البانيا المسافرون العرب تتنوع كما تنوعت معالمها السياحية، وتختلف مزاراتها الجذابة، تتعدد الأنشطة التي يمكن أن تمارسها فيها، الاختلاف هو السمة الأساسية في البانيا، واعتقدنا أن الثابت فيها هو تحقيق أنشطتها ومدنها المتعة والمرح، إلا أن ذلك لم يكن صحيحًا، ففي حين رأينا البعض يتطلع شوقًا لزياراتها مرة أخرى، وجدنا أخرون عازمون ألا تطئ أقدامهم أرضها مرة ثانيةً، لذلك قررنا أن نقدم لك البانيا من وجهات نظر زوارها.
تجارب المسافرين العرب في رحلة البانيا
تروي مي إبراهيمي، إحدى المسافرات المصريات، تجربتها في السفر الى البانيا، “عطلتي في البانيا، بدأت بالسفر مع بنات صديقاتي، اخترنا رحلة طيران بترانزيت في اثينا لأنه أقل سعرًا، لم يتم سؤالنا في مطار القاهرة عن شيءٍ سوى عن الميزانية ومدة الإقامة”، بعد أن جاوبت مي على الأسئلة، رأت موظفي المطار يكتبون البيانات الخاصة بمكان الإقامة والطيران ويوثقون ما قالته، ولكن لم يعترض أحد طريقها.
بمجرد أن وصلت مطار تيرانا تفاجئت بصغر حجمه، وباختلاف معاملته عن مطار القاهرة، فقد أخذ الموظفون منها بيانات الإقامة واتصلوا بهذا المكان وتأكدوا من صحة البيانات، لم يقف الأمر عند هذا الحد بل سألوهم العديد من الأسئلة عن الغرض من الرحلة.
بعد مغامرات المطار، بدأت جولتها بمدينة دوريس، لم تجد اتوبيسات تذهب إلى المدينة في وقت وصولها، فاضطرت إلى ركوب تاكسي، وعند الوصول كانت ثانٍ مفاجآت رحلتها، فتقول عن المدينة: “إسكندرية بعمرها”، لأن البحر يكسوه اللون الأسود وتفوح منه رائحة كريهة.
اليوم التالي توجهت في رحلة إلى فلورا وهي رحلة بحرية ذهابًا وإيابًا يومًا واحدًا تكلفتها 25 دولار، ولكنها رحلة ممتعة نالت إعجابها، وفي اليوم الثالث توجهت إلى ثيث، وتوصف الطريق إليها بأنه طريق غير ممهد، ولكن ثيث وجهة تستحق الزيارة، وهي أكثر مدينة في ألبانيا حازت على إعجاب مي، لما بها من منتظر خلابة وأجواء مميزة.
زارت مي مدنًا أخرى مثل بيرات والتي من وجهة نظرها: “آخرها يوم ونص”، في إشارة منها إلى الملل الذي يسود المكان وقلة الأنشطة به، وانهت الرحلة بزيارة تيرانا، والتي كانت من الوجهات المحببة لقلبها لقربها من المطار، والمعالم المميزة الموجودة بها.
وتحكي مي أحد المواقف الطريفة التي تعرضت لها هناك أثناء سيرها في شوارع ألبانيا، ففي أحد الأيام كانت تتجول في الشارع ويتجول بجانبها من كل ناحية سكان ألبانيا الذين يصطحب معظمهم كلابهم معهم أثناء التجول، وهي لديها فوبيا من الكلاب، وفجأة اقترب كلب منها، فأخذت تصرخ وتستغيث بالسكان: “صوت ولميت الشارع كله”، مشيرة إلى أن معظم الشباب في ألبانيا يتحدثون اللغة الإنجليزية أما كبار السن فلا، وتقول مي أن الشعب الألباني لطيف وغير عنصري، فقد ظل العديد منهم يطلبون منها التقاط الصور معهم لأنها كانت ترتدي الحجاب.
وتنصح مي المسافرين الى البانيا في فترات الصيف وخصوصًا شهر يوليو، بالاحتفاظ بواقٍ شمس وشرب الكثير من المياه، لأن أشعة الشمس قوية جدًا، كما تنصح عشاق الشاي أن يأخذوا الشاي معهم من مصر، فطعم الشاي هناك مختلف جدًا وقد لا ينال إعجابهم.
وتنوه مي أنه أثناء العودة يتم إجراء تحليل PCR في مطار القاهرة، فهو مطلوب في العودة وضروري لدخول البلاد، ومن وجهة نظرها أن ألبانيا بلد لا تستحق الزيارة مرتين، ولكن الناس يتوجهون إليها لأنها أسها البلاد في إجراءات السفر.
البانيا بلد عادية
يتفق مع مي، محمد علي، المسافر الذي زار 23 دولة مختلفة، طارحًا تساؤل على إحدى جروبات السفر، بعد الانتهاء من رحلته الى البانيا: “هل لو كانت دولة البانيا تحتاج إلى فيزا، كنت ستجتهد للسفر إليها مثل باقي الدول الأوروربية وتركيا وغيرها من الدول؟”
فمن وجهة نظره الشخصية البانيا ليست دولة مبهرة، ولن تتعلق بها لدرجة أن ترغب في زياراتها مرة أخرى، مؤكدًا أن طبيعتها أجمل من الدول العربية، ولكنها خارج المقارنة مع الدولة الأوروربية، ويقدم مجموعة من النصائح للراغبين في زيارتها، منها عدم الاعتماد على الاتوبيسات في السفر إلى مدن البانيا المختلفة، فهي لا تصل إلى كل الأماكن، وستحتاج إلى ركوب سيارة أجرة بعدها، والتي تبلغ تكلفتها هناك تكلفة عالية وأسعار مبالغ بها.
ويشير إلى أن البانيا بدون “مؤثرات في التصوير” و “Effects” ليست بلد فائقة الجمال، ولكن من أجمل الأماكن التي يمكن زياراتها بها ورؤيتها بشكل خلاب حقًا، هي blue eye في ساندره، مكان خلاب وساحر من وجهة نظره.
يرى محمد أن الشواطئ الجميلة لا تقع داخل المدينة، ولكن بعيد عنها جدًا، ويقول عن السياحة ليلًا في المدينة: “البانيا كلها بليل عبارة عن إنك تقعد في كافيه أو مطعم”، لا يوجد أنشطة أخرى يمكن أن تقوم بها.
وينصح الذين يرغبون في السفر إلى ألبانيا، من خلال تجربته في السفر إلبها، أن القليل من الأماكن والأشخاص سيستخدمون الكروت، لذلك من الأفضل أن تحمل معك دائمًا أموال كاش، حتى لا تقع في موقف حرج.
البانيا بعيون المسافرون العرب جمالها لا يُوصف
ويرى سامح ، أحد خائضي تجربة البانيا بعيون المسافرين العرب، أن البانيا بلد جمالها لا يُوصف، وكانت وجهته فيها إلى مدينة بيرات، وهي مدينة تاريخية، وضعتها اليونسكو عام 2008 في قائمة التراث العالمي، ذهب سامح بالباص من العاصمة تيرانا إلى بيرات، ليحظى بالمرح والتاريخ والجمال.
قضى في بيرات يومان، اليوم الأول زار فيه مركز المدينة وقلعته التاريخية، ونالت عمارة المدينة الفريد اعجابه الشديد، ثم بات هذه الليلة في فندق قديم له طابع وفيو مميزين، عمره أكثر من 400 سنة، يعبر ماازحًا: “نايم في متحف مش فندق”، وينصح الجميع بتجربه هذا الشعور.
في اليوم الثاني قام برحلة تجديف أشعرته أنه في فيلم طرزان أو في إحدى الأفلام الوثائقية لقناة ناشونال جيوجرافك، والمكان الذي قام فيه بهذه الرحلة يبعد عن مدينة بيرات ساعة ونصف، ووقت رحلة التجديف 3 ساعات، ويحكي أنه في طريق الذهاب اوقفهم السائق لشرب مياه باردة من شلال من جبل على الطريق، والذي كانت مياهه لذيذة، ويشير إلى أن هناك عددًا من المميزات جعلتها رحلة جمالها لا يوصف، وينصح الجميع بتجربة السفر إلى ألبانيا.
ويؤيده علي لطفي، الذي زار ألبانيا أكثر من مرة، ويرى أن السفر إليها فرصة عظيمة، فهي بدون PCR وختم دخولها على الباسبور يُسهل من إجراءات الحصول على تأشيرة الشينجن، كما أن البلد تجمع بين الطابع الأوروبي والتركي والآسيوي فستشعر أنك زرت 3 بلدان في بلدٍ واحد.
ويوصفها علي بأنها بلد نظيفة جدًا وشعبها شديد الاهتمام بذاته: “لو حد منهم نازل يجيب عيش بيلبس أحسن حاجة عنده”، كما يشير أن تكاليف تناول الطعام والشراب غير مرتفعة، وأسعار التسوق قريبة من أسعار مصر.
وينصح المتوجهين إلى ألبانيا قريبًا أن يسافروا على متن الخطوط اليونانية أو الشارتر فهي أفضل وأقل تكلفة، كما ينصح المسافرين بشكل فردي بدون رحلة بالاهتمام بالذات لأن الخطوط اليونانية تنظر إلى اهتمام الفرد بنفسه وبهيئته، ويمكن أن ترفض دخولك للبلاد إذا لم تنال هيئتك إعجابهم وإذا ظهرت بشكل مهمل.