الرحالة و المسافرون العرب

حصن بابليون في القاهرة: 7 محطات مترو اختصرت سنوات الحصار

من كان يدري أن حصنًا عجزت جيوش العرب عن اقتحامه لمدة 7 شهور كاملة، تستطيع أن تصل إليه اليوم بعد سبع محطات مترو فقط من محطة الشهداء. حصن بابليون في حي مصر القديمة بالقاهرة، وهو حصن فريد تم تشييده قديمًا بهدف مراقبة العدو عند قدومه، وليكون حصنًا أمام جيوش العدو.

بدأ العمل في تشييد حصن بابليون بأمر من الامبراطور تراجان، وكان ذلك في القرن الثاني الميلادي، إبان فترة احتلال الرومان لمصر، لذا يُعرف أيضًا باسم الحصن الروماني وتولى مسؤلية ترميمه ودعمه المهندس الروماني أركاديوس، وذلك بحلول القرن الرابع الميلادي.

تبلغ مساحة الحصن جاليًا حوالي نصف كيلو متر، ويتميز بأحجاره الشبيهه بتلك التي بنيت بها الأهرامات والمعابد والمقابر في عهد المصريين القدماء، ثم تم استكمال البناء باستخدام الطوب الأحمر الضخم. وحاليًا لم يبقى من الحصن العتيق سوى بابه القبلي، ببرجين فقط من أبراجه ، يحمل أحدهما بقايا الكنيسة المعلقة، في حين يحمل البرج الآخر كنيسة القديس مار جرجس الروماني، والتي تأسست مستهدفة طائفة الروم الملكيين آنذاك.

حصن بابليون أعظم قلاع الإمبراطورية الرومانية

بُني حصن بابليون ليمثل مكانة هامة بين أعظم القلاع للإمبراطورية الرومانية، وليكون سداً منيعاً يصد هجمات مُريدين مصر، وكونه يربط بين الوجه القبلي والبحري لمصر جعله أهم درعاً للحمايتها. ولطبيعة الحياة ومظاهر التغيير التي مرت عليه لألاف السنين فلم يبقى منه الأن سوى الباب القبلي للحصن مع البرجين الكبيرين بمقدمته.
وأخذ اسمه من عدة قصص مختلفة منها نسبة لأسم مدينة بابل المجاورة له حينها، كما يُقال أن الأسم يرجع للغة المصرية القديمة ” بر ان با ايونو” بمعنى المدخل إلى منطقة ايونو ومنها حُرفت لبابليون. أما فيما يخص تسميته بقصر الشمع فيرجع لإشعال الشموع على أبراج الحصن باليوم الأول من كل شهر ليعلم الناس بانتقال اتجاه الشمس من برج لآخر.

قصة حصار الحصن

حاول عمرو بن العاص دخول مصر بعام 641م فاستمر حصاره للحصن 7 أشهر دون جدوى أو فائدة فالحصن أقوى من الاقتحام،و لم يترك ثغرة واحدة لاختراقه، فأرسل عمرو بن العاص للخليفة عمرو بن الخطاب طالباً امداده ب8000 جندي أضافيين كي يستطيع الدخول، فأرسل له 4000 فقط من بينهم الزبير بن العوام، رغم ذلك لم يستطع عمرو اقتحام الحصن بالقوة العسكرية فدخله بالسياسة، ومن بعدها جاء بناء مدينة الفسطاط لتكون أول عاصمة لمصر بعد دخول العرب، ومع بناء مسجد عمرو بن العاص بنفس المكان اكتمل مجمع الأديان فيما بعد.

آثار حصن بابليون 

وجود حصن بابليون بالقرب من منطقة مجمع الاديان، يجعله جزء من السياحة الدينية في مصر، حيث يسمح لزواره إلى جانب مشاهدة أبراجه والباب العتيق المتبقي منه، بزيارة العديد من الأديرة والكنائس، مثل كنيسة مارجرجس أو الكنيسة المعلقة، وهي من أكثر كنائس مصر تفردًا، وتعود إلى القرن التاسع الميلادي، ويمكنك ملاحظة هذا من النقوش والزخارف على الجدران بالداخل، وتعرف بالكنيسة المعلقة، لأنها بنيت فوق برجين من أبرج حصن بابليون.

كذلك يمكنك زيارة كنيسة بربارة، وهي الأقدم بين كنائس الحصن، حيث تعود إلى القرن الرابع الميلادي، والقديسة بربارة هي قديسة قتلها ابنها عقب أن اعتنقت الدين المسيحي. بعدها يمكنك زيارة كنيسة دير أبى سيفين شمال الحصن، ولكنها تعود للقرن الثامن الميلادي، وهي أقدم من الكنيسة المعلقة، وكانت احترقت عام 1868م، وأعيد ترميمها للحفاظ على المكان الأثري، فهي لم يبق منها سوى كنيسة صغيرة للغاية.

الفسطاط وقباب السبع بنات

عند زيارة حصن بابليون يمكنك زيارة أطلال مدينة الفسطاط: وهي أولى المدن التي شيدها العرب بعد غزو مصر، في المنطقة الشمالية من الحصن ، وخلف جامع عمرو بن العاص. هو أحد أشهر وأقدم الجوامع في مصر ، بناه عمرو بن العاص، وهو يشبه مسجد الرسول في المدينة المنورة.

كذلك يمكنك زيارة قباب السبع بنات، وهي في الواقع أضرحة قديمة، جنوب مدينة الفسطاط، وتعود إلى فترة الدولة الفاطمية بمصر، وهن بنات أحد وزراء الخليفة الحاكم آنذاك عام 1010م، ويدعى أبو سعيد المغربي، وكان قد قُتلت أسرة هذا الرجل انتقامًا منه، في حرب اندلعت بهذا العام.

كذلك يمكنك زيارة مسجد محمد الصغير، الذي ينتمي إلى محمد بن أبي بكر الصديق، ويمكنك أن تجده في منطقة جنوب غرب الحصن.

أوقات زيارة حصن بابليون القاهرة

يفتح الحصن أبوابه للزائرين يوميًا ، بداية من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الساعة الرابعة مساء.

ويبلغ سعر تذكرة الدخول 50 جنيهًا مصريبًا، ويمكن دخول الأطفال دون سن الرابعة مجانًا.

أفضل فنادق القاهرة بالأسعار

Booking.com

مصدر هيئة تنشيط السياحة
اترك تعليقا