متحف المركبات الملكية : نقلت جثمان الملك فؤاد وكسوة الكعبة

زيارة متحف المركبات الملكية، أشبه بجولة في الماضي، بين الملوك والأميرات، بين فترات الإضاءة الصفراء والأراضي الحجرية المربعة، في حقبة فريدة ميزتها الكلاسيكية، والرواق، كل العناصر توفرت بالمتحف من أشكال العربات وألوان ديكورات المكان،حتى العمدان ومصابيح الإضاءة، يكملون جميعهم الحقبة ذاتها، فقط ما كان ينقصني سماع صافرات أحد العساكر  و هو يقول “مين هناااك”.

طابع حواديت الشانزلزيه وليالي أوجيني، الذي يظهر في جميع أرجاء المتحف، بل وفي الصور الخاصة به، فحصلت على الكثير من الصور المميزة داخله.

في هذه الجولة سيفيدك كثيراً دخول : بوابة السفر و السياحة في القاهرة

في البداية توقعت ألا يلقى هذا النوع من المتاحف أهتمام الكثير من الشباب، لكن كانت المفاجآة أن المتحف يمتلى بجميع أنواع الزوار، رحلات مدرسية، جامعية، شباب يهتمون برسم وتصوير المقتنيات الملكية، وأخرون مطلعون على هذه الحقبة، وغيرهم كثيراً من مرتادي المكان.

أكثرما شغل انتباهي أثناء الزيارة لمتحف المركبات الملكية كانت التفاصيل، أشكال عجل العربات المتأثرة بالسير بأرجاء أراضي القاهرة القديمة، طابع الزمن يظهر في نسيجها ويدل على من استعملوها ورغم شكلها المُهندل، إلا أنها حملت أثراً من الشوارع التي مرت فيها..

جولة حية داخل متحف المركبات الملكية

أخذ المتحف طراز تصميمي مميز يناسب كثيراً ما يقدمه من معروضات، بداية من شكل الأرض المفترشة بالأحجار البيضاء، والأرضيات البازلتية ذات المربعات السوداء التي تميز شكل شوارع القاهرة القديمة، حتى المصابيح وأشكال الأعمدة المطلية باللون الأسود اللامع من بريق الأضواء ليلاً بفوانيسه الزجاجية المُحدبة.

بداية من باب الدخول انتابني شعور بالانفتاح على ساحة من أيام الحرملك حيث مساحة رخامية كبيرة تتوسطها نافورة مياه تتأرجح مياهها هنا وهناك، وفي الساحة المستطيلة تأخذ المسار المُخطط للإستفادة بالزيارة كاملة وتبدأ بدخول قاعة الاستقبال، لها ثلاث أبواب منفتحين على قاعات أخرى وتزينها عدد من التحف الأثرية التي زينت القصور قديماً وثلاث لوحات بمساحات كبيرة للخديوي والأميرات.

من ثم تنتقل لقاعة أخرى تحمل حُلي الملكات والأميرات قديماً، وبعض هدايا الإمبراطورة أوجيني ، مع بعض أطقم الفناجين بصواني ذهب مرصعة بفصوص الماس، مع قنينات عطر مختلفة الأحجام مُرصعة هي الأخرى بالياقوت واللؤلؤ، فضلاً عن علب مجوهرات من أندر أنواع أحجار “السترين” كانت للملك فاروق الأول.

لكن أبرز المقتنيات وأكثرها جذباً للنظر كان كرسي الحكم، كرسي الخديوي المُحاوط بأربع أعمدة  محتفظاً بحالته كأن أحد الملوك يجلس عليه حتى الآن.

مجوهرات متحف المركبات الملكية

• مجموعة من المجوهرات الخاصة بالملكة فريدة و عدد من الشخصيات بالأسرة العلوية.
• بينهما طقم حلي من العقيق وأسورة من حجر الجمشت.
• بروش من الذهب وحجر جمشت للأميرة سميحة حسين.
• علبة مستحضرات تجميل من الفضة خاصة بالأميرة أمينة نشأت.
• طقم ذهب للملكة فريدة مكون من ساعة وخاتم مرصع بفصوص الماس والزفير، مع مجموعات أخرى تخص الملكة فريدة من الذهب الأبيض والأصفر، بجانب دبابيس صدر وشريحة من الذهب تحمل إهداء للملكة فريدة بمناسبة  ذكرى تأسيس المجلس البلدي لمدينة الإسكندرية سنة 1940.
• كذلك نيشان ورصيعة من الذهب من مجموعة السلطانة ملك تحمل كتابات زخرفية تتوسطها كلمة “الكمال” وعلى الأضلاع كلمات الوفاء، الإخلاص، الحنان، الشرف.
• ساعة جيب من الذهب تحمل صورة السلطان العثماني محمد رشاد خان الخامس محلاة بالميناء الملونة الحمراء والزرقاء والخضراء ويعلوها فص من الماس.

تنتهي القاعة بباب أخر يحمل صور الملوك والأميرات، وعلب زجاجية تحمل العديد والعديد من النياشين، ومستلزمات الفروسية، من بينهم أشكال للسرج الحريمي التي استخدمته السيدات لركوب الخيل قديماً وأخر للأطفال، فضلاً عن مجموعات من السروج المستخدمة للرجال، وبعض من أطقم البدل  الملكية والحكومية بهذه الفترة.

أيضاً يحمل متحف المركبات الملكية عدد من السيوف والخناججر، ومعدات السلاح وساعات الحائط وتمثال برونزي مميز، ميداليات تذكارية، قلادة الملك أحمد فؤاد الأول من الذهب، نيشان من عهد السلطان عبد الهزيز خان.

من عربة الدوق للاندو ظهرت كلاسيكيات عربات القاهرة القديمة

“عربة الدوق” قرئتها على أحد لافتات العربات فأخذتني للروايات الفرنسية القديمة ذات الأوراق الصفراء تماماً مثل أجواء المكان، ذهبت في خيالي لرؤية مشهد وصول الدوق ونزوله من عربته ذات العجلات الدائرية الكبيرة، مرتدياً بدلة كلاسيكية ذاهباً في حفل للأوبرا أو التياتيرو.

هو ذاته الشعور الذي انتباني في كل مرة نظرت لعجلات العربات بالساحة الكُبرى من المتحف، فجميعها يظهر عليها أثر الزمن، وعلامات السير، تشقق نسيجها وبدت كأنها مستخدمة لوقتٍ قريب، شعور لطيف أن ترى أثار أشخاص رحلوا عن عالمنا ولكن مقتنياتهم لازالت تحمل الطابع نفسه فتذكرك بتفاصيلهم كأنهم هنا.

فبعد المرور من قاعات النياشين والمجوهرات الملكية والسروج والجلود والملابس وتماثيل الأحصنة، ندخل لجانب أخر تماماً من المتحف، وهو الجانب المخصص للمركبات الملكية، وحقاً ما انتابني حينها كان الذهول، حيث ساحة كُبرى تشبه الشارع كثيراً كما شاهدناه بجميع الأفلام القديمة، شارع داخل المتحف يحمل الصفات الحقيقية له من ألوان وحوائط، و معروضات متمثلة في عربات بأحصنة كُبرى، أشبه وكأنها حقيقية تماماً. وعلى الجوانب مجموعات من العربات الملكية ذات الأربع عجلات الكبيرة الدائرية، تبدو عربات أنيقة من الجلود السوداء تحمل مقعدان وتاريخ حافل بالأحداث.

ما توقعته قبل الذهاب أن جميع العربات في هذا الزمن تحمل شكلاً واحداً، لكن ما اكتشفته أن لكل عربة شكلاً خاص فريد بها، فمثلاً بينهم ما يزينها فانوس زجاجي للرؤية ليلاً وأخرى منفتحة السقف، وغيرها مغطاة، وغيرهم مقفولة تماماً يدخلها الشخص من باب، وواحدة تحمل غطاء علوي أشبه بالشمسية، وأخرى بثلاث كنبات خلفية تحمل عدداً أكبر من الركاب.

بل ولكل عربة غرض خاص تقوم به، واحدة للتنزه داخل القصر وأخرى لطلبات المطبخ، ونقل الأثاث، وأخرى لتعليم وتدريب الخيل، ويختلفون تماماً عن صاحبة غرض توصيل الأميرات والملوك.

أبرز مقتنيات متحف المركبات الملكية

• عربة الخديوي إسماعيل تسمى عربة “ألاي خصوصي” و(ألأي كلمة تركية تعني فرقة أو كتيبة) أهداها الامبراطور الفرنسي نابليون الثالث وزوجته الإمبراطورة أوجيني، للخديوي بافتتاح قناة السويس 1869
• عربات يتم استخدامها للتنزه داخل القصور الملكية تسمى عربة بريك
• عربة فيتون أول عربة من هذا النوع صُنعت للملكة فيكتوريا 1842.
• عربة كارفان على شكل صندوق خشبي مصفح برقائق من الزنك كانت تستخدم لنقل الأثاث وطلبات المطبخ.
• عربة اسكوليت بدون صندوق تستخدم لتدريب الخيل، وتم استخدامها في نقل جثمان الملك فؤاد الأول والزعيم سعد زغلول.
• عربة لاندو: تأخذ شكل صندوق أسود من الخشب على هيئة قارب ومن الأعلى يكسوها الجلد، الذي ينقسم إلى شقين مطويين أحدهم يناسب الصيف للتهوية، والأخر يغلقها بالشتاء للحماية من البرد. واستخدمت هذه السيارة لاستقبال الزوار الأجانب، وحمل كسوة الكعبة في عهد الخديوي إسماعيل.

عنوان متحف المركبات الملكية

يقع المتحف بالقاهرة , وسط البلد ، 182 شارع 26 يوليو، أسهل طريقة للذهاب وللإجابة على سؤال “ازاي اروح متحف المركبات الملكية” أقرب مترو ماسبيرو بمجرد الخروج من محطة المترو والسير خطوات بسيطة أقل من دقيقة تجد المتحف ملتصق تقريباً بالمترو.

سعر التذكرة والمواعيد

سعر تذكرة متحف المركبات الملكية 30جنيه للزائر المصري والعربي.

10 جنيهات للطالب المصري والعربي

100 جنيه للأجنبي.

50 جنيه للطالب الأجنبي.

ومواعيد زيارة متحف المركبات الملكية تبدأ من 9 صباحاً حتى 5 مساءً.

صور متحف المركبات الملكية