الرحالة و المسافرون العرب

قرية ذي عين في الباحة السعودية: وجهتك المثلى للسياحة الريفية

قرية ذي عين التاريخية هي جوهرة منطقة الباحة وستفاجئك بكل تأكيد بجمالها المميز. تقع هذه القرية أسفل منحدرات مدينة الباحة، وهي تجمع ميزات فريدة تجعل هذا المكان ساحرًا ومريحًا، والأكثر إثارة للدهشة هو بياض التل الرخامي الذي بنيت عليه القرية بأكملها، والذي يتناقض مع الظلال الداكنة لجبال السروات الفخمة في الخلفية.

حيث تم بناء القريةعلى قمة جبل. وهي تتميز بتنظيم تراثي حضري فريد وتكوين بيئي وإطلالة خلابة على المزارع المحيطة بها وتضم 312 منزلاً ومسجد واحد. تم بناء المنازل من الأحجار المصقولة، مع طوابق متعددة من طابقين إلى أربعة طوابق متشابهة من حيث التخطيط، والتي يعود تاريخها إلى نهاية القرن العاشر الهجري/ الثامن الميلادي. وتتميز القرية كذلك بوجود مصدر دائم للمياه وتحصين دفاعي محاط بالجبال من ثلاث جهات.

سبب تسمية قرية ذي عين

سميت القرية بعد اكتشاف نبع ماء يتدفق باستمرار من الجبال المجاورة إلى العديد من الخزانات، ومن المتعارف أن كل بركة معينة لها اسمها الخاص. وهناك أيضاً أسطورة محلية تتحدث عن رجل فقد عصاه في أحد الوديان، واستعادها حين تعقبها حتى وصل إلى هذه القرية، فجمع سكانها وحكى لهم قصته.

السياحة في قرية ذي عين

قرية ذي عين هي كنز أثري ضخم قد لا تعرف قيمته الحقيقية حتى الآن، ولكن هي من القرى التي لها خبرة طويلة جداً في مجال السياحة، حيث يتردد عليها الكثير من السياح من جميع أنحاء العالم لكي يستمتعوا بمناظرها الطبيعية الساحرة وأجوائها المريحة للأعصاب.

كما أن قرية ذي عين التقليدية في الباحة تعتبر مثال بارز على مستوطنة تقليدية تم الحفاظ عليها عمدًا، حيث حافظت على الأشكال التقليدية للحياة الريفية التي ألغيتها بشكل عام الثورة الزراعية في القرن العشرين. وبذلك فهي توفر أجواء السياحة الريفية التي يفتقدها الكثير من السياح الأجانب وحتى السياح العرب الذين يعيشون في مناطق صحراوية، فليس هناك أجمل من أن تبدأ يومة بنظرة على الحقول الخضراء المثمرة وأنت تستنشق هواء نقي تملئه رائحة الثمار.

منازل القرية هي مقصد سياحي أيضًا، فهي متعددة الطوابق ورائعة، حيث بُنيت بشكل بسيط بالحجارة الموضوعة فوق بعضها البعض، مع الأخشاب التي تشكل عوارض أرضية لتوفير الاستقرار للهياكل الحجرية. تحتوي المنازل على ثلاثة مستويات مع أزقة ضيقة بينهما، وعادة ما يزورها السياح لرؤية الحياة البسيطة ما قبل الكهرباء.

الطبيعة في قرية ذي عين السعودية

تم وضع زي العين على قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو المؤقتة بفضل ميزاتها الاستثنائية. ومؤخراً قد أُعيد تأهيل عدد من المباني لتكون متحفًا خاصًا في القرية، إلى جانب الممر الرئيسي للقرية مع مقاعد أُنشئت من بداية الممر وحتى الشلال، بالإضافة إلى إعادة افتتاح المسجد الأثري الذي كان يتردد عليه عدد كبير من السياح المحبين للثقافة الإسلامية.

هناك أيضاً معرضًا للمنتجات المحلية والهدايا التذكارية والمصنوعات اليدوية التي تعبر عن تراث قرية ذي عين المثير للاهتمام.

تعد منطقة الباحة بشكل عام وجهة سياحية ممتعة غنية بالموارد الطبيعية ومعروفة بطقسها البارد وتنوعها الطبيعي. يكمن سحرها في التراث المعماري والجبال والفنون الشعبية والحرف اليدوية والتراث والمباني.

يزور الأشخاص الذين يبحثون عن الإثارة الجبال المحيطة ويحتضنون المناطق الخضراء والضباب البارد. ويزور العديد من دول مجلس التعاون الخليجي المنطقة كل صيف لتجربة المغامرة الموجودة في المنتجعات السياحية الخضراء المورقة في وسط جبال الباحة، والاستمتاع بالمناظر الخلابة والطقس.

الباحة تشبه الحلم بجميع مكوناتها من التراث والثقافة والطبيعة الخلابة بما في ذلك غابة رغدان، الأسواق التقليدية، الحرف اليدوية القديمة وقرية ذي عين التي تجلس بشكل جميل فوق الأحجار البيضاء.

السياحة في الباحة السعودية
السياحة في الباحة السعودية

الأنشطة التي يمكنك القيام بها

يمكنك الاستمتاع بمشاهدة تدفق الوديان التي تمشي وسط الأشجار فتبدو وكأنها لوحة مرسمة من الجنة. في هذه الأثناء سوف تستمتع بالهواء العليل الذي سيتحرك بين خصلات شعرك ويملأ رئتيك بالنقاء.

أما إن كنت من محبي السياحة الأثرية، فيمكنك اخذ جولة بين البيوت القديمة المتجاورة بشكل منظم، وهي بيوت قد تم بنائها بطريقة بدائيةتمامًا باستخدام الأحجار الطينية وبعض مواد البناء الأخرى. هذا إلى جانب مسجد ومجموعة من الحصون القديمة، حيث كانت تستخدم لحماية القرية ومراقبة الوضع الأمني فيها.

المنازل الآن فارغة لكن بعض الأبواب لا تزال مفتوحة حتى يتمكن الزوار من الدخول وتجربة كيف كانت حياة سكان زي العين منذ عدة قرون. أحد الجوانب المدهشة لهذه المنازل العربية التقليدية هو درجة الحرارة الباردة التي توفرها.

يوجد أيضاً ملاهي صغيرة للأطفال، تحتوي على عدد من الألعاب التي يحبونها، وبذلك فلا داعي للتترد بشأن اصطحاب الأطفال إلى قرية ذي عين في الباحة.

إن المشي على طول السلالم الحجرية لقرية زي العين التاريخية لا يوفر فقط وجهات نظر خلابة غير محدودة للمنازل التقليدية ولكن أيضًا تجربة ممتعة تعيدك في القرن الثامن عشر عندما كانت القرية في أوجها.

وإن كنت قادماً من مدينة الباحة فإن الطريق أسفل جبال السروات يوفر العديد من وجهات النظر الخلابة التي يمكنك الاسمتاع بمراقبتها على طول الجرف المهيب الذي يستحق الرحلة وحدها. كماسمح مواقف السيارات على طول الطريق للسائقين بالتوقف بأمان والاستمتاع بمناظر خلابة على طول الطريق.

الرسوم وأوقات العمل في القرية

يلغ سعر تذكرة الدخول إلى قرية ذي عين في الباحة 5 ريال فقط. ويتم فتح أبواب القرية يومياً من الساعة الثمانة صباحةً وحتى السادسة مساءً.

معلومات عن قرية ذي عين

تسيطر المدرجات الزراعية على الجزء الأكبر من القرية، فقرية ذي عين تعبر نواة مغروسة في الأرض الممتدة مع البساتين المملوئة بالأشجار المثمرة. حيث تبلغ المساحة الإجمالية لهذه المدرجات قرابة 40 ألف متر مربع.

شهدت القرية العديد من المعارك القبلية قبل توحيد المملكة من قبل الملك عبد العزيز. وأهم هذه المعارك التي تعرضت لها المنطقة هي عندما اجتمعت قبائل زهران وغمد مع الجيش التركي بقيادة محمد علي باشا الذي انتهى بهزيمة الأتراك. يُعرف مكان دفنهم باسم “قبور الأتراك”.

قرية ذي عين هي قرية أثرية تقع في تهامة زهران على بعد حوالي 20 كيلو مترًا من محافظة المخوات و 24 كيلومترًا من مدينة الباحة، وقد تم تطويرها في القرن العاشر الهجري / الثامن الميلادي مما يجعلها تبلغ أكثر من 400 عام. تم بناء القرية على قمة جبل أبيض مشهور بزراعة الموز والليمون والفلفل والريحان والكادي والحرف اليدوية. تحتوي القرية على العديد من المنازل من طابقين إلى أربعة طوابق ومسجد صغير والعديد من الحصون المستخدمة للدفاع عن القرية.

تضم القرية 49 مسكنا ، 9 منها مكونة من طابق واحد ، 19من طابقين ، 11 من ثلاثة طوابق و 10 من أربعة طوابق. تم بناء القرية باستخدام نظام الجدران الحاملة، ويبلغ سمك الجدران ما بين 0.7 إلى 0.9 متر تقريبًا، ويتم تشييد الهياكل باستخدام خشب السدر. الغرف الكبيرة مسقوفة باستخدام أعمدة تعرف باسم “الظافر”، وفوق خشب السدر يوجد نوع من الأحجار يعرف باسم “صلاة” والحجارة مغطاة بالطين. في السابق كان يتم استخدام الطوابق السفلية للاستقبال والمعيشة، والطوابق العليا للنوم، وبعض المباني لا تزال موجودة منذ إنشاء القرية وبعضها متدهور جزئيًا وبعضها تم هدمه بالكامل.

اترك تعليقا