اين توجد هضبة الجلف الكبير: مغارات وكهوف جبلية

اين توجد هضبة الجلف الكبير | كتبت مروة الطوخي

مغارات تاريخية وصخور رملية، ونقوش لأشكال حيوانات، ورسومات لإنسان ما قبل التاريخ، تلك هي ملامح هضبة الجلف الكبير التى عاش بها الإنسان المصري في عصور ما قبل التاريخ.

وتم تحويلها إلى محمية طبيعية عام 2007، لما تمتلكه من وديان طبيعية وسهول وجبال، إضافة إلى العديد من المنحوتات الصخرية والمغارات.

التى جعلتها من أهم الوجهات السياحية لمحبي السفاري وتسلق الجبال، ولكن اين توجد هضبة الجلف الكبير؟ وما سبب تسميتها؟ سنضع بين يديك دليل زيارتها وأبرز المعلومات..

اين توجد هضبة الجلف الكبير

 

توجد هضبة الجلف الكبير بالجزء الجنوبي الغربي بمحافظة الوادي الجديد، فهى تقع على الحدود الليبية السودانية،

وتبعد عن القاهرة بمسافة قدرها 1600 كيلو متر، وتبلغ مساحتها 7770 كيلو متر مربع، وترتفع 330 متر فوق الصحراء،

بما يقارب 1000 مترًا فوق سطح البحر، مما زاد من أهميتها الجغرافية.

وتعد هضبة الجلف الكبير من أكبر محميات مصر، حيث تم الإعلان عنها كمحمية طبيعية وفقًا لقرار رئيس مجلس الوزراء

رقم 10 لعام 2007، وتحتوى على 3 وحدات جيومورفولوجية مختلفة، وهم “جبل العوينات ومحمية الجلف الكبير، وبحر

الرمال الأعظم”، كما تضم العديد من الكهوف الجبلية والمناظر الطبيعية الخلابة والجبال.

سبب تسمية هضبة الجلف الكبير

ولكن يتسائل البعض عن سبب تسمية هضبة الجلف الكبير بهذا الاسم؟ فيعود سبب تسميتها إلى كونها تقع في

منطقة جدباء واعرة يصعب السير عليها أو استخدام وسائل النقل فيها عام 1920، فهذه الهضبة كانت غليظة الصخور وذات بيئة خشنة، ومعنى كلمة جلف في المعجم هو الرجل غليظ الطبع، ولهذا فقد أطلق عليها اسم الجلف.

معلومات عن هضبة مارمريكا

يطلق أيضًا على هضبة الجلف الكبير اسم هضبة مارمريكا فهي من أهم وأشهر المعالم الموجودة في مصر، فتقع الهضبة في شمال أفريقيا، فيحدها من الشمال البحر الأبيض.

ومن الجنوب دولة السودان، والشرق البحر الأحمر، ويحدها من الشمال الشرقي قطاع غزة، ومن الغرب دولة ليبيبا، مما زاد من أهميتها الجغرافية، وأصبحت من المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة.

وتتميز هضبة مارمريكا بمناخ معتدل صيفًا وشتاءً، وتصل مساحتها إلى 1.002.000 كيلومترمربع، ويرتفع عدد السكان في الهضبة حيث يبلغ عدد سكانها إلى 100.388.073، مما أدى إلى تقسيمها إلى 27 محافظة.

ويرجع سبب تسميتها باسم مارمريكا لكونها تقع في إقليم مارمريكا، إضافة إلى اعتقاد المسحيين أن  المسيح “مرقس”  قد ولد في إقليم مارمريكا، ولذلك أطلق عليها هذا الاسم.

وتتكون الهضبة من الصخور الجيرية والرمل ويوجد بها العديد من الوديان، وتساوى مساحتها دولة بورتوركو في الولايات المتحدة الأمريكية.

كيف تكونت هضبة الجلف الكبير

تتكون جولوجية الجلف الكبير من صخور عمرها 400 مليون سنة، فتتكون أقدم الصخور في الجزء الجنوبي من الحدود الليبية السودانية حيث منطقة جبل العوينات داخل الحدود المصرية، وهو عبارة عن صخور جيرانتية وصخور متحولة من النايس وهذه الصخور واسعة الانتشار،وتغطى بصخور من الحجر الرملي الكربونى الذي يحتوى على حفريات نباتية.

وتم تقسيم هذه الصخور من الأقدم إلى الأحدث:

1. صخور القاعدة: وهى توجد في الجزء الجنوبي الغربي من الصحراء الغربية.
2. صخور تكوين عربا: تتكون من رواسب الحجر الرملى بألوان مختلفة.
3. صخور تكوين الناقوس: وهى أحجار رملية بيضاء تميل إلى اللون الأصفر
4. صخور تكوين الجلف: عبارة عن طبقات من الكوارتز والحجر الرملى والحجر الطيني، وتضم بقايا نباتات.
5. صخور تكوين أبو رأس: تتكون من الحجر الرملى البنى والأحمر، وتوجد في الجزء الشمالي.
6. صخورتكوين أبو بلاص: تتكون من أحجار طينية ناعمة، وتضم حفريات حيوانات فقارية ولا فقارية ونباتات.

من مكتشف هضبة الجلف الكبير

 ويرجع الفضل في اكتشاف هضبة الجلف الكبير إلى الأمير كمال الدين حسين، حيث أنه تنازل عن عرش مصر 1926،  للتفرغ لاكتشاف صحاري مصر، وأكمل بعده الدكتور طاهر المهدي أحد رواد استكشاف الصحراء في مصر، فأعلن عن “بعثة كمال، على خطى الأمير” في مؤتمر صحفي بحضور وزير السياحة.

وتم استخدام سيارات ستروين التى ساعدت على اكتشاف هضبة الجلف الكبير، فكانت تمتلك محرك سعة 1500 سي سي وبقوة 20 حصان، فاستطاعت السير في الطرق الواعرة والرملية والجليدية، وتم اكتشاف هضبة الجلف الكبير التى أصبحت مقصد لمحبي السفاري والرحلات الصحراوية.

رسومات ونقوش تعود إلى عصر ما قبل التاريخ

تخيل أنك تستطيع رؤية كيف عاش الإنسان المصري القديم حياته قبل التاريخ، وأي الأنشطة كان يمارسها !؟ فإنها مغامرة مختلفة بالطبع تعيشها فقط في هضبة الجلف الكبير حيث قدم لنا الإنسان المصري القديم  الكثير من النقوش التى تؤكد على وجوده في هذه المنطقة الجدباء.

فكانت مليئة بالأشجار والغابات، وكانت تهطل عليها الكثير من الأمطار، وهو ما يؤكد على وجود حياة كاملة وزاخرة بالأمطار قديمًا.

فهذه النقوش تبين حياة الإنسان المصري القديم منذ حوالى 12 ألف سنة، فأبرزت النقوش كثير من الأنشطة  التى كان يمارسها الإنسان القديم من الصيد والقنص وطحن الحبوب، والزراعة والرعي.

وأوضحت أيضًا النقوش على جدارن الكهوف وجود الكثير من الحيوانات مثل الزرافة والضفادع والنعام، والمهددة بالإنقراض حيوان المها العربي والبقر الوحشي، وكذلك الطيور مثل اللقلق وعصفور الجنة وأبو فصاد.

فهي تدل على تحول الإنسان من حياة الترحال والصيد والزراعة إلى الاستقرار والتعمير، فأصبحت بمثابة وثيقة  لتحول الإنسان البدائي من الترحال للاستقرار والتعمير.

 فعند زيارتك لهضبة الجلف الكبير ستجد أنها على شكل مثلث تبدأ في صعوده لتجد قمة منبسطة يابسة لا حياة فيها،

ومساحة مسطحها تقرب من مساحة سويسرا، فتبدأ في السير على السطح وأنت تشاهد مناظر خلابة وكهوف جبلية

ومغارات ووديان شقتها الرياح والمياه في عصر ما قبل التاريخ. ولا تنس التقاط العديد من الصور التذكارية وسط الهضبة

وبجانب نقوش ورسومات الإنسان للحياة القديمة.

أهمية هضبة الجلف الكبير سياحياً

تكمن أهمية هضبة الجلف الكبير في موقعها الاقتصادي والاستراتيجي للسائحين، وأصبحت أكثر الأماكن جذبًا للسياح، لما تتمتع به من موقعًا استراتيجيًا في صحراء مصر، فهي تربط بين أربع دول وهم “مصر والسودان، وليبيا وتشاد. وأن هذا الموقع جعلها ذات أهمية عسكرية، وموضع اهتمام من القادة.

حيث تم إقامة قواعد حربية للإنجليز في منطقة الجلف الكبير وذلك لصد هجمات الايطاليين بليبيا خلال هجومهم على مصر من جهة الغرب عام 1906.

وتتمثل أهميتها أيضًا في امتلاكها لتراث ثقافي من خلال رسومات الماعز والأبقار التى يعود عمرها إلى 1000 سنة قبل الميلاد، بالإضافة إلى احتوائها على الكتابات الهيروغليفية على صخور الحجر الرملى.

وحفر العديد من رسومات الحيوانات والإنسان على جدارن الكهوف. ويوجد حتى الآن أدوات الإنسان البدائية وأسلحته في هضبة الجلف الكبير تستطيع رؤيتها بمجرد ذهابك للهضبة.

فيحتوى جبل العوينات وهضبة الجلف الكبيرعلى أكثر من 1000 مكان أثري تجعلها من أهم الوجهات السياحية للزائرين.

ولكونها مزار سياحى عالمى، ومن المقومات الهامة في الاقتصاد المصري، فتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان إتمام زيارتك لمحمية الجلف الكبير بشكل آمن من قبل السلطات والجهات المسئولة، وذلك من خلا إجراء تصريح المرور للدخول إلى المحمية، إضافة إلى توافر جميع الخدمات التى ستحتاجها.

جبل العوينات والسيلكيا الزجاجية أهم معالم الجلف الكبير

وتتمتع محمية الجلف الكبير بتراث ثقافي مميز، إضافة إلى أهميتها الدولية حيث تضم معالم طبيعية منها:

• جبل العوينات :فهو عبارة عن صخور جرانيتة تحتوى على رسوم ونقوش تعود إلى عصر ما قبل التاريخ، ويمتد في ثلاث

دول ( مصر، ليبيا، السودان)، و يصل طوله إلى 1943 متر فوق سطح البحر، وتبلغ مساحته حوالى 800 كيلومتر مربع.

• منطقة السيليكا الزجاجية وهى كريستالات من الزجاج الطبيعي التى تكونت منذ حوالى 28 مليون سنة في عصور ما قبل التاريخ، وتوجد في الجزء الجنوبي من بحر الرمال الأعظم، وتبعد حوالى 50 كم من الحدود المصرية الليبية. وتعد أحجار السيلكيا في منطقة الجلف الكبير من أجمل الأحجار الكريمة التى تزين قناع ملك الفراعنة توت عنخ آمون.
• وادى صورة يحتوى على رسومات صخرية بكهف السابحين ورسومات لبعض الحيوانات مثل الزرافة وحيوان يشبه الأسد.
• كف المستكاوى والذي يحتوى على أكثر من 2000 صورة ونقوش لإنسان ما قبل التاريخ، ويبلغ طول الكهف إلى 16 متر وارتفاع 7 متر.
• والعديد من الآثار المصرية القديمة

 أشهر وديان الجلف الكبير

• وادى بخيت
• وادى عبد الله
• وادى حمرا
• وادى مشي
• وادى فراق
• وادى الأخضر
• وادى البخت
• وادى الجزائر
• وادى مفتوح
  

أفضل وقت للزيارة ونصائح للسفر

 يعد أفضل وقت لزيارة هضبة الجلف الكبير  من شهر أكتوبر إلى شهر مايو، أى في الشهور الباردة، حيث تبلغ درجة الحرارة في فصل الصيف 35- 45 درجة.والجدير بالذكر أن الاتصال في هذه المنطقة منعدم.

ويتم اللجوء إللى أنظمة الستالايت في الاتصال، ويجب أيضًا أخذ كمية كبيرة من الطعام والشراب والوقود للعربات  التى تكفي مدة الرحلة. فهى مغامرة لمعرفة حياة الإنسان في عصور ما قبل التاريخ.