هل تخيلت يومًا أن تزور تركيا أثناء شهر رمضان، فتجد مسحراتي يقرع على طبوله ميقظًا الناس لتناول السحور؟ أو أن تجد موائد الرحمن تملئ الشوارع وتقدم أشهى الطعام؟ نعم هذا ليس حلمًا، فرمضان له بهجة خاصة في نفوس جميع المسلمين، وعلى الرغم من اختلاف الدول والجنسيات إلا أن رمضان في تركيا يتشابه مع رمضان الدول العربية في العديد من العادات والتقاليد.
رمضان في تركيا
منذ أول لحظة لحلول شهر رمضان المبارك في تركيا، تبدأ المساجد في استقباله بأنوارها الخلابة تعبيرًا عن فرحهم بقدومه.
فمآذن المساجد تكسو وتتزين بأضواء مبهجة، كم أن المار يجد عبارة “hoşgeldin Ramazan”، التي تعني أهلًا رمضان، منتشرة على بعض المنازل.
عادات صوم رمضان في تركيا
يشكل المسلمون الأغلبية العظمى من دولة تركيا، وهم يمتلكون عادات خاصة بهم في صوم هذا الشهر الكبير.
صحيح أنهم يتشابهون مع المسلمين في الصوم عن الأكل والشراب منذ الشروق وحتى غروب الشمس، إلا أن هناك عادات أخرى لا تتشابه بها مع الدول العربية.
فبعض المسلمين في تركيا لا يصومون على الرغم من ديانتهم الإسلامية.
على سبيل المثال لا يقوم الحوامل وبعض السيدات والرجال والأطفال بصيام هذا الشهر.
ويفضلون عوضًا عن الصيام أن يقوموا بإخراج صدقات وأن يطّعموا بعض الفقراء، وأن يقوموا بأعمال آخر خيرية من الشريعة الإسلامية.
الإفطار في دولة تركيا
لحظة الإفطار بعد يوم صيام شاق هي لحظة ينتظرها كل مسلم باختلاف دولته، وفي تركيا تجد هذه اللحظة مليئة بالأطباق الشهية.
حيث يجتمع أيضًا في تركيا أفراد العائلة أو الأصدقاء على مائدة واحدة لتناول وجبات الإفطار المكونة من أشهى وألذ الطعام.
وفي بعض الأحيان تجد الكثير من موائد إفطار واسعة في الأراضي والحدائق الحكومية وأيضًا في محطات الحافلات.
وإذا كنتم تتسائلون عن كبفية معرفة الإفطار وهل يوجد لديهم مدفع إفطار؟ فنعم يوجد، لحظة ضرب مدفع الإفطار بمثابة تقليد لم تتخلى عنه بعض مناطق تركيا مثل العاصمة أسطنبول وأيضًا مدينة أنقرة.
وجبات إسحور وإفطار رمضان في تركيا
يتفنن الأتراك في إعداد وجبات إفطار شهية مليئة بأطيب وألذ المأكولان خلال هذا الشهر الكريم، فيقومون بإعداد الآتي:
- شوربات لذيذة مثل شوربة ايزوجيلين المكونة من العدس.
- والسلطات والفواكه لا تخلو من المائدة.
- يقومون أيضًا بوضع حلويات كحلوى البقلاة الشهيرة هناك، وأيضًا الكنافة والجلاش.
- يضعون على موائدهم أيضًا الخبز، والفطائر التركية، واللحوم والخضراوت.
- ويفضلون أن يتناولون الإفطار بمنازلهن مجتمعين مع أقاربهم وأصدقائهم، وأن تكون المائدة مليئة باللحوم والشوربات والفواكه والسلطات والخبز والحلويات.
أما في وقت السحور، فيفضل الأتراك تناول وجبات ثقيلة تعينهم على صيام نهار رمضان، وتحتوي هذه الوجبات على:
القشطة، والبيض، والنقانق، والخيز، بالإضافة إلى الشاي فهو بمثابة مكون أساسي على أي مائدة تركيا.
وقد تحتوي بعض وجبات السحور كما يفضلها بعض الأتراك على الدجاج أو المعكرونة المعدة بجبنة الفيتا.
تأثير شهر رمضان على السياحة والزيارة بتركيا
القيود الدينية والعادات الدينية ليست إلزامية على من يسكنون في تركيا أو من يتوجهون لزيارتها، لذا لا يؤثر شهر رمضان على السياحة بها بشكلٍ كببر، ويتجلى تأثير هذا الشهر المبارك في التالي:
التأثير على المطاعم: نعم، لا يتم إغلاق المطاعم خلال نهار شهر رمضان، وخصوصًا في مطاعم المناطق السياحية، لكن تقوم بعض المطاعم بوضع توصيات تفيد بعدم تناول الطعام واحتساء المشروبات أمام الصائمين.
والتأثير على البازارات والأسواق: تستطيعون أن تزوروا الأسواق والبازارات التركية بأي وقت من أوقات السنة وأيضًا خلال شهر رمضان، وتحديدًا في أسطنبول، فهي تعمل كباقي شهور السنة.
التأثير على المعالم والمتاحف السياحية: تظل المعالم السياحية مفتوحة خلال شهر رمضان، ولكن تختلف مواعيد فتح وغلق هذه المعالم في شهر رمضان قليلًا عن باقي أوقات السنة.
التأثير على وسائل النقل: تزدحم وسائل النقل في شهر رمضان خلال الوقت الذي يسبق غروب الشمس، لأن الأفراد يتنقلون بواسطة هذه الوسائل لتناول وجبة الإفطار مع عائلتهم وأصدقائهم.
تقاليد تتشابه مع الدول العربية
تتشابه بعض التقاليد الرمضانية التركية مع الدول العربية، وواحدة من هذه التقاليد والعادات هو تقليد موائد الرحمن.
حيث يقيم بعض الأتراك موائد رحمان كزكاة عن أموالهم بالإضافة إلى السعي لالتماس فضل وأجر هذا الشهر الكريم.
وهي موائد رحمن تشبه الموائد التي يتم إعدادها في جمهورية مصر العربية، يعني يستطيع أي شخص من المارة أن يجلس ليتناول الطعام عليها.
ولا تندهش إذا سمعت أن هناك مسحراتي في تركيا، فالبعض يتولون مهمة إيقاظ النائمين لتناول وجبة السحور، فهم أيضًا لديهم “مسحراتي”.
ويستعينون للقيام بهذه المهمة ببعض الطبول، يقومون بالقرع عليها ليستيقظ الأشخاص الذين ينون الصيام ويتناولوا ما يعينهم على القيام بهذا.
لذا يتميز رمضان في تركيا بأجواءٍ ساحرة مليئة بالأضواء والبهجة واللحظات الروحانية الجميلة التي تسعد الزائر والمواطن، وتجعله شهرًا ميلئًا بالذكريات التي لا تُنسى.