الرحالة و المسافرون العرب

مقام السيدة زينب في الأقصر.. رحلة صوفية في رحاب سيدة الديوان

مقام السيدة زينب في الأقصر | رحلة عبدالله أبوضيف: لا ينضب حديث شد الرحال للأماكن الدينية منذ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والذي أمر بشد الرحال لثلاث أماكن هي مساجد في الأساس وهي المسجد الأقصى في فلسطين، وبيت الله الحرام في مكة، ومسجده المكرم في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، وبين الماضي والحاضر تبقى رحلات الصوفية مختلفة لما فيها من صفاء نفسي يطيب له القلب.

واشتهر المصريون تحديدًا ومصر بشكل خاص برحلات التصوف التي ظهر فيها اسماء الصحابة وآل البيت، ثم الصالحين الذين انتشرت مقابرهم ومقاماتهم التي كرمها المصريون على مستوى الجمهورية، فعرف عن المصريين الحج الأصغر على سبيل المثال والذي يحتفلون فيه بمولد أبو الحسن الشاذلي، على جبل حميثرة أشهر العلامات الصوفية في العالم تقريبا.

ولأبوالحسن رحلة صوفية اصطحب فيها عدة من صحبته الذين أصبح لمحبتهم علامة في قلوب المصريين، فتجد مسجد عبد الرحيم القناوي في قنا، والمرسي أبو العباس في الإسكندرية، والسيد البدوي في طنطا بالغربية، وبقى من ذلك أيضًا ما جاء في الرؤية للمصريين من الصحابة والصالحين لبناء مقامات في أمان لم تطئا أقدامهم، ومنها مقام السيدة زينب في محافظة الأقصر التي وصل عدد المقامات فيها إلى 300 تقريبا.

مقام السيدة زينب في الأقصر

البداية لسيدة الديوان زوجة صاحب الرؤية واسمه أحمد إبراهيم الذي جاءت له السيدة زينب حفيدة رسول الله طالبة منه أن يخط آثرها في نفس مكانه ويبني لها مقاما يتبارك به الناس ويحفظوا فيه اسمها، حيث تشير إلى أنه هرع بعد المنام للساحات الصوفية المحيطة في كل مكان في المحافظة ليتذكره ويرى شمعتين مضيئتين في وسط الظلام فعرف العلام ووصلت له.

ويحتفل أهل الصعيد من كل حدب وصوب بالمقام في شهر رجب من كل عام، حيث يرتحلون إليها من كل مكان رافعين الأماني إليها عسى أن تتحقق، خاصة وأن كثيرين لا يتمكنون من زيارة مسجد الحسين على سبيل المثال في القاهرة أو السيدة زينب الموجود على بعد كيلو مترات بسيطة عن المسجد الصوفي الأشهر في قاهرة المعز ومصر المحروسة .

ويشتهر مقام السيدة زينب في محافظة الأقصر، بفتحه للزائرين وتقديم الطعام بشكل دائم بالمجان ويكفي للشخص أن يطرق الباب المفتوح على مصراعيه بالفعل دون عناء، ما أن يطلب حتى يستجاب له، وتذكر السيدة الحارسة له أن هذا من فضل الله وببركة السيدة زينب ابنة الإمام علي رضي الله عنه، حفيدة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .

المجاذيب في مشهد السيدة زينب في الأقصر

بينما يوجد المجاذيب بعدد قليل في باحات الغرفة البسيطة للمقام المحبوب بين الأوساط الصعيدية والنادر لإمراءة في محافظة الصعيد الأولى على مستوى محبين الصوفية وعدد المقامات الموجودة داخلها، فيما يرنو إليها الآلاف على مدار العام ليس فقط للسياحة الثقافية المعروفة للمعابد والمتاحف ولكن للسياحة الدينية وزيارة باحات الساحات الدينية والصوفية المنتشرة بكثافة في المحافظة السياحية الأولى على مستوى العالم .

نجات إسماعيل حارسة المقام وزوجة أحمد إبراهيم الذي خط بخط عربي جميل اسمه ليصبح مقرونا باسم السيدة زينب رضي الله عنها أمام المقام، تقدم الشاي لكافة الزائرين فيما تنتشر روائح الطعام الشهي، وبينها دمعات لا تتوقف أملا في التبرك وتحقيق الاماني للعائدين إليها كل عام من كل مكان على مستوى الأقصر واحدة من أصغر المحافظات المصرية من حيث مستوى السكان والمساحة الجغرافية .

الصوفية في مصر

لعل أشهر الموالد الصوفية في مصر هو مولد الإمام الحسين حفيد رسول الله نجل الإمام علي بن أبي طالب الخليفة الرابع للمسلمين، حيث يسود اعتقاد دفنه في المسجد الموجود في قلب القاهرة الفاطمية ويتزين عن غيره من المساجد بأفضل الزينة، فيما تم إهداء مظلة خاصة من المملكة العربية السعودية قادم من الحرم الشريف في مكة ليستظل بها زائري حفيد الرسول الكريم.

وتسود أجواء صوفية تستقطب حتى الزائرين والسياح في مصر كل عام على أمل التواجد في المولد المعروف كقلب وأهم رحالات الصوفية في العالم وليس على مستوى مصر فقط، على الرغم من كون وجود اعتقاد غير كامل بوجود رأس الحسين في مصر من عدمه مع وجود مزاعم آخرى لوجوده في سوريا أو العراق التي يتواجد فيها واحد من أكبر المساجد المتخذ اسم الحسين رضي الله عنه.