الرحالة و المسافرون العرب

شارع المعز : جولة في أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية

تعرف على أهم معالم المعز .. قبة الصالح أيوب ومجموعة قلاوون ومسجد الحاكم والسلطان برقوق وغيرهم

قد يبدو لك شارع المعز وكأنه مجرد مزار سياحي ضمن معالم تراث مصر الإسلامي فحسب، ولكن شأن قوته السياحية يكمن في اختلاف الثقافات التي مرت عليه، فهو يجمع بين القاهرة الفاطمية وحكم الأمويين، والمماليك البحريين والشراكسة. ثروة معمارية غير مسبوقة وضعته ضمن تصنيف قائمة هيئة اليونسكو للتراث العالمي،ومن هنا تم إعتباره ليس فقط واحدًا من أهم معالم مصر السياحية بل كأكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية بالعالم.

تأسس شارع المعز في عام 969 ميلادياً مع بداية القاهرة الفاطمية واتخذ اسمه نسبة للخليفة المعز لدين الله الفاطمي، وعلى مدار أكثر من 1000 عام هي عمر الشارع، صُبغ بثقافات مختلفة، مازالت شاهدة على هذا التاريخ الطويل في المباني التي تركتها، والتي يمكنك زيارتها بتذكرة واحدة تتضمن كافة معالم الشارع عدا بيت السحيمي ومتحف المنسوجات فكل منهم له تذكرة خاصة بذاته.

معالم شارع المعز

تجمع معالم شارع المعز بين المساجد والقصور والأسبلة وحتى منازل السكان تتوقع في البداية أنها ضمن المزارات السياحية للمعز، وما أكثرها هنا، فحيثما تقع عيناك ترى آثرًا، ولكل منه رونقه الخاص. بداية من باب الفتوح حتى باب زويلة مروراً بمنطقة النحاسيين والغورية وغيرهم.

قبة الصالح نجم الدين ايوب

هي قبة تعلو ضريح الصالح نجم الدين أيوب، بنّتها زوجته شجرة الدر بعد وفاته لدفنه فيها وبجوار المدرسة والسبيل المنسوبين إليه, تدخل للضريح ذو الشكل المربع عبر ممر حجري. يرتفع  عن الأرض بحوالي 2 متر من الأخشاب البُنية التي تتخلها الثقوب، وتُطل عليها الأضواء الهادئة عبر الزجاج الملون من أعلى الجدران.
بسطور ذهبية كُتبت أعلى الضريح بخط النسخ تقرأ توقيت وفاته مع بعض الأيات القرآنية، قبل أن تخرج للمحراب المكون من العمدان الرخامية والمصابيح الزجاجية.

مجموعة قلاوون

هي مجموعة آثار معمارية تميزها النقوش المختلفة، بينهم قبة وضريح المنصور قلاوون وابنه وحفيده، وهي الأسرة التي كانت من أقوى أسر المماليك البحريين، إضافة للمدرسة والسبيل، مع البيمارستان وهو بقايا أثرية خلف الضريح والمدرسة تحولت لمستشفى للرمد فيما بعد  ومازالت تعمل حتى الأن، ومخصص منها جزء للرجال وأخر للنساء والثالث لفاقدي العقل.

منذ دخولك المجموعة تجد بابين بالممر الرئيسي أولهم يؤدي لداخل القبة، والأخر للصحن المكشوف ذو جوانب ذات أسقف مُقببة تملؤها الزخارف، مع المحراب الذي لا يخلو هو الآخر من النقوش البارزة.

مسجد الحاكم بأمر الله

شارع المعز
شارع المعز

هُنا تجد روحك وتشعر بها، فتقف صافي الذهن والروح وسط هذا البراح الأبيض المفتوح على ألوان السماء الزرقاء ومن حولك يغرد الطير بأعلى بركة المياه في صحنه الرخامي الذي لمست قدميك نعومته منذ اللحظة الأولى. فتشعر وكأنك انتقلت لجزء من الجنة، أو على الأقل أخذت روحك استراحة من صخب الحياه..

أنشأه المأمون في عهد الخليفة الآمر بأحكام الله، في عام ٥١٩هـ/١١٢٥م بطراز مختلف على عكس الألوان البُنية التي اعتاد عليها نظرك طوال زيارتك لشارع المعز .

مسجد السلطان برقوق

جاء مختلف هو الآخر ولكن على طريقته الخاصة، فأخذت الأرضيات الرخامية شكل الدوائر الملونة بين البُني والأبيض والأسود وتدرجاتهم اللونية، مع الأبواب الخشبية المُربعة الكبيرة المُطعمة بالنحاس.

ويزداد انبهارك بمجرد دخولك للصحن والمحراب لتجد الأسقف مُزينة بألوانها الزرقاء منها القاتم والفاتح بين مزيج من النجمات الإسلامية وتتوسطهم أكبرهم ذات اللون النحاسي ليتدلى منها المصابيح الزجاجية التي تحمل نفس ألوان الأسقف.

فتجده متحف أكثر منه مسجد، ورغم هذا الكم من التفاصيل إلا أن المسجد بُني بعامين فقط على عكس ما تم بنائهم ب15 عام وأكثر. فكان أول مبنى معماري يتم بناؤه في دولة المماليك الجراكسة أي “البرجيين” بعام 1384م.

مجموعة سليمان أغا السلحدار

السلحدار هو مُسمى وظيفي من السلحدارية وهو المسؤل عن خزائن السلاح، فبُنيت هذه المجموعة نسبة للأمير سليمان أغا السلحدار، وكانت للمحلات التجارية التي يعلوها المسجد، إضافة لسبيل سقاية الماء بجوارالكُتاب التعليمي.
فتدخل من دهليز حجري ومنه إلى سلم المسجد وعيناك تشاهد الزخارف العثمانية التي تميل للأوروبية ذات الألوان الزيتية الفاتحة.

بيت السحيمي بالدرب الأصفر

هو بيت فني تراثي مازال مُحتفظ بجميع تفاصيله حتى الأن، وتُقام به الحفلات الثقافية والفنية، مع الليالي الرمضانية من كل عام، فيعتبر هو الأثر الوحيد بشارع المعز المواكب لعصرنا الحالي وظل يتقدم مع الزمن واحتفاظه بتفاصيله لم تكن فقط في شكل المعمار أو الزخارف، أو حتى الأشجار بالحديقة، بل في تفاصيل المنزل من الداخل كما لو كانت تُستخدم امس، وليست من 370 عام.

فتجد المقاعد الخشبية و الأواني النحاسية مع المفارش الملونة والسجاد المائل للحُمرة ، تُطل عليهم أضواء الشمس المتعرجة من بين ثقوب المشربية فتظهر كل التفاصيل مُعبرة عن نفسها وهي تجذبك لهذه الحقبة دون تهاون وكأنك ضمن أفرادها.

وأخذ بيت السحيمي  ذلك الأسم نسبة لأخر من سكنه من الأتراك وهو محمد أمين السحيمي، ولكن بنائه يرجع ل شيخ بندر التجار عبد الوهاب الطبلاوي في عام 1648 م.

حمام اينال في شارع المعز

شارع المعز
حمام اينال

كانت الحمامات العامة قديماً تُعامل معاملة النوادي فهي طقوس شعبية يستخدمها عامة الشعب وليست للاستحمام فقط، فحمام السلطان الأشرف اينال يعود عمره ل700 عام وأكثر.

وهو ايضاً صاحب جملة شعبية شهيرة يتداولها المصريين حتى الأن وهي “الي اختشوا ماتو” وترجع لحريق هائل بالحمام فر منه البعض هاربين والبعض الأخر فضّل الجلوس بالحمام خشية من الخروج دون ملابسهم فماتوا.. ومن هنا جاء التشيه.

متحف النسيج المصري في شارع المعز

متحف النسيج المصري
متحف النسيج المصري

يملك تلك المتحف طبيعة خاصة من التراث فهو يجمع بين النسيج من جميع العصور التي مرت على مصر بداية من الحضارة المصرية القديمة مروراً بالمماليك والعثمانيين حتى كسوة الكعبة وتصدير الأقمشة المصرية للعالم.

يرجع تاريخه لعام 1820 حينما كان سبيل للمياه، ومن ثم أصبح متحف للمنسوجات المصرية سنة 2010 ليكون شاهد على تطور صناعة النسيج المصرية منذ بدأت حتى تم تصديرها . ومن خلال طابقين بينهم 11 حجرة تجد الأقمشة متنوعة بين زي الملوك والملكات وأطفالهم.

جامع الأقمر في شارع المعز

وكأغلب معالم شارع المعز التي تملك كلاً منها روايتها الخاصة فهذا المسجد حمل اسم الأقمر لميل أحجاره للون القمر، فهو مكون من صحن صغير وواجهة موازية للشارع مع احتفاظه بنقوشه الهادئة مثل أحجاره، مع الكتابة الكوفية على الأعمدة الرخامية القديمة، فضلاً عن رسومات الشموس الحجرية بواجهة المسجد والتي تعطيه شكل مميز.

سبيل محمد علي في شارع النحاسيين

تميز سبيل محمد علي بشارع النحاسيين بشكل المعمار المملوكي المقوس المائل أكثر للطراز الأوروبي، فتراه عينيك وكأنه يدل على سلطته السياسية من خلال تصميمه، فتم استيراد أخشابه البيضاء وقطعه الرخامية من تركيا.

و من خلال 9 أمتار تحت الأرض كان الصهريج الذي بلغت سعته 455 ألف متر، فكانت تكفي لملئ أكثر من مليون ونصف كوب مياه.. كما وجد أثناء الترميم العديد من العملات المعدنية التي كان يليقها البعض كعرفاناً بالجميل لشرب تلك المياه.

قصر الأمير بشتاك بشارع المعز

يُنسب القصر للأمير سيف الدين بشتاك، تجده مكون من طابقين يحملون اللون البُني بطبيعة تفاصيله الخشبية، وفناء مُتسع مع بوابة معدنية كبيرة.

أسعار تذاكر شارع المعز

  • 10 جنيهات للمصريين والعرب.
  • 5 جنيهات للطلاب المصريين.
  • 100 جنيه للأجانب.

تتضمن تذكرة شارع المعز جميع معالمه عدا متحف المنسوجات و بيت السحيمي فلديهم تذاكر خاصة.

اترك تعليقا