الرحالة و المسافرون العرب

باريس عاصمة النور والموضة والجمال : جولة سياحية متميزة

تخطو خطواتك بين الأنوار والموضة، أينما سرت ستُحيط بك مظاهر الجمال والحضارة والرقي، ستشعر بالسعادة تغمرك، وكيف لا وأنت في باريس عاصمة النور والموضة والجمال، مدينة يطمح الجميع بزياراتها، فهي من أشهر الوجهات السياحية في العالم.

باريس عاصمة النور

باريس عاصمة
باريس عاصمة

هل تعرف لماذا لُقبت باريس بعاصمة النور؟ هو لقب مستحق عن جدارة، ويرجع إلى مزيج من الأضواء والحضارة، ففي القرن الثامن عشر، كان للمدينة فضلًا كبيرًا في عصر التنوير، حيث ساهمت في إخراج العديد من الفنانين، والمفكرين، ومنهم الكاتب الشهير فرانسو ماري.

النور والثورة؟ لعلك لن تستطيع جمعهم إلا في باريس، فقد ساهمت الثورة الفرنسية في إنارة العديد من الشعوب، واستطاعوا بفضلها التغلب على الطغيان والتمرد على الظلم، وساعدت في إنهاء الحكم التيوقراطي الذي ساد بأوروبا في العصور الوسطى، وأطلق عليه عصر الظلمات، فجأت الثورة الفرنسية وأنارت هذه الظلمة.

واكتمل هذا اللقب في القرن التاسع عشر، حين استخدمت باريس في إنارة شوارعها لأول مرة الإضاءة اللا غازية، وكان في ذلك الوقت تنتشر المصابيح الغازية بكل أنحاء العالم، فجاءت هي بالإضاءة اللا غازية الجديدة، حتى أنه يُشاع أن في فترات نابليون كانت الشوارع مُضاءة بأكثر من 56 ألف مصباح، فظهرت المدينة بشكلٍ متلألأى خلاب.

باريس عاصمة الموضة

إذا كنت من محبي الأفلام الاجتماعية، أو أي كان نوع الأفلام الذي تفضله، ستجد باريس ارتبطت فيهم بالموضة، فهي المقصد الأول لمحبي ومتابعي الموضة ومصممي الأزياء، كما أنها تضم عددًا كبيرًا من مصممي الأزياء والأقمشة الفاخرة، وتنتج أحدث خطوط الموضة باستمرار.

وهو ليس أمرُ حديث، بل يرجع إلى القرن السابع عشر، حيث كان الملك لويس الرابع عشر مولعًا بالأقمشة الفاخرة، التي تكسب مظهره الملكي رونقًا مختلفًا، ثم صار على خطاه كل الحاشية الملكية، الذين سعوا لارتداء أجمل الملابس حتى أصبحت من سمات الأثرياء والارستقراطين هي الملابس الأنيقة.

استمرت هذه الصفة حتى أصبحت شغفًا لدى الملوك الفرنسيين، ففي عهد الملك لويس السادس عشر، افتتحت زوجته الملكة ماري انطونيت متجرًا لتصنيع الملابس وبيعها، واشتهرت بلقب “وزيرة الأزياء”.

ظل الوضع قائمًا حتى عام 1858، عندما جاء الإنجليزي تشارلز فريدرك لفرنسا، واستحدث فكرة العلامة التجارية، وهو ما أحدث طفرة في مجال الموصة بباريس، فالمصانع أصبحت توظف الرسامين لرسم التصاميم وخياطين لتنفيذها ويعرضون على الزبائن أنسب الموديلات لهم، وعندما قامت الثورة الفرنسية انتشرت الموضة في فرنسا كلها لكل فئات الشعب.

أهم الأماكن السياحية في باريس

باريس مدينة جميلة، فجميع الألقاب التي مُنحت لها كانت مستحقة عن جدارة وهو ما ستراه منعكسًا على أماكنها السياحية، فهي تتسم بالإنارة والأناقة والجمال، ولعل ذلك ما جعلها من أشهر الوجهات السياحية والمحببة للعديد من المسافرين.

القصر الكبير

لتتعرف على باريس عاصمة الجمال والفن بشكلٍ أقرب، عليك زيارة القصر الكبير، فهو يعود إلى عام 1897، وهو قصر ضخم يضم متحف وقاعة، وهو مُصنف كأحد أروع معالم باريس السياحية، يشهد القصر على كثيرٍ من معارض الفنانين الفرنسيين المؤقتة.

تجول في القصر وشاهد معماره الفريد وأعمدته المزخرفة بأجمل النقوش، والتقط الصور التذكارية للقبة الزجاجية الخلابة، ثم أذهب لحضور أحد معارض الفن المؤقت، حيث سترى أجمل اللوحات الزيتية والرسومات والصور الفوتوغرافية.

يُقام في القصر مجموعة من المعارض، تلقى هذه المعارض إقبالًا واسعًا حيث تُتيح لك فرصة رؤية أعمالًا لمختلف الفنانين العالمين، الذين أثروا في تاريخ الفن، وتركوا بها بصمة، مثل، بيكاسو ورينوار وهوبر، وهي فرصة رائعة لمحبي الفنون للتمتع بهذه الأعمال العظيمة.

ستستطيع بداخل القصر حضور المهرجانات الترفيهية والثقافية وتستمع للموسيقى الفرنسية، كما يمكنك حضور عددًا من الفعاليات العالمية كعروض الخيل، وهي عروضًا شيقة ستضفي الإثارة على رحلتك.

واحدة من أجمل التجارب التي يمكنك أن تحظى بها داخل القصر هو معرض التجارة العالمي، حيث يتم عرض منتجات من مختلف بلدان العالم، تستطيع دخول القصر طوال أيام الأسبوع من العاشرة صباحًا وحتى الثامنة مساءً، بسعر 200 جنيهًا.

متحف اللوفر

باريس عاصمة
باريس عاصمة

من خلال متحف اللوفر سترى الجانب الثقافي لباريس عاصمة الثقافة وهو متحف جميل من الداخل والخارج، حيث يقع على ضفة نهر السين الشرقية، ويضم أكثر من 38 ألف قطعة، تتنوع بين القطع الآثرية واللوحات الفنية، ويرجع بعضها إلى القرن الحادي عشر.

تجول في قسم الآثار الإتروسكانية واليونانية والرومانية، لتشاهد مجموعة ساحرة من آثار منطقة حوض البحر الأييض المتوسط، والتي تحتوي على آثارٍ تبدأ من العصر الحجري وتصل إلى القرن السادي الميلادي، ومنها تمثال الرخام الشهير لفينوس دي ميلو.

تستطيع أن تتعرف على أجمل الفنون من خلال قسم الفنون الوخرفية، يعرض هذا القسم قطعًا فنية ترجع للعصور الوسطى، وهي قطع خلابة من السيراميك والبرونز والزجاج، لا تقوت زيارة قسم الرسومات، حيث سترى 7500 لوحة فنية، منها لوحة الموناليزا الشهيرة.

ادخل قسم المنحوتات، لتتمتع برؤية عددًا كبيرًا من المنحوتات، جزء من هذه المنحوتات يعود للقرن الحادي عشر، ومجموعة أخرى تعود للقرن السادس عشر، لا تخرج من القسم قبل أن ترى منحوتات مقبرة فيليب بوت، فهي من أشهر منحوتات هذا القسم.

لا تغادر متحف اللوفر قبل الاستمتاع بوجبة فرنسية شهية من المطاعم المُلحقة به، أو تحتسي مشروبًا لذيذًا في المقاهي، ستجد خيارات عديدة ومتنوعة من الماعم والمقاهي الملحقة به، يصل عدد لحوالي 15 مقهى ومطعم، تستطيع دخول المتحف بسعر 275 جنيهًا.

اترك تعليقا