب العزبة والتي يتم تقديمها في عبوات زجاجية قابلة لإعادة الاستخدام، كما أنها تحمي وتعزز البيئة الطبيعية من خلال دعوة الضيوف لزراعة الشعاب المرجانية باستخدام إطارات مصممة خصيصًا لربط الشعاب المرجانية المجزأة.

منتجع سيكس سينسز دورو فالي المستدام في وادي دورو بالبرتغال

في قلب وادي دورو، أقدم منطقة لزراعة العنب في العالم، يقع منتجع سيكس سينسز دورو فالي الفاخر الذي يعود للقرن التاسع عشر، ويطل على مزارع الكروم والحدائق الهادئة ونهر دورو المهيب، وينوي أصحاب المنتجع الحفاظ على منطقته ليكون موقع للتراث العالمي لليونسكو بتقليل بصمته الكربونية من خلال مشروع استعادة الغابات لإعادة إحياء غابة المجتمع، وصندوق الاستدامة الذي يتم فيه تخصيص نسبة مئوية من الإيرادات لتمويل الأطفال المحرومين والحيوانات المعرضة للخطر.

فندق روزوود ساو باولو الأخضر في ساو باولو بالبرازيل

يقع منتجع ”روزوود ساو باولو” الساحر وسط الحدائق المورقة والطرق التي تصطف على جانبيها الأشجار في قلب المدينة الصاخبة، وهو بمثابة مثال على نموذج التنمية المستدامة الذي يمزج بين القديم والجديد، وذلك لأن الفندق جزء من Cidade Matarazzo، وهو مجمع من مباني أوائل القرن العشرين والتي تم تجديدها باستخدام مواد معاد تدويرها.

وبفضل الألواح الشمسية يعمل الفندق بطاقة متجددة بنسبة 100%، مما يجعله أكثر فنادق البرازيل خضرة حتى الآن، وبالإضافة إلى ذلك، فإنهم يحتفظون ببرنامج إدارة النفايات لإعادة تدوير جميع المستهلكات الصلبة والعضوية في جهاز إعادة التدوير الحيوي المخصص وآلة تكسير الزجاج، والفندق خالي أيضًا من المواد البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة ويستخدم نظام تنقية المياه الداخلي لإنتاج المياه المعبأة في زجاجات للضيوف.

منتجع فور سيزونز هوالالي في كونا، بـ هاواي

عندما يتعلق الأمر بفنادق ومنتجعات فور سيزونز، فإن الإقامة الفاخرة والخدمة والتجارب هي أول ما يتبادر للأذهان، ولكن منتجع فور سيزونز هوالالي يأخذ الاستدامة والتزامهم بالبيئة إلى مستوى آخر، حيث قام المنتجع بزراعة أكثر من 50000 من أشجار الكوا الأصلية بالشراكة مع مبادرة “إعادة تشجير تراث هاواي”، ويستضيف حملات تنظيف الشواطئ ولديهم فريق للموارد الطبيعية لمراقبة البيئة البحرية وجودة المياه، فضلًا عن ذلك فإنهم يوظفون خمسة علماء أحياء بحرية لينفذوا ممارسات هاواي التقليدية من تربية الأحياء المائية إلى استصلاح البرك، وقد ساعدوا في إنشاء محمية بحرية قبالة ساحل المنتجع.

نُزل كلايوكوت البري بين أبرز فنادق صديقة للبيئة

إذا كنت تريد الانطلاق في رحلة سفاري صديقة للبيئة في كندا ننصحك بالإقامة في نزل كلايوكوت البري الذي يقع في البرية الخضراء المورقة لجزيرة فانكوفر، حيث يمكن للضيوف التخييم في 25 خيمة فاخرة من القماش الأبيض وتحتوي كل خيمة منهم على سرير كبير وحمام داخلي واسع وأثاث مصنوع محليًا وإطلالات رائعة على المناطق الطبيعية الم

حيطة، ومنذ عام 2001، عمل كلايوكوت للمساعدة في الحفاظ على أسماك السلمون من الإنقراض من خلال إنشاء موائل تفريخ جديدة على الممتلكات واستعادة المخزونات المحلية إلى أنظمة الأنهار، واستخدموا أيضًا الأشجار المتساقطة بشكل طبيعي كمواد بناء ومولدات الديزل التي تؤدي إلى انخفاض بنسبة 50% في استهلاك الوقود.