الرحالة و المسافرون العرب

4 أيام بين قبائل الأمازون المنعزلة عن العالم.. رحلة “ابن حتوتة” بين آكلي لحوم البشر!!

يظن البعض أن غالبية البشر متشابهون وأن القلة المختلفة هي مجموعة شاذة للطبيعة، ورغم انفتاح البشر على الحضارات والشعوب الأخرى إلا أن هناك مجموعات من البشر لا نعرف عنهم شيئًا. ولا هم يعرفون أحدًا، وتحديدًا قبائل الأمازون المنفصلة عن العالم.

فانتشرت عنهم الشائعات لعقودٍ برفض الإنخراط في العالم، وعدوانياتهم التي تصل حد آكلي لحوم البشر، بينما هم لم يكترثوا، لأنهم ببساطة لا يعرفون ماذا يقال عنهم ولا يهتمون بالمعرفة.

حتى خرج “ابن حتوتة” قاسم، اليوتيوبر الأردني الفلسطيني الذي خاض أكثر من 80 تجربة مختلفة مقسمة بجميع أنحاء العالم، في جولة فريدة من نوعها، بقضاء 4 أيام متواصلة مع واحدة من أغرب القبائل في الأمازون وسط الغابات بلا شبكة هاتف أو انترنت.

رحلة “ابن حتوتة” بين قبائل الأمازون 

في منطقة بانيمو في وسط غابات الأمازون في جمهورية الإكوادور، تعيش أحد القبائل من آلاف السنوات. يرفض بعضهم التواصل مع العالم الخارجي تماما. ولكن يرحب البعض الآخر باستضافة السياح والسماح لهم بمشاركتهم حياتهم لبضعة ليالي. حتى قرر البلوجر قاسم “ابن حتوتة”،زيارتهم بترتيب مسبق من خلال صديقه الأكوادوري مانويل. وللوصول لهذه القبيلة في وسط الغابات كانت وسيلة الذهاب قارب في وسط نهر الأمازون لمدة 3 أيام متواصلة. أو استئجار طائرة خاصة ولكن بتكلفة أعلى، فاختار قاسم أن يذهب بالطائرة ويعود بالقارب.

كيف تعيش قبائل الأمازون

تحمست كل أفراد القبيلة لاستقبال فرد جديد من خارج عالمهم فرحبوا به في سعادة شديدة. وفي حالة انخراطك داخل هذه القبائل تجدها في قرية  تتكون من حوالي 40 عيلة بما يقرب من 150 شخص منهم البالغين و الأطفال، الذي يعيش كلًا منهم مقدمًأ مسؤوليات حددة، حتى الأطفال من عمر خمس سنوات يشاركون في المهام اليومية وكلًا منهم له دوره في الأعمال.

قبائل الأمازون المنعزلة عن العالم
قبائل الأمازون المنعزلة عن العالم

فيتعلمون على سبيل المثال كيفية صناعة الرماح والقوارب من والدهم. وتخرج القبيلة، كبارا وصغارا إلى القوارب قبل غروب الشمس. لتجهيز مصايد السمك وتركها لصباح تاني يوم ليجدوها محملة بالأسماك. وبمجرد غروب الشمس، تصبح الرؤية منعدمة. لذلك يستخدمون الكشافات التي بمجرد إضائتها تجد مئات الحشارات تطير حولك.

يضعون الأسماك الصغيرة في الخطافات ويتركونها بالنهر لثاني يوم، إذا حالفهم الحظ يصطادون سمك كبير الحجم لتناوله على الفطور.

وفي بعض الأوقات، يذهب قائد القبيلة للمدينة مرة كل شهرين. وذلك للتحدث عن الأرض والقبيلة حيث لا يعرفهم أحد. وبالرغم من أن القبيلة لا تحتاج أموال لأنها تعيش على الصيد والزراعة وتستخدم الأشجار في البناء. ولكنها تحتاج بعض الأموال في شراء رمح أو سنارة وفي بعض الأوقات جاز ليسهل عليهم استخدام القوارب ذات المونور أو مراحل طهي الطعام. وليحصلون على هذه الأموال، يهتمون بالسياحة.

وهنا أنصحك بقراءة: أخطر الاماكن السياحية في العالم : تماسيح وآفاعي وأساطير عن الجان

بناء كوخ للسياح من الشجر

ذهب قاسم معهم في رحلة لبناء كوخ للسياح من الشجر والذي يستغرق منهم يوم واحد من العمل. فيجمعون خلاله أوراق نبتة توكيا لبناء سقف الكوخ. وأثناء عملهم يتناولون ثمار جوز الهند التي تنبت وتنمو أما أعينهم على الشجر.

ثم تستئنف زوجة قائد القبيلة، العمل عن طريق قطع الأشجار لاستخدام الأغصان. وعمل النساء في الغابة أمر معتاد فيعملون في قطع الأشجار و حمل الغصون أثناء حملهن في أطفالهن.

ويستخدمون الأشجار أيضا كطعام. فبعض الأشجار يكون داخلها جزء يسمى بالميتو وهو يشبه نواة التخل التي يأكلها أهل سيوة. كما أن بعض الأشجار تحتوي على مياة لها مذاق مميز وكأن خشب الاشجار يقوم بتنقية المياة. كما يستخدمون أوراق أحدى الأشجار التي تسمى ورق التشامبيرا كحبال قوية من الصعب تمزيقها.

قبائل الأمازون المنعزلة عن العالم
قبائل الأمازون المنعزلة عن العالم

كيف يحصلون على الطعام

يخرج أفراد القبيلة مرة واحدة في الأسبوع إلى وسط الغابة لاصطياد القردة والديوك والخنازير البرية. وينقسمون إلى مجموعتين أو أكثر، كل مجموعة تكون مسؤولة عن اصطياد أحد أنواع الحيوانات الموجودة في الغابة.

أما عن نوع السلاح الذي يستخدمونه فهو مصنوع من مواد موجودة بالكامل في الغابة ويتم تصنيعه على أكثر من مرحلة بداية من تحضير السم الذي يخدر الحيوانات. الموجود في جزع نوع معين من الأشجار. فيتم تقشير الطبقة الخارجية من جزع الشجرة، ووضعها داخل ورق الشجر ثم يضيفون لها الماء عن طريق وضعه في فمهم ثم بصقه مره أخرى فوق قشرة الجزع ليتحول إلى سائل أسود. ثم يتم تسخينه فوق النار حتى يتكتل قوامه. ويوضع فيه أطراف الرمح ويتركونه ليجف.

ويستمرون في ملاحقة القردة وهم يصدرون أصوات تشبه أصواتهم لجذب انتباههم، وبعد الانتهاء من صيد القردة والديوك والخنازير وحتى التماسيح يكونوا قد ضمنوا غذائهم لمدة أسبوع ويتنوعون في طريقة الطهي. يطهون القرد في شوربة ويشوون التمساح.

كيف يتعاملون مع الزوار من خارج القبيلة

يحكي قائد القبيلة أن والده كان يرفض دخول أي شخص لمنطقتهم. وكان يخشى تدمير البشر للغابة. ولذلك كانوا بالفعل يقتلون أي شخص غريب عنهم يدخل أرضهم. ولكن بعدما دخلت الحكومة للغابة لاستخراج النفط، كانت هذه أكبر صدمة ثقافية تعرضت لها القبيلة. وتم إجبارهم بالقوة للتعاون مع الحكومة حتى انتهاء  البحث عن البترول. أما عن قائد القبيلة الحالي فهو أكثر انفتاحا على البشر خارج القبيلة.

قد تكون طريقة حياتهم مختلفة كثيرا عن البشر في المدن خارج الغابات و طريقة صيدهم قاسية بالنسبة للبعض ولكن المؤكد أن هناك سياح يتطلعون لقضاء بعض الأيام معهم والتعرف على حياتهم.

جولات في قبائل غابات الأمازون

يقدم بعض مرشدين السياحة في الإكوادور والبرازيل جولات في غابات الأمازون. فيمكنك من خلالها البحث عن قرية للسكان الأصليين، والمبيت مع عائلة محلية إلى جانب رحلات الغابة وصيد أسماك البيرانا، واكتشاف الجزر، والعثور على النباتات الطبية. ومتوسط تكلفة اليوم مع المبيت يكون تقريبًا حوالي 200 دولار للفرد.