الرحالة و المسافرون العرب

كورنيش الاسكندرية : 20 كيلومترًا من السحر والجمال

كورنيش الاسكندرية

«سوق بينا يا أسطى على الكورنيش

ناكل درة ونشرب مانجا

وواحدة واحدة إن شالله تعيش

ماشيين حلوين دنجا دنجا»..

هكذا عبرت المطربة الشعبية روح الفؤاد عن حالة البهجة والسرور التي يسير بها المارة على كورنيش الإسكندرية، فهم يستمتعون بنسيم البحر مع مشهد يبعث على الروح الهدوء والسكينة.

وللعديد من الأشخاص طقوسًا يمارسونها بمجرد السير على كورنيش الإسكندرية، من أكلة ذرة أو القيام بعدد من الأنشطة الرياضة، لما من هذا الخط من مميزات يستعرضها «الرحالة» في التقرير التالي.

كورنيش الاسكندرية

يعود أصل كلمة كورنيش لمسمى فرنسي يعني «الطريق الواقع على حافة الجبال الصخرية الوعرة»، وفي بادئ الأمر أُطلق المصطلح على الطريق الواقع بين مدينتي نيس الفرنسية وجنوة الإيطالية، وبعد كذلك سُميت به الشواطئ الإيطاليا.

وبعيدًا عن هذا المسمى، الاسم الحقيقي للكورنيش في الفترة الراهنة هو طريق الجيش، ووقت تدشينه كان يندرج تحت اسم طريق الملكة نازلي.

تاريخ كورنيش الاسكندرية

جاء تأسيس كورنيش الاسكندرية في فترة وزارة إسماعيل صدقي باشا في عهد الملك فؤاد الأول، وبدأ العمل فيه عام 1925، واستغرق 10 أعوام بعد تقسيم التدشين على 6 مراحل.

وتضمنت المرحلة الأولى تغطية الكورنيش من المنطقة الواقعة ما بين السلسلة والشاطبي بمسافة 786 متر، والثانية من الشاطبي وحتى كامب شيزار، والتي امتدت منها حتى سبورتنج في المرحلة الثالثة.

وبدأت المرحلة الرابعة من شارع الدلتا حتى شارع بورسعيد كليوباترا، أما المرحلة الخامسة التي تمر بمنطقة مصطفى باشا عرقلتها قوات الاحتلال الإنجليزي المعسكرة هناك، إلا أن السلطة التنفيذية في مصر استطاعت استكمال أعمال بناء الكورنيش بشكله الحالي فى عام 1931، وإنجاز المرحلة من كليوباترا وحتى ستانلي.

وامتدت المرحلة الأخيرة من ستانلي حتى أسوار قصر المنتزه، وكان الانتهاء من أعمال الكورنيش في عام 1934، ليبلغ طوله فعليًا 20 كم، ما بين قصرين رأس التين غربًا و المنتزه شرقًا، وذلك قبل أن إنشاء كورنيش مدينة كان الفرنسية.

وساهم كورنيش الإسكندرية في إحداث طفرة سياحية في الإسكندرية، حينما ساهم في بلوغ ميزانية بلدية المدينة من 3 ملايين جنيه، بسبب الرواج الذي شهدته المحافظة.

كورنيش الاسكندرية والفن

«سوق بينا يا سطي على الكورنيش»، هي كلمات أغنية «دنجا دنجا» وأشهر كوبليه بها، وهي التي أدتها المطربة الشعبية روح الفؤاد من ألحان وكلمات أمين قاعود، واستطاعت فيها الفنانة التعبير بصوتها عن جمال الطريق وتعلق المصريين به.

تطوير الكورنيش 

يُعتبر أهم شريان مروري للإسكندرية في الاتجاه الأفقي بجانب شارع أبوقير، والطريق الدائري وطريق ترعة المحمودية، وفي تسعينيات القرن الماضي أضاف المسؤولون أجزاء جديدة من الكورنيش ابتداءً من منطقة الشاطبي وحتى المنتزه.

حفاظًا على القيمة التاريخية لكورنيش الإسكندرية، من المفترض تطويره وفقًا لمشروع استعرضته الإدارة العامة لحماية الشواطئ بالمحافظة، والذي سيشمل الطريق تجاه المنشية ومحطة الرمل.

ويستهدف المشروع حماية سور الكورنيش الأثري وطريق الكورنيش بمنطقة المنشية ومحطة الرمل بقيمة تقارب الـ103 مليون جنيه، على أن يُنتهى منه بنهاية العام الجاري 2020.

أنشطة يمكن ممارستها على الكورنيش

يُعتبر المشي من أكثر الأنشطة إمتاعًا، خاصةً مع امتداد البحر أمام الشخص على طول بصره، بجانب الهواء المنعش الذي يخلد ذكرى زيارته، وهو ما يزداد جمالاً في فترة المساء تحت الأضواء الكاشفة.

وحبًا في اللون الأزرق، ربما يستغل البعض هذه النقطة لالتقاط صور تذكارية، مع الحرص على زيارة بعض الآثار أو المتنزهات التي تقع على الكورنيش مباشرةً، وهذه الأماكن أبرزها قلعة قايتباي، فيمكن الصعود أعلاها لمشاهدة منظر بديع للكورنيش والبحر الأبيض المتوسط، بجانب قصر وحديقة المنتزه العريقتين، وقصر رأس التين، وكوبري ستانلي، وغيرها من المعالم الرائعة.

وحال شعور الزائر بالجوع، وهو أمر طبيعي، يمكنه تناول الطعام على منظر كورنيش وبحر الإسكندرية، ما يزيد الوجبة التي يتناولها متعة خاصةً، فكل ما عليه هو اختيار ما بين العديد من المطاعم التي تقع على الكورنيش لتناول وجبة الغداء أو العشاء، ويفضل الغالببية تناول الأسماك.

فنادق قريبة من كورنيش الاسكندرية

يُعتبر فندق «ميديترينيان أزور» من أفضل فنادق مصر ككل، فهو مصنف بـ5 نجوم، ويبعد عن كورنيش الإسكندريه بمسافة 200 متر، وجاء التقييم المتميز نتيجة جودة موقعه، والهدوء الغالب عليه، والراحة النابعة من طلته على البحر.

وبـ5 نجوم جاء تصنيف فندق «هيلتون الإسكندرية كورنيش»، وهو من أفضل فنادق المحافظة لوقوعه على الكورنيش مباشرةً، وجاء تميزه نتيجة طلته على البحر والنظافته، بجانب طريقة تعامل طاقم العمل.

مصدر الهيئة العامة للاستعلامات
اترك تعليقا