منارة الاسكندرية : جولة في قبلة البحارة وإحدى عجائب الدنيا

منارة الاسكندرية | في كل مرة يحدثك فيها الرحالة عن الإسكندرية ستشعر أنها ربما المرة الأولى التي نصف فيها جمال تلك المدينة، وفي كل مرة سنحاول استكشاف مصدر جديد لسحرها.

الإسكندرية رغم كل كلمات المدح التي يمكنك قولها في شواطئها بسحرها الخلاب، وهواء الإسكندرية الذي يجعلك تشعر بالراحة والهدوء، بل ورائحة اليود التي تتنشر في أرجائها وتذكرك بذكريات المصيف العائلي في طفولتك، وكورنيشها الذي شهد على العديد من القصص الرومانسية، غلا أنك لن تستطيع إحصاء منابع سحرها في موضوع واحد.

فعروس البحر المتوسط ليست فقط شواطئ ورمال ورائحة وشوارع، بل تمتلك العديد من المعالم السياحية التي لا تقل أهمية عن آثار الأقصر وأسوان والقاهرة.

ولعل من أبرز المعالم السياحية التي تمتلكها العاصمة الثانية لمصر هي منارة الاسكندرية، والتي تعد ليس فقط من أبرز المعالم السياحية بالمدينة، بل هي من أكثرهم استقطابًا للسائحين من كافة أنحاء العالم، وكانت من عجائب الدنيا السبع.

أين تقع منارة الاسكندرية

وتقع منارة الاسكندرية على جزيرة فاروس، التي تقع في منطقة الميناء الشرقي بالمدينة، وهي على مقربة من قلعة قايتباي التي تعد أيضًا من أشهر المعالم السياحية بالإسكندرية.

منارة الاسكندرية يطلق عليها أيضًا فنار الإسكندرية، وهي عبارة عن مبنى يعود إلى العصر البطلمي، حيث أمر بنائها بطليموس الأول ولكنه مات قبل إتمامها، لذلك أكمل بطليموس الثاني بنائها وانتهت عملية البناء عام 247 قبل الميلاد، وأشرف على بنائها مهندس معماري يوناني يدعى سوستراتوس.

سبب بناء فنار الاسكندرية

وعن السبب الحقيقي وراء بناء هذا الفنار، فلم يصل أحد إلى حقيقته، ولكن بعض اجتهادات الغير مؤكدة للخبراء والمؤرخين تشير إلى أن المنارة كانت تمتلك مرآة ضخمة كاسرة للأشعة، وكانت توضع على قمتها لتتيح رؤية السفن القادمة من على بعد لا يمكن للعين المجردة رؤيتها وقد تصل تلك المسافة إلى 70 ميلًا.

وبذلك تقوم المنارة بمساعدة البحارة للوصول إلى الميناء الذي كانوا يجدون صعوبة في الوصول إليه بسبب ضحالة المياه وكثر الصخور والازدحام.

وتشير بعض الروايات إلى أن تلك المرآة، كانت تعد من الإنجازات التقنية الفائقة في العصر الذي صنعت فيه، لكنها تحطمت عام 7.0 ميلاديًا، وكانت تكلفة هذا الصرح العظيم تصل إلى ما يعادل النصف مليون جنيه.

ويبلغ ارتفاع منارة الاسكندرية حوالي 400 قدم، لذلك كانت تعتبر معجزة هندسية وإنجاز معماري حيث كانت تعتبر من أضخم الأبنية في ذلك العصر، وربما يرج هذا بالإضافة للمرآة من أسباب تصنيفها من أحد عجائب الدنيا السبع.

طوابق منارة الاسكندرية

وكان الفنار يتكون من أربعة طوابق وكان الطابق الأول ذو قاعدة مربعة ويبلغ أرتفاعه 60 متر، وكان هذا الطابق يتضمن 300 غرفة بهم العديد من النوافذ وينتهي بسطح يوجد به أربع تماثيل ضخمة من البرونز، وكانت تلك الغرف التي تتضمنها المنارة تستخدم من أجل مبيت العاملين بها وأيضًا لتخزين الأدوات المستخدمة في البناء.

بينما كان الطابق الثاني يتخذ شكلًا ثماني الأضلاع، ويبلغ ارتفاعه 30 متر، وبه مكام مخصص للسائحين حتى يتمكنوا من مشاهدة المنارة من أعلى المنارة.

أما الطابق الثالث فيأخذ الشكل المستدير وتعلوه قمة المنارة التي تتضمن المصباح الضخم، الذي يعتبر مصدر الضوء والذي يعلوه تمثال لبوسيدون إله البحر عند اليونانيين ويبلغ ارتفاعه سبعة أمتار.

إنها تحفة معمارية متعددة الأشكال الهندسية، ما إن تراها ستندهش من دقة تنفيذها، وحينها يمكنك معرفة الإجابة الحقيقية إذا كنت تتسائل لماذا صُنفت من عجائب الدنيا السبع.

زيارة منارة الاسكندرية

عند زيارة منارة الاسكندرية فستجد أمامك عدة أنشطة يمكنك ممارستها، حيث يمكنك بدء جولتك بالتمشية على الممر الموصل للمنارة والذي يطل على البحر، في مشهد يجمع بين جمال البحر وعظمة التاريخ.

كذلك يمكنك الصعود للطابق الثاني الذي يخصص مكان للزائرين لمشاهد المنظر الذي يطل على البحر من ثلاثة جهات من أعلى الفنار.

وإذا كنت تجديد التصوير فتكون زيارة الفنار مثمرة بالنسبة له، لا ينقصك سوى اصطحاب كاميرتك والتقط العديد من الصور التي تظهر موهبتك، فضلًا عن الصور التذكارية التي يمكنك توثيق تلك الزيارة من خلالها مع الأصدقاء.