الرحالة و المسافرون العرب

3 مشاهد من مارون الراس: قلعة المقاومة اللبنانية على حدود فلسطين

بعيدًا عن صخب العاصمة اللبنانية، بيروت، وباتجاه الجنوب اللبناني، تحركنا ثلاث ساعات، قطعنا فيها ١٢٠ كيلو متر وسط الجبال الخضراء كانت كفيلة بأن تصل بنا لأبعد نقطة في القطر اللبناني،  بلدة مارون الراس التابعة لقضاء بنت جبيل، عرين المقاومة اللبنانية.

المشهد الأول:  فلسطين من مارون الراس

من هنا، على ارتفاع ٩٠٠ متر فوق سطح البحر، ترى صورة أوضح لفلسطين المحتلة بجبالها وترابها المقدس، بالطبع كأي عربي لم أتمالك دمعي وأنا أرى فلسطين التي طالما تغنينا بها في الصغر، ورفعنا أعلامها في مسيرات الطفولة وكانت هي البوصلة في الصراع بين الخير والشر.  هاهي الآن أمامي يسيطر عليها الصهيوني وأنا أقف خلف الخط الفاصل اكتفي فقط بالنظر إليها، بحسرة وأمل في أن أعود إلى نفس المكان في عام مقبل ولا يكون هناك ذلك الخط.

المشهد الثاني: مارون الراس تبة المقاومة العالية

مارون الراس، تبة المقاومة العالية في وجه العدو الصهيوني، هنا ذاق الكيان المحتل أشر هزيمة في حرب تموز ٢٠٠٦، هنا الأرض العربية، التي استردها العرب بالقوة دون الدخول في معاهدات للذل أو مفاوضات على الشرف والكرامة.

يروي لنا المرشد السياحي عن بطولات رجال المقاومة خلال المعارك، وكيف تغلبوا على قلة العدد والسلاح  أمام جيش العدو، ويحكي لنا أيضا عن الشاب اللبناني ذو الـ ٢٣ عاما المفتون بالزعيم جمال عبد الناصر، والذي أتم دراسة العلوم السياسية في لندن، قبل أن يتركها ويلتحق بالمقاومة مع بداية الحرب -هذا الشاب كان المرشد السياحي-  هدأت الحرب وهو حاليا يشرح للزائرين حكاية بلدته المقاومة.

المشهد الثالث: متحف المقاومة

ألعاب الأطفال في مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية، غالبًا ما تكون النقاط المواجهة للعدو تعطى الانطباع العام لطبيعة المواجهة، ولكن على العكس تمامًا كانت مارون الراس، فهذه النقطة الهامة على الحدود مع العدو التي كانت شاهدة على أهوال المعركة الآن عبارة عن حديقة كبيرة وقاعة مؤتمرات وملعب كرة قدم و”ساحة ألعاب عسكرية للأطفال”، قد يكون المنظر هنا هادئ نوعا ما لكنه يمنح الكثير من الثقة في وضع المقاومة وقوتها.

اترك تعليقا