الرحالة و المسافرون العرب

رمضان في الامارات : عادات الخير التي تغيرت بعد كورونا

شهر رمضان المبارك له نكهة خاصة في الدول العربية وشعوبها بأكملها، ولكن رمضان في الامارات ملئ بطقوس وعادات ممتعة ومختلفة أثناء استقباله وتوديعه، بالإضافة إلى ليالي ذات روحانيات جميلة، تجعل لقضاء الشهر هناك لذة خاصة.

رمضان في الامارات

الإمارات هي واحدة من الدول العربية التي تتمتع بالتعايش السلمي بين مواطنيها والتسامح الطيب طوال العام.
فتجد جميع الديانات والأعراق تعيش على أرضها دون أي مشاكل وبسلامٍ تام، فهي تسعى لتقديم صورة تليق بالدين الإسلامي.
لذا لا يختلف الجو العام بها برمضان عن باقي شهور رمضان إلا في استقباله بمجموعة من العادات والتقاليد والطقوس الخاصة بهم.
فهي كغيرها من الدول العربية تقوم بممارسة بعض الطقوس الثابتة.

فيتسوق شعبها لهذا الشهر الفضيل، ويعدون موائد شهية، ويقومون بعمل الخير.

استقبال رمضان في الامارات

تستقبل الإمارات هذا الشهر الفضيل بإستضافة المقرئين وعلماء الدين من مختلف الدول الإسلامية والعربية.
كما تقوم بإقامة وتدشين مسابقات دولية خاصة بالقرآن الكريم، يستطيع حفظة القرآن من مختلف أنحاء العالم لمشاركة بها.
وهي مسابقات تضيف لمسة خاصة على روحانيات هذا الشهر الكريم، حيث يسعى الجميع للمشاركة فيها والفوز بها.
ويتجلى أيضًا استقبال رمضان في البيوت الإكاراتية بصورة واضحة، حيث تقوم النساء بتهيئة البيت وتنظيفه لاسنقبال الشهر الفضيل.
ولليالي رمضان في دولة الإمارات العربية المتحدة له نكهة خاصة، حيث تجدها تضج بالمجالس الشعبية التي يتم عقدها بواسطة الحكام وكبار المسؤولين.
وكتقليد متوارت بين أبناء الإمارات منذ مئات السنين، يتم في هذه المجالس المقامة طرح بعض المشكلات وحلها.
وهي مجالس يتم إقامتها في جميع مدن الإمارات، ويمكن أن يشارك بها زوار السبيل، لإلقاء الشعر وتلاوة القرآن.

الخير في رمضان بالإمارات

رمضان في الامارات
رمضان في الامارات

يحب أبناء الإمارت عمل الخير في جميع أوقات العام، ولكنهم يبذلون جهدًا مضاعفًا في هذا الشهر الكريم.
فتقوم الجمعيات الخيرية بجمع التبرعات، والحرص على تسلم أموال الزكاة من المواطنين المسلمين، وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.
كما يقوم الهلال الأحمر الإماراتي بعمل خيم رمضانية مخصصة لإفطار الصائمين، تحتوي على كل ما لذ وطاب.
وتقدم أيضًا زكاة المال وكسوة العيد إلى الأيتام الذين تقوم برعايتها بالإضافة إلى الفقراء والمحتاجين.

طقوس الشهر الفضيل بالإمارات

تتشابه الدول العربية والشعوب الإسلامية في الكثير من الطقوس، حيث تجد كل أسواقها مليئة بكل أنواع المواد الغذائية والسلع التي سيحتاجها المواطنين لإعداد وجبات رمضان.
وينشط السوق الإماراتي للماشية والأسماك بكل أنواع الماشية، والأسماك التي يفضلها الإماراتيون في إعداد كل ما لذ وطاب.
ويفضل الإماراتيون مثل باقي الشعوب العربية التوجه بعد الإفطار إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، والتوجه أيضًا إلى زيارة الأهل والأقارب.
ويفضل البعض التوجه إلى شراء مستلزمات الأسرة والتسوق في ظل مهرجانات التسوق التي تقيمها الدولة في هذا الشهر المبارك.

مدفع الإفطار في دبي

وواحد من أجمل الطقوس والعادات الموجودة بمدينة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة هو مدفع الإفطار.
فهو يستقطب العديد من السكان والسياح كبارًا وصغارًا لمشاهدة إطلاق قذيفته التي يعني إطلاقها أنه حان وقت الإفطار.
وهو تقليد قديم يرجع إلى القرن التاسع عشر في فترة حكم سلطان آل نيهان، ومنذ ذلك الحين ويتم ضرب هذا المدفع للإعلان عن وقت الإفطار.
ويتم ضربه في العديد من أنحاء مدينة دبي، كمسجد السلام في البرشاء، ومصلى العيد في منطقة المنخول.

إفطار رمضان في الامارات

رمضان في الامارات
رمضان في الامارات

لا تخلو المنازل والمطاعم الإماراتية خلال شهر رمضان الكريم من الوجبات اللذيذة والأكلات الشعبية.
فيميلون إلى عمل الطبق الأساسي المفضل يجميع الموائد الإمارتية، وهو طبق الهريس، يعدون أيضًا الثريد والمجبوس واللقيماني والبرياني.
ويضعون على موائدهم مختلف أنواع الحلويات والموالح والمشروبات، ويملئونها بأشهى المأكولات.
ويفضلون أن يجتمع أفراد الأسرة على مائدة واحدة، وأن ينتظروا أذان المغرب ليتناولوا الطعام سويًا.
وأول ما يبدأون به الإفطار هو تناول التمر واللبن اقتداءً برسولنا الكريم، ثم يتناولون باقي المأكولات المتواجدة على السفرة.

الشارع الإماراتي بعد الإفطار

وبعد تناول الإفطار، يعج الشارع الإماراتي بمئات الإماراتيين، فبعضهم يذهب لصلاة التراويح في المساجد.

والبعض الآخر يتوجه إلى المقاهي لمشاهدة البرامج الفضائية المتنوعة مع الأصدقاء.
كما يذهب البعض الآخر إلى زيارة أقاربهم والحرص على توطيد صلة الرحم في هذا الشهر الفضيل.

رمضان في الإمارات في ظل كورونا

حرص الشعب الإماراتي في ظل جائحة كورونا على القيام بنفس عاداتهم وتقاليدهم، إلا أن الهيئات المختصة قامت بوضع بعض الإجراءات للحفاظ على صحة شعبها.
فنوهت مثلًا هيئة الشؤون الإسلامية بها على ألا تزيد مدة صلاة العشاء وصلاة التراويح عن ثلاثين دقيقة.
مع الإشارة إلى وجوب إغلاق المساجد مباشرة بعد أداء صلاة التراويح، وأهمية ارتداء المصلين الكمامات والتزامهم بالإجراءات الوقائية.
كما استبدلت دولة الإمارات الدروس الدينية من الصورة الحقيقة إلى الافتراضية بالعام الماضي.
حيث أقامت المحاضرات الدينية عبر شبكة الإنترنت، عوضًا عن إقامتها بالمساجد أو الساحات، وذلك كإجراء وقائي لمنع تفشي الفيرس.
وشجعت أيضًا المواطنين على قراءة القرآن، والتبرع وإيداع زكاتهم وصدقاتهم بشكلٍ إلكتروني.

اترك تعليقا