الرحالة و المسافرون العرب

مدينة كومو الإيطالية: رحلة بالقطار الجبلي وعشاء من لحم الحمير

مدينة كومو إيطاليا هى الأكبر من بين القرى المطلة على بحيرة خلابة تملك الاسم ذاته و تأخذ شكل حرف Y بالمقلوب، تقع في  إقليم لومباردي في شمال إيطاليا و هي وجهة سياحية مشهورة عالمياً .. ينظر إليها على انها واحدة من أجمل الأماكن الخلابة فى لومباردى .
وفي حالة  من التناغم بين المدينة والبحيره تجعلك تعانق زرقة الماء والسماء .. يحكي لنا أسامة السباعي عن جولاته بمدينة كومو الإيطالية.

مدينة كومو إيطاليا

مدينة كومو جاءت من أعماق التاريخ .. فقد كانت مأهوله بالسكان منذ العصر البرونزى . وفى القرن الأول قبل الميلاد أصبحت جزءاً من الإمبراطورية الرومانية .. ثم لعبت دوراً هاما فى تجارة العصور الوسطى بحكم موقعها فى سهل لومبارديا ..
ولذلك تحتفظ المدينة بأسوار وابراج حماية على عادة المدن فى العصور الوسطى ..
وتجد فى المدينة أيضا العديد من المباني التاريخية والمتاحف الهامة. فتاريخها يسمح بذلك .
كومو مرت عليها الجيوش الفرنسية والنمساوية كجيوش محتلة .. حتى تم دمجها فى مملكة إيطاليا عام 1859م

حلم الرحلة الذي تحول واقعاً

بيت القصيد في إيطاليا
بيت القصيد في إيطاليا

توجد أشياء فى الحياه توضع فى خزينة المخ البشرى .. مجرد مستودع لعلك ترجع إليه فى يوماً ما !!
هذه الأشياء قد تكون موقف، أو حادث معين، صورة، مقالة مكتوبة، وحتى الأحاديث العابرة التي مرت عليك من سنوات عمرك مرور الكرام .. وأنت لا تلقى له بالاً بكل هذا .. !!

أقول هذا الكلام .. لأنه فى يوم من الأيام .. قرأت من سنوات مضت تقرير  مفصل بالصور عن مدينة كومو وبحيرتها فى أقصى شمال إيطاليا ..
قرأت التقرير بشغف مع أننى لا أعد لها رحلة لقد كانت التأشيرات لأوروبا وأمريكا ولمدة سنوات طويلة من شبه المستحيلات بسبب أحداث سبتمبر 2001 من ضرب برجى التجاره فى نيويورك ..
قرأت ولا أفكر أننى أنوى زيارة كومو.. لأن التفكير فى حد ذاته درباً من الخيال .. فإن كان الحلم المراد تحقيقه وقتئذ هو أن أرى روما لو حصلت على تأشيرة إيطاليا فهذا أقصى الأمانى .. فلن أطمع فى أكثر من هذا ..
أما كومو فكان خيال يراودنى يأخذ وقته ويدخل فى المخ فى طى النسيان ..
مجرد خيال وأنا أقرأ وأرى صور المدينة والبحيرة .. وسرعان ما تمر الأيام والأعوام ..
فأجد مدينة كومو وميلانو فى إيطاليا ضمن جدول رحلتنا الأوروبية فى الصيف الماضى .. فطرت فرحاً ..
الخيال اصبح حقيقة !!
ما كنت تستصعبه بالأمس أصبح اليوم سهل المنال !!
وبسرعه ما كان حلم فى المخ .. أصبح واقع وحقيقة الآن !!
أحمدك واشكر فضلك … يارب
ومن هنا .. لا تيأس .. لا تتوقف عن أن تحلم وتعمل وتحقق كل أمنياتك .. فالذى يعطى ويمنح خزائنه لاتنفذ .

رحلة مدينة كومو الإيطالية

السياحة في مدينة كومو إيطاليا
السياحة في مدينة كومو إيطاليا

تركنا بلكونة إيطاليا التى تطل على مدينة لوجانو السويسرية الجميلة خلفنا .. وإتجهنا عبر سهل لومبارديا بسيارتنا فى مسافة أقل من ساعة إلى كومو ..فهى تقع ما بين لوجانو وميلانو ..بين سويسرا وإيطاليا .
سرنا على حافة البحيرة من جهتها الغربية فى طريقنا إلى مدينة كومو والتى تسمى البحيرة على اسمها أو العكس .. ويبلغ عدد سكانها 84 ألف نسمة .. أما البحيرة نفسها فيبلغ مساحتها 146كم مربع وبالتالى فهى ثالث أكبر بحيرة فى إيطاليا بعد بحيرة جاردا وبحيرة ماجيور .. ويزيد عمق بحيرة كومو عن 400متر .

اول إجراء يتم إتخاذه عند أى مدينة نصل إليها هو الجراج .. ومن بعدها ننطلق ..
وفى شارع خلف ميدان ألساندر فولتا مخترع البطارية ، الذى يتوسطه تمثال له ، تم نٌصبه على قاعدة منذ عام 1838م فى ذكرى مرور مائة عاماً على وفاته ..
ألساندر فولتا مخترع البطاريه أبن مدينة كومو .. التى تتيهه به المدينة فخرا ..
تبدأ جولتنا المحددة بساعات قليلة للمدينة بشيء من العجلة .. لأن أمامنا زيارة ميلانو بعدها .
ومن ميدان فولتا سرنا نحو البحيرة عبر شوارع وأزقة ضيقة ، مرصوفة بالحصى والطوب ، وتعج بالمطاعم والمقاهى والمحلات ..
كان هدفنا ونحن نسير نحو البحيره هو الوصول إلى محطة القطار الجبلى .. وهو بيت القصيد فى زيارتنا لكومو .

القطار الجبلى Funicolare بالجولات الإيطالية

فمن خلال القطار الجبلى نرى بانوراما رائعة لمدينة كومو مع البحيرة ..فيعتبر القطار الجبلى Funicolare
من أكثر وأهم التجارب الرائعة لزائر مدينة كومو وبحيراتها .. وبه تكتمل زيارتك لمدينة كومو ..
هذا القطار يعمل يومياً منذ عام 1894م ماعدا يوم الأحد ..
ومحطة الأرضية محطة خشبية قديمة ..ويتحرك كل 30 دقيقه.صعوداً وهبوطاً .
يربط بين ساحل البحيرة ومدينة برونات Brunate منتجع أثرياء ميلانو بما شيدوا من فيلات أنيقه على القمة . ولذلك يطلق عليها ( شرفة جبال الالب ) والتى من خلالها ترى بانورما كومو كأجمل ما تكون .. وفى برونات عاش العالم الفيزيائي أليساندرو فولتا .
كان الطابور طويلاً فإستغرقنا مزيداً من الوقت حتى ركبنا القطار الجبلى ..
فى رحلة صعود القطار الجبلى الكل يتنافس فى الحصول على مؤخرة القطار فى رحلة صعودة لأن من خلالها تترائ المدينة رويدا رويدا ً مع إنسجام اللون الاحمر لأسقف المنازل واللون الأزرق لمياه البحيرة ..
درجة إنحدار القطار الجبلى شديدة الميل عند 55 درجة ..
عند القمة .. كان دور التصوير على أشدة لتسجيل هذا الجمال .. ليظل فى الذاكرة .. وبه يتحقق حلم كان مستحيلاً وفوق الخيال ليصبح واقعاً ..
ومثلما كان الأنتظار طويلاً فى الصعود كان أقل قليلاً فى الهبوط ..
ونعاود ادراجنا نحو الجراج عبر المرور على أهم معلم تاريخى فى كومو وهو كاتدرائية كومو.

الأماكن السياحية في مدينة كومو

مدينة كومو إيطاليا
مدينة كومو إيطاليا

كاتدرائية كومو التى شيدت فى القرن 14م بتصميم قوطى واكتمل البناء فى القرن 18م ..
وهى آخر مبنى كنسى على الطراز القوطى شيد فى إيطاليا .
تتميز الكاتدرائية بعدد كبير من الأعمال الحجرية المزخرفه مع تماثيل وأبراج زخرفية صغيره ..
أكتفيت بما تم تصويره للكاتدرائية .. وكانت الساعه تنبأ عن تأخري الشديد .. فاسرعت الخطى بدون تركيز كبير فى الخريطة من ناحية ومن ناحية آخرى دروب المدينة القديمة وحواريها كانت تقذف بى إلى أماكن بعيدة كل البعد عن ميدان فولتا .. فأعاود أدراجى بسؤال الماره .. فمنهم من يعرف اللغه الإنجليزية ومنهم من لم يعرف مقصدى على الرغم اننى كنت اسأل عن ميدان فولتا الأسم الشهير فى المدينة .. حتى إهتديت أخيراً إلى طريق الميدان وأنا اتصبب عرقاً وفى موقف شديد الإحراج حيث ينتظرنى أفراد مجموعه سيارتنا طويلاً .. وإزداد القلق لديهم بعد إنطلاق السيارات الأربعة الآخرى فى طريقهم إلى ميلانو .. اعتذر للجميع .. وتعجبوا أشد العجب عن توهانى فى طريق العودة من الكاتدرائية إلى هنا على الرغم من قصر المسافة …
أنت يا أستاذ أسامه تتوه .. ياراجل قول كلام غير ده ..!!!!!!!
لكن اللى حصل كدا ياجماعه .. فلكل جواد كبوه .. ولكل عالم هفوه !! ثم نركب السيارة نحو جنوب كومو ووجهتنا مدينة ميلانو .
أترك كومو وزيارتى لها لم تكتمل .. لا تحتاج سويعات كما فعلنا .. بل يوماً كاملا قد يكفيها .
كان من الممكن أن تكتمل لو كان لنا من الوقت ما يتيح بركوب مركب من كومو نفسها لزيارة بعض المدن الساحلية مثل سيرنوبيو وبيلاجيو وفارنيا وتراببيسو .. ومشاهدة فلل وقصور الأثرياء والمشاهير مثل مادونا وجورج كلونى وجيانى فيرساتشى ورونالدينيو وسيلفستر ستالون وريتشارد برانسون وصوفيا لورين …إلتقاط الصور لهذه الأماكن كأجمل ما تكون الطبيعة مع تفاعل العامل البشرى فى التشييد والبناء ..
عموماً .. مالا يدرك كله .. لا يترك كله ولقد أدركنا من كومو بيت القصيد .. المدينه والبحيره .. وهذا يرضى .

السياحة في مدينة كومو إيطاليا بتجارب المسافرون العرب

السياحة في مدينة كومو إيطاليا بتجارب المسافرون العرب
السياحة في مدينة كومو إيطاليا بتجارب المسافرون العرب

وفي رحلة Hisham Al-Toubah لمدينة كومو Como قال : زرت المدينة عدة مرات وهي مدينة إيطالية تقع في جنوب بحيرة كومو الكبيرة lago di como التي تقع في إقليم لومباردي في شمال إيطاليا على الحدود مع سويسرا، وهي مدينة صغيرة تتميز بجمال الطبيعة حيث تطل البلدة على بحيرة كومو الكبيرة و التي يحيط بها جبال مكسوة بالأشجار المنوعة.
تتميز بجمال بيوتها القديمة والتي تم تجديدها وإعادة طلائها بألوان تتناسق والطبيعة الخلابة المحيطة بها، كما تتميز بهدوء إيقاع الحياة فيها ودفء العلاقات الأسرية في مجتمعهاوبساطة سكانها وحيوية أسواقها التي ذكرتني في جانب منها بالأسواق المسقوفة في مدينتي حمص.
وعلى غرار باقي المدن والبلدات الإيطالية يوجد في كومو كاتدرائية مبنية على الطراز المعماري الغوطي الذي يتميز بالنهايات المدببةكما هو موضح في الصور، إضافة لذلك يوجد في كومو سكة حديدية معلقة ذات إنحدار شديد حيث يتم سحب قاطرات القطار بواسطة كابلات عالية المتانة تستخدم لنقل السكان إلى بيوتهم التي تقع فوق الجبال المحيطة بالمدينة، وتشرف السكة على مناظر خلابة.
أما شاطيء المدينة فهو عبارة عن ممشى وواجهة بحرية تحوي عدة مواقف لليوخوت التي يمكن إستئجار أحدها لعمل جولة في بحيرتها والتي قمت بتلك الرحلة في إحدى الزيارات في فصل الشتاء وكانت درجة حرارة الهواء 4 فقط، كما يطل على ممشاها العديد من المطاعم ومحلات الأيس كريم الإيطالي الشهير في مذاقه.

إكتسبت المدينة شهرة كبيرة بسبب كونها في فترة تاريخية مركز صناعة الحرير في العالم، حيث يروي تاريخ تطورها متحف دياتيكو ديلا سيتا، في حين وعلى غرار المدن في العالم الغربي الذي يعتز (((بعلمائه))) ويخلد سيرتهم العلمية فأن متحف تيمبيو فولتيانو مخصص للفيزيائي الإيطالي أليساندرو فولتا والذي ينسب إليه إكتشافه لوحدة القياس الكهربائية *الفولت* وله نصب تذكاري قمت بزيارته وقد أقامته بلدية المدينة تخليداً وإفتخاراً بأحد أبنائها.

و يقع النصب بالقرب من الممشى المائي الذي يتصل مع ساحل البحيرة مُطلاً عليه سلسلة من الفلل الجميلة من ناحية المعمار وناحيةالفخامة والتي يقع فيها منزل الممثل الشهير جورج كلوني الذي ينحدر من كومو و يمتلك فيها فيلا جميلة حيث تصادف مرورنا من أمامها في إحدى الزيارات.

في إحدى الزيارات الشتوية والتي وصلت درجة الحرارة في لياليها إلى أدنى من الصفر تناولت طعام العشاء مع صديقين إيطاليين ،جمعتنا الهندسة والعمل أحدهما من مدينة ميلانو والأخر من كومو، حيث إلتقينا في مطعم يقع على سفح جبل واجهته لإيطاليا والواجهة الأخرى لسويسرا، تم حجز الموعد قبل أسبوع من السفر وعند وصولنا وإستقرارنا إلى الطاولة المخصصة لنا، وبعد أن رحبت بنا مالكة المطعم وهي سيدة إيطالية و التي جلست معنا تحكي لنا قصص منطقتها، عرضت علينا قائمة من أطعمة إيطالية شهيرة في منطقتهم وكان من بينها لحم الحمير الطازج،(طبعاً جميعنا إعتذر عن ذلك الخيار!!!!،،،) وأكتفينا بكل أنواع المعكرونة الإيطالية والأجبان الشهيرة المعروفة التي أنتجت في أجسادنا كمية من الطاقة كانت ضرورية لمواجهة البرد القارس الذي واجهناه عند خروجنا.

ينافس البلدة في جمالها وموقعها مدينة لوجانو السويسرية والتي تطل على بحيرة تحمل أسم المدينة Lago Di Luganoوقد زرتها لاحقاً متخذاً القطار وسيلة للسفر والذي يشق سكته في منتصف البحيرة وذلك أثناء توجهنا لزيارة عائلية في مدينة زيورخ السويسرية.