معبد حتشبسوت : رحلة إلى معبد أعظم ملكة في التاريخ

سيظل اسم الملكة حتشبسوت يحلق في سماء التاريخ حتى نهاية الخليقة، و سيظل منقوشا في العقول والقلوب كما نقش قديماً على جدران المعابد المصرية القديمة، تعال عزيزي القارئ نصحبك في جولة معبد حتشبسوت في الدير البحري بالأقصر، نسافر خلالها عبر الزمن ونسترجع المجد والحضارة والانتصارات، ونتعرف إلى الملكة حتشبسوت أول ملكة في التاريخ.

من هي الملكة حتشبسوت

غنمت آمون حتشبسوت، هي ملكة مصرية قديمة، ابنة الملك تحتمس الأول والملكة أحمس وزوجة الملك تحتمس الثاني وجها الأكبر هو الملك أحمس مؤسس الأسرة الثامنة عشر وقاهر الهكسوس،ولدت عام 1508 ق.م.، وهي خامس ملوك الأسرة الثامنة عشرة، بعد وفاة زوجها الملك تحتمس الثاني حكمت البلاد كوصية على الملك الصغير تحتمس الثالث، ثم كملكة و ابنة الإله آمون وفقاً لقصة نقشتها في معبدها بالدير البحري.

كانت حتشبسوت الوريثة الشرعية للعرش بعد وفاة والدها الملك، لكن العادات القديمة كانت تأبى أن يحكم البلاد سيدة، فاضطرت للزواج من تحتمس الثاني أخيها غير الشقيق، للحفاظ على ملك مصر كعادة قدماء المصريين، أما تحتمس الثالث الذي كان ملك البلاد تحت وصايتها، فقد كان ابن زوجها تحتمس الأول من إحدى محظياته.

حكمت الملكة حتشبسوت بعد وفاة زوجها كوصية على الملك الصغير تحتمس الثالث، ثمتم إعلان حتشبسوت في عام 1404 ق.مملكاً على الصعيد والدلتا، وازدهرت البلاد في عهدها وحدث رواج تجاري خارجي مع الدول الأخرى وأعادت تشغيل المحاجر والمناجم مرة أخرى في سيناء، وأرسلت العديد من البعثات الخارجية كبعثتها إلى المحيط الأطلسي وإلى بلاد بونت، واشتهر عهدها بالسلام والهدوء والرخاء والازدهار، وتوفيت في (14 يناير 1457 ق.م) بعد فترة حكم زاخرة بالإنجازات استمرت لمدة اثنين وعشرين عاماً.

تاريخ معبد حتشبسوت

يقع معبد حتشبسوت بالقرب من منحدر صخري شاهق الارتفاع بالقرب من ضفة النيل الغربية، وقد قامت الملكة حتشبسوت بوضع حجر الأساس للمعبد في حوالي العام الثامن لحكمها، واستمر العمل في المعبد لمدة خمسة عشر عاماً حيث تم الانتهاء منه في العام 22 لحكم الملكة حتشبسوت، قام بتصميم المعبد المهندس سنموت وأشرف على بناءه، وتم بناءه من الحجر الجيري الجيد، وقد تعرض المتحف لبعض الإهمال والتخريب في نهاية حكم تحتمس الثالث خليفة الملكة حتشبسوت وابن زوجها، والذي قام أتباعه بتهشيم تماثيل الملكة حتشبسوت وكشط اسمها من على الجدران، ثم قام رمسيس الثاني بترميم بعض ما حدث من تشوه للمعبد ويفسر ذلك وجود اسمه منقوشاً على جدران المعبد.

تسمية معبد حتشبسوت

سمي هذا المعبد في عهد الملكة حتشبسوت باسم يعنى “قدس أقداس آمـــــون” وفى عهد الرعامسه أطلق عليه ( البقعةالمقدسة)، وفي القرن السابع الميلادي قام المسيحيين بإقامة دير لهم على رفات معبد حتشبسوت، وترجع تسمية المعبد بالدير البحري لهذا السبب،وفي عام 1893 قام مريت برفع أنقاض الديرعن المعبد.
ولقد قام كارتر عالم الأثار بنقل النقوش الموجودة على جدران المعبد في ورق، وسجل كل الحفريات التي عثر عليها في مجموعة من الكتب عددها سبعة وسماها بمعبد الدير البحري، وفي عام 1961 قام علماء آثار بولنديين جاؤوا في بعثة تابعة للمركز البولندي لآثار البحر المتوسط بإعادة بناء وترميم بعض الأماكن في معبد حتشبسوت.

وصف المعبد 

قام سنموت بتصميم المعبد شمال مقبره أقامها منتحوتب نب حبت رع، وتأثر بنظام الشرفات في معبد الملك فكان التصميم عبارة عن ثلاث مسطحات كبيرة على شكل شرفات تعلو كل منها الأخرى واستبعد منه المسلة وحجرة الدفن، وأضاف إليه مقصورات للتعبد ولإقامة الطقوس لكل من الإله امـــون ورع حور أختي وأنوبيس والإلهة حتحور؛ فسخر بذلك المعبد لعبادة الإله آمون.

و معبد حتشبسوت مختلف جداً عن المعابد التي كانت مقامة في مصر في تلك الفترة، حيث يتكون من بوابة ضخمة في البداية، بها العديد من الأعمدة، ثم يوجد صرح أصغر يحوي بهو من الأعمدة، ثم صرح ثالث ينتهي بالمحراب القدسي،ويوجد طريق طويل يصل ما بين الرواق الأول والرواق الثامن، هذا الطريق يضم مجموعة من الأعمدة على الجانبين وهو رواق مفتوح من ناحية الشرق ينتهي بتمثال كبير للملكة حتشبسوت. في وسط البهو رقم 13 يوجد بعض الغرف الخاصة بـ آمون رع حتى تصل إلى البهو رقم 14 الذي يسمى بهو الاحتفالات، هذا ظاهر جدًا بسبب النقوش الموجودة على الجدران والتي تبين مظاهر الاحتفال في هذا البهو. الأعمدة الموجودة في الوسط بها رؤوس تماثيل رأس هاتور الذي يؤدي إلى مدخل بهو الأعمدة التي تدخل للمحراب.

وتنطق جدران المعبد بالعديد من الأحداث التي دارت في عهد الملكة حتشبسوت فصورت لنا بعثة الملكة إلى بلاد بونت والهدايا المحملة من المملكة المصرية وكذلك الهدايا التي أهدتها بلاد بونت إلى مصر من توابل وحيوانات وشتلات زرع وأشجار تم زراعتها عند واجهة المعبد.

رسوم دخول معبد حتشبسوت

رسوم دخول معبد حتشبسوت للأجانب تبلغ مائة وأربعون جنيهاً مصرياً للفرد الواحد، وسبعون جنيها للطالب الأجنبي، وتبلغ الرسوم عشرون جنيهاً مصرياً للشخص الواحد وعشرة جنيهات للطالب.