الرحالة و المسافرون العرب

رحلتي الى الصين : كل ما تحتاج إلى معرفته قبل السفر إلى الصين

رحلتي إلى الصين | الرحالة | رحلة- أحمد بلال: صنع في الصين .. Made in China .. قد تكون هذه هي الجملة الأشهر في مجتمعنا العربي، تأخذ مكاناً لها على كل شيء تقريباً نستخدمه في حياتنا اليومية، في صورة منتجات صينية مختلفة.

ابتداء من لعب الأطفال و فوانيس رمضان و عروس المولد، و حتى السيارات من ماركة جيلي و شيري و غيرها، مروراً بالحقائب و الأحذية و الملابس و النظارات و الأدوات المكتبية و الديكورات و أدوات التجميل و باشكير الحج و سجادة الصلاة و حتى الملابس الداخلية، بل وغشاء البكارة الصيني الذي أقام الدنيا و لم يقعدها.

هكذا أصبحت الصين صديقاً لكل منا، يرافقنا في رحلتنا اليومية منذ أن نفتح أعيننا في الصباح، و حتى نأوي مرة أخرى إلى الفراش. يقولون إن الصديق يظهر معدنه الأصلي وقت الشدة، و المصري بطبعه لماح و ذكي.

قد يغضب أحياناً من صديقه الصيني، بسبب رداءة منتجه بعض الشيء، إلا أنه يعرف أنه لا ملجأ في وقت الشدة إلا له، خاصة بعد القضاء على صناعتنا الوطنية، على مدار أكثر من 30 عاماً، ليستغل صديقنا الصيني ذلك، و نتحول معه إلى أكبر سوق مستهلك للمنتجات الصينية في الشرق الأوسط.

السياحة في الصين رحلتي الى الصين

رحلتي الى الصين

لا يعرف الكثيرون منا عن صديقنا الصيني الكثير، فكل ما نعرفه عنه هو المنتجات الصينية التي تحاصرنا طوال الوقت، و هي التي لا تثير إعجاب الكثيرين منا بقدر ما يثير دهشتنا هذا الصيني الذي يطير في الهواء و يأكل بالعيدان الخشبية.

لم نحاول يوماً أن نتعرف عن قرب على الصديق الصيني، كل ما يشغل بال النخبة هو إما الدفاع المستميت عن التجربة الصينية، و التأكيد على أنها نموذج لنجاح النظرية الشيوعية، أو الشماتة من قبل الطرف الآخر الذي يرى أن الصين تخلت عن شيوعيتها، و اعتنقت الرأسمالية مذهباً اقتصادياً.

معتمدين في ذلك على مقولة رائد النهضة الصينية الحديثة دينج شياو بينج الذي أعلن منذ عدة عقود أنه ليس من المهم أن يكون القط أبيضاً أو أسوداً، المهم هو أن يصيد الفأر، و بين كلا الرأين يقف النظام الصيني مؤكداً أنه يطبق اشتراكية ذات خصائص صينية.

لم نحاول يوماً أن نرى الصين من منظور غير المنظور المعتاد، بعيداً عن تنظيرات الساسة و الاقتصاديين، و بعيداً أيضاً عن المنتجات الصينية سواء كانت سيئة أم غير ذلك، و بعيداً عن هذا الصيني الذي يطير في الهواء في الأفلام الصينية ليركل عشرة من خصومه مرة واحدة بينما هو طائر ثم يهبط على الأرض ليركل أضعافهم.

الأسواق الصينية رحلتي الى الصين
الأسواق الصينية

السياحة في الصين بعيدًا عن السياسة

حاولت القيام بهذه المهمة، عبر أكثر من رحلة قمت بها لـ السياحة في الصين، و الحقيقة أنني لم أشغل بالي كثيراً، بطبيعة النظام في الصين إن كان شيوعياً أو رأسمالياً أو حتى اشتراكياً ذو خصائص صينية، بحثت عن المجتمع الصيني نفسه.

هذا المجتمع الذي استطاع في خلال 60 عاماً من ثورته أن يغزو العالم كله بالمنتجات الصينية، و أيضاً بثقافته التي يحاول نشرها في كل مكان في العالم من خلال معاهد كونفوشيوس التي تدرس اللغة و الثقافة الصينية.

لذا كان قراري حاسماً منذ البداية، وعبر جولات عدة لـ السياحة في الصين ، وهو عدم الانزلاق إلى التحليلات السياسية، و لا الآراء الاقتصادية، و لا النظر إلى هذه التجربة من نظارة أيديولوجية بعينها، فقط الاكتفاء نقل مشاهداتي اليومية لهذا المجتمع الصيني، كيف يعيش و كيف يأكل و كيف يعمل إلخ.

مدرسة يي فوي لتعليم الرسم

و الحقيقة أننا نظلم الصين و الشعب الصيني عندما نفكر فيه بأفكار و نظريات مسبقة، يعتقد البعض مثلاً أن الشعب الصيني لا يفعل شيء في حياته سوى الذهاب إلى المصنع في الصباح ليعمل طوال اليوم، ليصدر للعالم كله منتجات صينية.

و أن طبيعته متجهمة نتيجة عمله الدائم و المتواصل، و الحقيقة غير ذلك تماماً، فالشعب الصيني مقبل على الحياة، شعب ودود لا تفارق الابتسامة وجهه، يعشق الرياضة و الابتكار و الفنون.

هنا في مقاطعة تشي جيانغ الصينية على سبيل المثال توقفت أمام مدرسة “يي فوي” لتعليم الرسم، مدرسة بسيطة في كل شيء، ابتداء من حجم المكان، و حتى أعمار الدارسين فيها، دخلتها فوجدت العديد من الدارسين الصينين و أغلبهم مازال في عمر الزهور.

كل منهم يجلس منهمكا في اللوحة التي يرسمها، استقبلني مؤسسها بترحاب شديد، و قدم لي كوب من الشاي الصيني الشهير، و بدأ يحدثني عن المدرسة و عن مدى حبه للرسم.

الصين
الصين

رحلتي إلى الصين والأساطير الصينية

فاندا جيان مؤسس “مدرسة يي فوي لتعليم الرسم” شاب صيني بسيط يبلغ من العمر 39 عاما، لم يدرس الرسم إلا أنه أحبه و مارسه منذ نعومة أظافره. قال لي: “بدأت الرسم حينما كان عمري 9 سنوات، قررت افتتاح هذه المدرسة منذ حوالي عام لتعليم الأطفال الرسم و النحت لعمل التماثيل الجبس”.

وأضاف: “يدرس عندي حاليا حوالي 20 تلميذا، أقوم هنا إلى جانب تعليم الرسم و النحت، برسم اللوحات الزيتيه و البورتريهات لكثير من الزبائن الصينيين والأجانب الذين يأتون إلي لهذا الغرض، كما أقوم أيضا بعمل التماثيل الجبس لمن يريد، بالإضافة إلى عمل التصميمات على الكمبيوتر”.

السياحة في الصين

من الصعب على أي شخص أن يتصور حياة المجتمع الصيني دون أن يشاهدها، و من المستحيل على أي شخص أيضاً أن يفهم حياة هذا المجتمع دون أن يعرف أساطيره، فالأسطورة هنا في الصين هي أساس كل شيء.

لكل شخصية أسطورة، و لكل مكان أسطورة، و لكل حكمة أسطورة، و لكل طعام أسطورة، و لكل شراب أسطورة، باختصار لا تخلو حياة الصيني من الأسطورة، و التي بدونها لن تكون قادراً مثلاً على معرفة سبب وقوف العديد من الصينيين في عيد الموتى في أول شهر إبريل، أمام قبور ذويهم، في خشوع شديد، و يقدمون الأموال الصينية المزيفة و الأطعمة، و الألعاب النارية من حولهم تجعلك تشعر بأن ثمة معركة قد اندلعت في المكان، و بعيداً عن المقابر، ستجدهم و قد وضعوا على أبواب منازلهم فروع من شجر الصفصاف.

السياحة في الصين رحلتي الى الصين
السياحة في الصين

فنادق الصين كما عرفتها من رحلتي الى الصين

كل شيء في رحلة السياحة في الصين يبدو غريباً، حتى علاقة الصينيين بالأرقام، وخاصة في فنادق الصين ففي أول رحلة لـ السياحة في الصين أقمت في أحد فنادق الصين المكون من ستة أدوار.

كان أكثر ما يثير دهشتي أثناء صعودي و هبوطي في المصعد الكهربائي أن هناك دور كامل غير موجود، هو الدور الرابع، فالمصعد كان يشير إلى الدور الثالث و من بعده الخامس مباشرة، دون أي إشارة للدور الرابع، الذي لم يكن موجوداً من الأساس.

فكرت كثيراً في هذا الأمر، إلا أنني أعترف أنني لم أسأل عنه، فالأمر قد يكون خطأ ما في المصعد أو في الفندق نفسه، فقط أثار الأمر فضولي بشكل لم أستطع معه منع نفسي من السؤال عندما كنت أسير في منطقة “شين زونج” بمقاطعة “تشي جيانغ” الصينية ، لم أجد هناك أي أثر لشارع رقم 4، 14 أو 24!.

سألت صديق صيني عن سر اختفاء الدور الرابع من فنادق الصين، وكذلك شوارع الصين التي من المفترض أن تحمل رقم 4، 14 و 24 في منطقة شين زونج، كان الأمر طبيعياً تماماً بالنسبة له، فالرقم 4 الذي يتشاءم هو شخصياً منه رقم غير مقبول لدى الشعب الصيني، و لا يتفاءل به أحد على الإطلاق في الصين، حيث يعتبره الصينيون رمزاً للموت، حتى أن الحكومة الصينية غيرت اسم المستشفى رقم 4 في بكين لعدم إقبال الصينيين عليها، على أساس أنها مكاناً للموت.

رأس السنة الصينية
رأس السنة الصينية

الأرقام في الثقافة الصينية

و كما يتشاءم الصينيون من رقم 4، فإنهم يتفاءلون بالرقم 3، على أساس أنه يرمز إلى الحظ عندهم، كما يحبون الرقم 6 الذي يرمز إلى الرخاء، و الرقم 8 الذي يرمز إلى الثروة، حتى أن أرقام الهواتف و السيارات في الصين التي تحتوي على رقم 8 بالتحديد أو 3 و 6 تكون أغلى من مثيلاتها.

أما الأرقام التي تحتوي على رقم 4 فتكون الأرخص، و تكون عامة من نصيب الأجانب الذين يسافرون لـ السياحة في الصين ، والذين يجهلون طبيعة هذه الأرقام، و قد كنت واحداً من هؤلاء، الذين اشتروا خط هاتف صيني فيه أكثر من رقم 4، إلا أنني لم أمت و لا زلت حياً أرزق.

صنع في الصين

و كما أن له أساطيره التي تنظم له حياتهم اليومية، فإن الشعب الصيني أيضاً له التكنولوجيا الخاصة به، و التي تحمل هي الأخرى شعار صنع في الصين، فمحرك البحث الأشهر في الصين هو محرك بادو badou، و هو بديل عن جوجل، و برنامج الدردشة الأشهر في الصين هو برنامج كيو كيو QQ، و هو بديل عن برامج أخرى.

كما أنهم لا يلجأون لبرامج مكافحة الفيروسات غير الصينية المعروفة، فلهم برنامج مكافحة فيروسات صيني خاص بهم يدعى ريسينج أنتي فيروس Rising Anti Virus، و علامته الشهيرة أسد كارتوني، يظل نائماً في أسفل الشاشة، حتى إذا وجد فيروس انقض عليه. كلها منتجات صينية تكنولوجية بديلة يستخدمها الشعب الصيني عوضًا عن تلك التي يستخدمها العالم أجمع.

تطبيقات السفر الى الصين رحلتي الى الصين
تطبيقات السفر الى الصين

رحلتي الى الصين والقطار الطلقة

الاعتقاد السائد عن وسيلة المواصلات في الصين يقول إن الشعب الصيني لا ينتقل سوى بالدراجات، إلا أن الواقع الذي تستطيع أن تراه بسهولة و أنت تتجول في شوارع أي مدينة صينية، أثناء رحلة السياحة في الصين يشير إلى غير ذلك، فوسائل المواصلات اليوم في الصين باتت تشمل كل شيء.

ابتداء من القطار الطائر الذي يسير بسرعة 450 كيلو متر في الساعة، أي أنه قادر على نقلك من القاهرة إلى أسوان مثلاً في ساعتين تقريباً، بالإضافة إلى العديد من السيارات، سواء التي تحمل ماركات أجنبية و التي يتم تصنيعها في مصانع في الصين، أو السيارات ذات الماركات الصينية و التي تنتشر بشكل كبير، و التي باتت تنافس في تصميماتها غيرها من الماركات الأجنبية. وكل هذه الوسائل سواء قطارات أو سيارات أو غيرها منتجات صينية غير مستوردة.

رحلتي إلى الصين

المواصلات في الصين

الطرق في الصين على كل حال مقسمة إلى قسمين، قسم للسيارات، تسير فيه السيارات بأنواعها، و إلى جانبه قسم آخر مختص بالدراجات و الموتوسيكلات، بالإضافة إلى التوك توك. و التوك توك في الصين له أشكال مختلفة و متعددة ليست كما هي في مصر، حيث يبتكر الصينيون في تطوير شكله بشكل يكاد يكون شخصي، فترى البعض و قد حوله إلى ما يشبه السيارة الصغيرة التي تسير على ثلاث عجلات، و وضع له البعض الآخر ستائر مزركشة.

و الدراجات في الصين لا تزال تحتفظ لنفسها بمكانتها، قد يستخدمها البعض بشكل شخصي، و قد يكون تلاميذ المدارس هم الأكثر في هذا الأمر، فحينما زرت شانتون أثناء رحلات السياحة في الصين ، فوجئت وقت خروج التلاميذ من المدارس، بعشرات وعشرات من التلاميذ الصينيين يركب كل منهم دراجته الخاصة و كل منهم يرتدي الزي الموحد الخاص بمدرسته.

ينطلقون بدراجاتهم جماعات في الطريق، إلا أن هناك أيضاً من يستخدم الدراجة كوسيلة مواصلات، و في هذه الحالة تكون أشبه بالتوك توك، إلا أنها تدار بالقوة العضلية كالدراجة العادية، تركبها كأي وسيلة مواصلات أخرى بعد أن تتفق مع سائقها على الأجرة المطلوبة.

رحلتي إلى الصين

العمل في الصين

قيمة العمل في الصين هي وحدها التي ترفع من شأن الإنسان، ليس من المهم أن يكون الشخص كناساً أو طبيباً، المهم أنه يعمل، الكل هنا يعتز بعمله، لا فرق بين عمل و آخر، فكل شخص يكمل الآخر، و كل إنسان يقوم بما يجب أن يقوم به.

فالطبيب يعالج المرضى في المجتمع، و بالتالي هو في النهاية شخص يخدم مجتمعه، و الكناس أيضاً يقوم بتنظيف الشوارع، و بالتالي هو في النهاية أيضاً شخص يخدم مجتمعه هو الآخر، و العمل هنا في الصين لا يتجاوز الثمانية ساعات يومياً تبدأ في التاسعة صباحاً و حتى الخامسة عصراً.

المسلمون في الصين كما شاهدتهم في رحلتي الى الصين

كان أكثر ما يلفت نظري في موضوع العمل هنا، ليس فقط اعتزاز الجميع بعمله، و إنما أيضاً تقديس العمل، فعندما كنت أتجول في الصباح، أثناء رحلات السياحة في الصين ، كنت أجد العاملين في المطاعم مثلاً أو بيوت الشاي أو الفنادق أو غيرها و قد وقفوا صفاً أو صفين، و أمامهم يقف شاب أو فتاة يتحدث إليهم باللغة الصينية، بجدية، بينما هم ينصتون إليه باهتمام بالغ.

و في منتصف ساعات العمل، يتناولون وجبة الغداء، ثم تجدهم يخرجون أمام أماكن عملهم يقومون بعمل بعض التمارين الرياضية الراقصة، في جو يسوده المرح، ثم يصطفون مرة أخرى في طوابير منتبهة و أمامهم يقف المسئول أو المسئولة عنهم، يتحدث إليهم بجدية، لينصرف بعدها كل منهم إلى عمله.

في الصين التي تقع تحت الحكم الشيوعي منذ أكثر من 60 عاماً، حرية الاعتقاد الديني حق يحفظه الدستور الذي ينص على أن: “للمواطنين حرية الاعتقاد الديني. ولا يحق لأي من أجهزة الدولة أو المنظمات الاجتماعية أو الأفراد إرغام أي مواطن على الاعتقاد بأي دين أو عدم الاعتقاد به. ولا يجوز التعصب ضد أي مواطن يعتقد بأي دين أو لا يعتقد به. وتحمي الدولة النشاطات الدينية الطبيعية”.

رحلتي إلى الصين

المساجد في الصين كما زرتها في رحلتي الى الصين

قد تكون المصادمات التي وقعت بين الحكومة الصينية و بين المواطنين الصينيين الأويغور المسلمين، قد أثارت جدلاً كبيراً في مجتمعاتنا، و الحقيقة أنني لست في موضع تقييم هذه المصادمات، و لا حتى عن التأريخ للعلاقة بين الحكومة التي يمثلها الحزب الشيوعي الصيني و معتنقي الديانات المختلفة.

فهذا العمل كما أسلفت لا يتعدى المشاهدات من خلال عدة رحلات قمت بها لـ السياحة في الصين ، إلا أن هذه المشاهدات تضمنت أيضاً رؤيتي لمعابد بوذية و كنائس و مساجد دون أي حراسات حتى توحي بأن المتدينين في الصين يعيشون في خطر، كتلك الحراسات الموجودة على الكنائس عندنا في مصر، و التي تسيء في وجهة نظري للجميع.

رحلتي إلى الصين

الطب الصيني التقليدي في رحلتي الى الصين

ما يميز الشعب الصيني و بحق، و بعيداً عن المنتجات الصينية التي تملأ أرجاء المعمورة، و ضيق عينيه، هو حفاظه على تراث أسلافه، الممتد لآلاف السنين. و الصيني لا يفعل ذلك من قبيل الحفاظ على فولكلور شعبي، كما هو الحال لدى شعوب أخرى، و إنما من قبيل الإيمان التام بأهمية هذا التراث الصيني

واحد من مكونات التراث الذي حافظ عليه الصينيون على مدار آلاف السنوات كان الـ”تشونج يي”، أو الطب الصيني التقليدي، و هو ما كان يتداوى به الإنسان الصيني و يطوره يوماً بعد يوم على مدار السنين، و الذي يعتمد على الطبيعة كلية.

و كما أن كل شيء هنا في الصين يعتمد على الفلسفة، ابتداء من الطعام و الدين و حتى الكونغ فو، فقد كان من الطبيعي أيضاً أن يكون الطب الصيني معتمداً على الفلسفة بشكل كبير.

فالطب الصيني كما يراه الصينيون يستهدف في النهاية الحفاظ على توازن الـ”تشي” أي قوة الحياة، عبر المحافظة على الـ”اليانج”، و هي الطاقة الحيوية للإنسان، و الـ”يين” و هو عمل أعضاء الإنسان.

الطب الصيني التقليدي رحلتي الى الصين

المطبخ الصيني كما عرفته من رحلتي إلى الصين

و كعادة كل شيء في الصين، يستمد المطبخ الصيني مكوناته و آدابه بل و أدواته من الأساطير و التعاليم البوذية و الكونفوشيوسية، فالصيني و إن كان اليوم يأكل اللحم، رغم أن كلا الفيلسوفين منعا أكل اللحوم، إلا أن ما يكفي فرد واحد من اللحوم في الولايات المتحدة يكفي ثمانية أشخاص هنا في الصين.

لازالت تعاليم بوذا و كونفوشيوس تلعب دوراً كبيراً في حياة الشعب الصيني إذن، فاللحم يرتبط بشكل كبير بمرض الإنسان، أما الخضروات و الفواكه الطازجة فكلها فائدة لجسم الإنسان، كما تقول تعاليم الفلاسفة.

رحلتي إلى الصين

الثقافة الصينية و رحلتي الى الصين

بوذا و كونفوشيوس و أساطير و قصص و حواديت، هكذا هي حياة المواطن الصيني البسيط، بعيداً عن تنظيرات الساسة و تحليلات الاقتصاديين، أنقلها عبر مشاهداتي في رحلة السياحة في الصين

بعد أن طرت فوق نصف العالم للذهاب إلى هناك أكثر من مرة، في محاولة أو محاولات لمعرفة الصين الحقيقية، أو بمعنى أدق الإنسان الصيني، و هو من وجهة نظري الأهم بالمعرفة من المنتجات الصينية أو حتى من النظام الاقتصادي السائد في الصين.

رحلتي إلى الصين

منقول بتصرف من كتابي “ميد إن تشاينا”- للصحفي والنائب المصري أحمد بلال

اترك تعليقا