الرحالة و المسافرون العرب

رحلات التصوير لافريقيا : سفاري ومغامرات في أدغال القارة السمراء

مغامرات السفر الى افريقيا

هل سبق لك أن حلمت بالذهاب في رحلات سفاري؟ هل تمنيت الغوص في تفاصيل الأماكن؟ هل تمنيت زيارة الغابات البرية ومشاهدة الحيوانات المفترسة والطيور النادرة بالبحيرات؟ تخيل نفسك منغمس في أرض ترعى بها الزرافات والأفيال، تقترب فيها الفهود البرية وتطارد الأسود فرائسها، ومع مشاهدة ومعايشة كل تلك التفاصيل تلتقط الصور التوثيقية والتذكارية خلال رحلات التصوير لأفريقيا.

يمكن بكل سهولة تحقيق الأحلام لتصبح واقع تعيشه وتفتخر به كمصورين البراري، والتي تعد رحلات السفاري والتصوير محور حياتهم وحلمهم الذين يسعون بكل شغف للعمل على تحقيقه، مثل المصور الصحفي “محمد هشام” عضو شعبة المصورين الصحفيين بنقابة الصحفيين المصرية والمسؤول عن المسابقات والأنشطة المختلفة داخل الشعبة، والتي تواصلت معه “الرحالة” ليقص علينا تفاصيل رحلاته البرية وكواليس تصويره للغابات ومغامراته العديدة.

بدأ “هشام” تصوير الحياة البرية منذ عشر سنوات خارج مصر، وقبيل هذه السنوات كان له محاولات عديدة داخل مصر.

شبل صغير - كينيا - ماساي مارا رحلات التصوير لافريقيا
شبل صغير – كينيا – ماساي مارا رحلات التصوير لافريقيا

رحلات التصوير لافريقيا .. السفرية الأولى

كانت السفرية الأولى له في مايو 2011 في كينيا، والتي تحتوى على أفضل محميات طبيعية بأفريقيا، ومنذ ذلك الوقت لن يستطيع الكف عن تصوير للحياة البرية حتى الآن، “السفر لأفريقيا والعيش في الغابات والأماكن المفتوحة شيء أكثر من روائع لا يوصف، قادرة تلك الحياة على تصفية الذهن والسلام والانسجام مع النفس”.

وقال “هشام” أنه لن يقدم على خطوة السفر والتصوير خارج مصر إلا بعد ما سافر بالفعل لجميع الأماكن داخل مصر وقام بتصويرها، “مفيش مرة سافرت فيها لشغل إلا وتم استغلالها للتصوير”، مفسرًا ذلك بحبه الشديد للحياة البرية الذي بدأ منذ طفولته، “كنت بهرب من المذاكرة واتفرج على أفلام وثائقية للحياة البرية”.

وأكد مصور البراري، أن اكتشاف الثقافات الأخرى والأماكن الجديدة شيء ممتع خاصة بالنسبة للمصور، فالمصورين يكون لديهم الشغف متزايد لأن الصحفي بطبيعته لديه حب المعلومة الجديدة والاكتشاف، بالإضافة لحبي للتصوير والحياة البرية.

محمد هشام مصور البراري في رحلات التصوير لافريقيا
محمد هشام مصور البراري في رحلات التصوير لافريقيا

كينيا 2011

في 2010 حضر “هشام” معرض لتصوير الحياة البرية للمصور مجدي علي، ونشئت بينهم صداقة إلى أن سافر معه أول رحلة “كينيا 2011″، وبعد هذه الرحلة بدأ “مصور البراري” في تنظيم مثل هذه الرحلات طيلة العشر سنوات الماضية إلى أن أسس كامب ومجموعة من أصدقاءه المصورين بكينيا، وبدأ في تنظيم الرحلات بشكل أكبر وحتى وقتنا هذا لم تتوقف الرحلات.

وخلال عام 2015 سافر وأصدقائه رحلة استكشافية لـ زامبيا بأفريقيا تراوحت مدتها حوالي 15 يوم، وكانوا يستقلون سيارة خاصة بهم وأخذوا في التجول بها لمسافات كبيرة من شمال زامبيا لجنوبها مرورًا بالشرق وصولًا للغرب، وكان أصدقاءه الذين يرافقونه الرحلة هم: المصور مجدي على، والدكتور مصطفى مهران، والمصور مصطفى البرلسي، وذهبوا في هذه الرحلة إلى شلالات فيكتوريا وهي ثاني أكبر شلالات في العالم بعد شلالات نياجرا في كندا.

مجموعة من الطيور
مجموعة من الطيور

“يعتبر حب السفر والاستكشاف جزء من حب الحياة البرية”، فبعد انتهاء رحلة زامبيا، قرر “هشام” وأصدقائه تجهيز رحلة أكبر من حيث المدة والمسافات، وكانت رحلة للجنوب الأفريقي واستمرت لمدة شهر، بدأت من زامبيا، بعد ذلك ناميبيا وأخذوا ناميبيا من الشمال للجنوب واخترقوها من أقصى الغرب لأقصى الشرق لوصولهم لبوتسوانا وأخذوا من جنوب بوتسوانا لاتجاه الشمال مرة أخرى عودة إلى زمبيا، وكانت هذه الرحلة مختلفة ومميزة.

وقص “هشام” أنهم كانوا يستيقظوا ويهموا بالسفر ليقطعوا مسافات تقدر بنحو من 300 لـ 500 كيلو متر يوميًا، بعضها طرق ممهدة والبعض الآخر طرق غير ممهدة وغابات، وتميزت هذه الرحلة بزيارة بلدان جديدة، بالإضافة انهم قطعوا مسافة طويلة جدًا تقدر بأكثر من 3 آلاف كيلو بالسيارة، ولكن السيارة تعطلت أثناء الرحلة تحديدًا في الأسبوع الثالث داخل غابة بـ بوتسوانا وكانت هنا المغامرة.

كينيا - محمية ماساي مارا
كينيا – محمية ماساي مارا

مغامرة بوتسوانا

بدأ “مصور البراري” في قص المغامرة عن رحلات التصوير لافريقيا قائلًا: كان يوجد بالغابة حيوانات مفترسة والسيارة التي نستقلها كانت 4*4، وكان معنا سيارة أخرى وكل شخصين منا يستقلوا سيارة، وعند تعطلنا في الغابة، اضطرت السيارة الأخرى تركنا بالغابة ليذهبوا أصدقائنا ويخبروا أمن بوابة الغابة بتعطل السيارة بالداخل ليرسلوا لنا فريق صيانة “من المعروف أن الغابات مساحاتها شاسعة ولكن لها مدخل ومخرج وبوابات”، وفجأة عجلة السيارة الأمامية انفجرت وطارت لمسافة طويلة، كان يوجد لدينا هواتف ولكن هذه المنطقة كانت منعدمة التغطية الشبكية.

حالة ترقب ومراوغة بين فهد ولبؤة
حالة ترقب ومراوغة بين فهد ولبؤة

وأكمل “هشام” عندما تعطلت السيارة كان التوقيت حوالي الثانية عشر ظهرًا، ولبلوغها السادسة مساءً لم يمر علينا سوى سيارة واحدة ولكنها كانت تسير عكس الاتجاه وصولًا للبوابة الأخرى، وعرضت علينا المساعدة من أصحاب السيارة وطلبنا منهم إبلاغ أمن البوابة الأخرى بتعطلنا في الغابة، وكانت السيارة مجهزة بالطبع لسفرنا الدائم بها، وأيضًا مزودة بالطعام والشراب بالإضافة لخيمة يتم تجهيزها أعلى السيارة لأنه يوجد بالغابة حيوانات مفترسة.

وبالفعل قمنا بتجهيز الخيمة وعند غروب الشمس مكثنا داخلها، وغربت الشمس بالغابة في السادسة مساءً لتعاود الشروق في السابعة من اليوم التالي، قضينا نحو 13 ساعة داخل الخيمة أعلى سطح السيارة.

اثناء تجهيز الخيمة
اثناء تجهيز الخيمة

كان ليس متخوفين لأننا دارسين الموضوع ومتأكدين أن وجودنا داخل مكان مغلق حماية لنا من الحيوانات المفترسة، ولكن كان يشغلنا أكثر التفكير والتخطيط، سنمكث هنا لمتى؟ وكانت الأقتراحات عديدة منهما: عند وجود سيارة تسير في أي اتجاه بالغابة سوف نستقلها على الفور، نظرًا لأنه خلال 6 ساعات ماضية لم تمر علينا غير سيارة واحدة.

وأكمل “هشام” اليوم الثاني وفي التاسعة صباحًا وجدنا سيارة بها فني صيانة وعلى الفور قمنا بتجهيز امتعتنا وأدخلناها بالسيارة واغلقناها وتركناها بالغابة وذهبنا مع فني الصيانة إلى أن وصلنا للبوابة وذلك لشراء قطع الغيار للسيارة وكان يلزم علينا قضاء هذه الليلة عند البوابة لحين شروق الشمس والوصول لأقرب مدينة  لشراء قطع غيار للسيارة، وكان لدينا خيارين في الإقامة أما نقضي الليلة بـ 50 دولار أو بـ 1000 دولار، وبالفعل اختارنا الخيار الأول، فتكلفة الليلة في الأمور العادية تبلغ نحو من 15 إلى 20 دولار ولكن ليس كان لدينا خيار آخر.

السيارة والخيمة
السيارة والخيمة

تعطل السيارة أستغرق ثلاثة أيام، أول ليلة تم قضاءها بالغابة، وثاني ليلة بجوار البوابة، أما ثالث ليلة كانت بالمدينة لشراء قطع الغيار، واليوع الرابع عدنا للغابة لتصليح السيارة ولكن كانت الصدمة عندما وجدنا أن قطع الغيار التي احضرناها ليست هي التي تحتاجها السيارة، ولكن حاولنا تركيبها على أي حال وبالفعل تحركت السيارة ولكن ليس بنفس قوتها، وبعد خروجنا من الغابة بالسيارة تم إصلاحها وعدنا إلى زامبيا ثم استقلينا الطائرة وذهبنا لـ كينيا لمدة أسبوع ثم عدنا إلى مصر.

وعن سفر “مصور البراري”  في رحلات التصوير لافريقيا مع أصدقائه كثيرًا إلى كينيا تحديداً قال: كينيا هي المكان الأقرب لنا من حيث المسافة التي تستغرق 5 ساعات فقط، بالإضافة انها تحتوى على أفضل محميات طبيعية بأفريقيا، مثل محمية ماساي مارا الحائزة على لقب أفضل محمية طبيعية بأفريقيا وأيضًا حصلت على جائزة مرات عديدة بأفريقيا، لذلك نحب كينا.

ماساي مارا - كينيا
ماساي مارا – كينيا

الأفيال ونظراتهم التحذيرية

وأكمل “هشام” بالإضافة أن الغابة ممتعة وكبيرة جدًا وبها كل يوم مفاجآت جديدة، ومن ضمن أنه في احدى المرات تعطلت السيارة التي نستقلها وأخذنا وقت طويل لإصلاحها وحينها كانت عائلة أفيال تمر من نفس المكان بالغابة، “والفيل بطبيعته يسير في أتجاه واحد ولا يخلف طريقه” وكان بالفعل يسير خلف السيارة ونحن نجلس بداخلها، وعندما شاهدنا بدأ يعطي إشارات تحفز “يثني ويفرد اذنيه” ولكن مر بسلام واكتفى بنظرة تحذيرية فقط، وكنا نجلس داخل السيارة وينتابنا القلق والخوف، ولكن ليس لدينا سوى الإلتزام بالهدوء.

مصور البراري
مصور البراري

مغامرة عائلة الأسود

وأستمر “مصور البراري” في استكمال المغامرات: وفي رحلة آخرى في أحد الأيام كنا نستقل سيارة مكشوفة “بدون سقف”، واحيانًا كنا نستقل سيارة بدون أبواب، وفي آخر رحلة كنا نستقل سيارة لها جانب مفتوح والجانب الآخر مغلق، وفجأة ظهر عائلة من الأسود تتحرك أتجاه الجانب المفتوح من السيارة، وكانت السيارة واقفة لا تتحرك ونحن بداخلها.

واقتربت الأسود إلى أن دخلت أسفل السيارة وظلت هكذا حوالي 20 دقيقة، “بالطبع لا نستطيع تحريك السيارة وهم يرقدون أسفلها خوفًا من حدوث أذى لهم”، وانتظرنا إلى أن خرجوا جميعهم من أسفل السيارة عدا أسد واحد فقط كان غالبًا يحتاج لهدنة من الشمس الحارقة، وبدأنا في إدارة السيارة فقط وعند سماعه لصوتها بدأ يشعر بعدم الراحة إلى أن ترك السيارة وتحرك بعيدًا إلى أن وجد شجر ليستظل بها.

الأسد وهو يستظل تحت شجرة
الأسد وهو يستظل تحت شجرة

وعن عدم تعرض الأسود لهم قال “هشام” عدم مضايقة الحيوانات في حد ذاتها تعد احترامًا لهم، وهم يشعرون جدًا باحترام الأشخاص لهم وعدم مضايقتهم أو ملامستهم، خاصة لو معهم صغارهم “الأشبال الصغيرة”، فعدم شعورهم بالخطر يجعلهم هادئين، ومن الأشياء الهامة التي نفعلها بشكل دائم هو عدم استخدامنا “فلاش الكاميرا” في تصوير الحيوانات إطلاقًا، لسببين أولهم: لعدم مضايقة الحيوانات، ثانيهم: لأننا نصور في النهار على ضوء الطبيعة المشمسة فلا نحتاج للفلاش، وإذا كان التصوير ليلًا يكون على ضوء القمر.

تصوير البراري في رحلات التصوير لافريقيا
تصوير البراري في رحلات التصوير لافريقيا

تعليمات لدخول الغابات أثناء رحلات التصوير لافريقيا

وقال لنا “مصور البراري” أن هناك تعليمات للمكوث بالغابات والأماكن التي يتواجد بها حيوانات، وعلى سبيل المثال لا يصح ترك الفواكه داخل الخيمة لان رائحتها تجذب الحيوانات مما تجعلهم يخترقون الخيمة، كما نأخذ بالنا جيدًا من الأشياء التي تتسبب في مضايقة الحيوانات مثل الروائح النفاذة، فعند دخولنا الغابة نحرص على عدم استخدام أي نوع من أنواع العطور أو أي روائح أخرى في العموم، وبالطبع بالخبرة تمرسنا وأصبحنا على علم بأغلب التعليمات والنصائح.

الحياة البرية
رحلات التصوير لافريقيا

فرس النهر

وعاود “مصور البراري” ليقص مغامرة جديدة قائلًا: ذات يوم كنا بالغابة ليلًا وكانت دورة المياه تبعد عن الخيمة التي نمكث داخلها بنحو من 15 لـ 20 متر، وعند ذهابي لدخول دورة المياه وجدت فرس النهر يقف أمام باب الدخول وكان يأكل، وليس كان عليا سوى الرجوع للخيمة في هدوء والانتظار لحين تحركه من أمام دورة المياه، وانتظرت حوالي ساعتين كان حينها بدأ نور الصباح في الظهور، حينها فقط ترك فرس النهر باب دورة المياه وافسح لي طريق لقضاء حاجتي واتجه هو في طريقه نحو النهر.

الجاموس الأفريقي رحلات التصوير لافريقيا
الجاموس الأفريقي رحلات التصوير لافريقيا

رحلات التصوير لافريقيا والخطط المستقبلية

وعن خططه المستقبلية قال “هشام” اتمنى اسافر آيسلندا بالقطب الشمالي، وبالفعل خططت أكثر من مرة للسفر ولكن لم تأتي الفرصة حتى الآن، وأيضًا من الأماكن التي اتمنى زيارتها والتصوير بها هي الهند، ومن ضمن السفريات التي استمتعت بها كانت المغرب واستغرفت السفرية نحو 14 يوم وقومت بالتصوير بـ 7 مدن كل ليلة في مدينة غير التي تسبقها، وهي من ضمن رحلاتي التصويرية التي استمتعت بها جدًا.

الحمار الوحشي
الحمار الوحشي

 تنظيم رحلات السفاري

وعن فكرة تنظيم الرحلات قال “هشام” أنها ممتعة جدًا ولكنها مسؤولية كبيرة، “حاليًا بنظم رحلة كل شهر”، وليس شرط أن أكون متواجد مع الأفراد بالرحلة، فنحن أخذنا كامب خاص بي وأصدقائي في كينيا، وصديق منا يعمل على إدارته، ولكن فكرة تنظيم الرحلة في حد ذاتها مرهق لأبعد الحدود.

فعلى سبيل المثال وأن افترضنا ان الرحلة تتكون من 10 أشخاص حينها يكون عليك العمل على إسعاد الـ 10 أشخاص وارضاء أزواقهم خاصة أن تفاصيل السفر بها أمور عديدة هامة وتعليمات للمسافرين مثل “نوع الملابس التي يحتاجون لها، وكيفية الاستعداد، وحجز التذكرة، وتعليمات السفر خاصة في ظل وباء كورونا، والشهادات والتطعيمات، لحين الوصول للمطار وهم على اتم الاستعداد”، فذلك عبء كبير يقع على منظم الرحلة، ولكن الأجتماع في الهدف “التصوير” يسهل كل الأمور والتجهيزات، وأي شخص بيحب المغامرة والسفر وبيستمتع بالمسافات والاكتشاف هينبسط في الرحلة.

اثناء تصوير الطيور النادرة في رحلات التصوير لافريقيا
اثناء تصوير الطيور النادرة في رحلات التصوير لافريقيا

وعن آخر رحلة قام بتنظيمها قال: ان آخر رحلة كان بها أعمار تتراوح ما بين الـ 30 و 70 عام كنا حوالي 10 أفراد، فالرحلات مفتوحة للجميع ولجميع الأعمار وكل الأهتمامات، ولكن التصوير يعطي الرحلة نوع من الحماس والصبر، لأننا من الممكن أن نقضي يوم كامل لتصوير طائر نادر أو نستقل المركب في البحيرة عدة مرات في اليوم للوصول لصورة لطائر في توقيت معين.

محمد هشام رحلات التصوير لافريقيا
محمد هشام رحلات التصوير لافريقيا

رحلات التصوير لافريقيا ونصائح للمصورين 

نصح “مصور البراري” المصورين الذين لديهم حب السفر وتصوير الحياة البرية قائلًا: “استثمر في التصوير واكتشافه أكثر من الاستثمار في شراء المعدات”، مسترجعًا الذكريات: أول رحلة لي كانت بكاميرا نيكون D90 وعدسة 70-300 ولديا صور حتى الأن بفتخر بها، “أي كاميرا تستطيع التقاط صورة حلوة حتى الموبايل يستطيع التقاط صورة مميزة، ولكن أهم شيء الشغف وحب التصوير وإتقانه”.

غابات كينيا
غابات كينيا
اترك تعليقا