السياحة الدينية في مصر :دليلك لأهم المعالم الإسلامية والمسيحية

في حين يجد البعض متعتهم السياحية في السفر إلى وجهات ساحلية حيث البحار والشمس والأجواء اللطيفة، بجد البعض الآخر متعته في زيارة المعالم الدينية، وتعتبر مصر واحدة من أهم دول العالم التي توفر لعشاق هذا النوع من السياحة الكثير من الأماكن التي ترضي اهتماماتهم، فيما يلي سنقدم لك أهم المعلومات عن السياحة الدينية في مصر وأهم معالمها التي نرشح بزيارتها.

السياحة الدينية في مصر

تشتهر مصر بالحضارة العريقة، وفنون العمارة العتيقة، وبأماكنها التاريخية والتراثية الكلاسيكية الفريدة.
كما تشتهر أيضًا بما تضمه من مباني دينية سواء إسلامية أو مسيحية، فهي من الدول الغنية بكافة المقومات الطبيعية والتاريخية.
يتوافد عليها العديد من الزوار للاستمتاع بهذا المزيج الرائع، وفيما يلي سنقدم لك أهم المعلومات عن السياحة الدينية وسنصحبك في جولة إلى أهم معالمها.

معلومات عن السياحة الدينية في مصر

• تعتمد السياحة الدينية في جمهورية مصر العربية على زيارة المواقع ذات الأهمية أو الدلالة الدينية.
• وهي مواقع لها علاقة بالديانات الثلاث سواء كانت الإسلامية، أو الديانة المسيحية أو حتى الديانة اليهودية.
• صحيح أن أغلب أماكنها التاريخية هي أماكن يطغي عليها الدلالة الإسلامية، إلا أن هناك بعض من الأماكن ذات الدلالات الأخرى.

أهم أماكن السياحة الدينية الإسلامية في مصر

يجد الكثير من السياح أو الزوار متعتهم وسلامهم النفسي في زيارة الأماكن الدينية الإسلامية المصرية.
فمصر تزخر بوفرة الأماكن السياحية من هذا النوع، والرائع أنها معالم ذات عمارة وتاريخ فريد، وتأتي أهم تلك الأماكن على النحو التالي:

الأزهر الشريف أبرز أماكن السياحة الدينية في مصر

يرجع تاريخ تأسيس هذا المعلم الفريد إلى عام 975 ميلاديًا، حين بناه الفاطميين في مصر، وسموا بهذا الاسم نسبة إلى ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الصغرى.
وقد سميت تلك الجامعة بهذا الاسم تقديرًا لها وعلى شرفها، ويعتبر واحد من أهم الأماكن التي شيدوها في مصر هو جامع الأزهر.
فهو عبارة عن جامع عريق ذي طرازٍ إسلامي فريد، ومليء بالتفاصيل التي تجذب الزوار للاستمتاع بها.
لم يقف دور الجامع عند هذا الحد، ففي عام 1929 تم تأسيس جامعة بنفس الاسم وكذلك مجلة شهرية.
كانت هذه المجلة تنشر موضوعات متعلقة بالأعراف والشريعة الإسلامي، بالإضافة إلى الأدب الإسلامي.
كما كانت تحتوي أيضًا على بعضٍ من الأقسام التي تتناول الشخصيات الدينية البارزة، والأخبار المتعلقة بالإسلام، وكذلك النصوص المترجمة.
لا تفوت فرصة زيارة هذا الجامع العريق الساحر، الذي سيمنحك فرصة للهدوء والاطمئنان لا مثيل لهما.

باب زويله

يرجع تاريخ بناء باب زويله إلى عام 1092 ميلاديًا، أو عام 485 هجريًا، وكان عبارة عن موقع يتم استخدامه لتنفيذ أحكام الإعدام في العصر المملوكي.
يعتبر هذا الموقع الآن هو البوابة الوحيدة المتبقية لمدينة القاهرة، وهي بوابة جنوبية يرجع تاريخها للعصور الوسطى.
تستطيع عند زيارتها أن تحظى بالكثير من المتعة عن طريق مشاهدة ما بها من معروضات مثيرة.
وهي معروضات تقدم شرحًا عن البوابة، بالإضافة إلى تفسيرات دقيقة حولها مكتوبة باللغة الإنجليزية.
لا تفوت فرصة زيارتها، لتحظى بمشهد بانورامي ساحر مؤلف من البوابة والقلعة الشهيرة التي تقع بجوارها.

جامع محمد علي

يعتبر جامع محمد علي هو واحد من أهم مزارات الديانة الإسلامية، فهو يقع داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي التاريخية.
يرجع تاريخ بنائه إلى عام 1848 ميلاديًا، وتحديدًا إلى عهد محمد علي باشا، حين تم تشيده في القاهرة بموقع القصور المملوكية.
يعتبر هذا المسجد هو واحد من أفضل المعالم التي تعكس للزوار الطابع الأثري القديم الذي تميزت به مصر.
فتصميم المسجد يتشابه لدرجة كبيرة مع تصميم الطراز العثماني، ولكنه مبني من الحجر الجيري، فهي المادة الرئيسية للبناء.
تستطيع عند دخوله أن تستمتع بمشاهدة منبريه الشهيرين، ستجد أحدهما مصنوع من الخشب ومزين باللون الأخضر، بينما الآخر مصنوع من الرخام.
كما ستجد في القاعة الخارجية للمسجد ساعة نحاسية رائعة، وهي ساعة أهداها الفرنسي لويس فيليب لمحمد علي باشا في عام 1845م.

مسجد أحمد بن طولون أشهر أماكن السياحة الدينية في مصر

يعتبر هذا المسجد هو أحد أكبر المساجد في مصر ومن أشهر المساجد الموجودة في دولة مصر العربية، ويرجع السبب في ذلك إلى قِدم بنائه.
فقد تم بناؤه في عام 969 ميلاديًا أي في العصر العباسي على طراز معماري وتراثي مميز للغاية.
يحتوي المسجد داخله على تسعة عشر بابًا من ثلاث جهات، والرائع أنه لا زال يحتفظ باللمحة التاريخية حتى يومنا هذا.
يفضل العديد من الزوار والسكان المحليين المرور عليه من أجل الاستمتاع بجدرانه الأثرية، وتفاصيله المعمارية، كذلك لالتقاط أفضل الصور التذكارية.

مسجد السلطان حسن

لا يمكن أن نصحبك في جولة إلى مزارات مصر الإسلامية دون ذكر مسجد السلطان حسن، فهو سمه من سماتها الأساسية.
كان هذا المسجد قديمًا هو مدرسة إسلامية، بل حتى أنه كان من الأكثر شهرة في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
فقد قام بتأسيسه السلطان حسن عام 1361م، وهو نجل السلطان محمد بن قلاوون، واحد من أشهر وأعظم السلاطين المملوكيين.
استغرق بناء هذا المسجد أو المدرسة أكثر من أربع سنوات، حتى أن السلطان حسن توفي قبل الانتهاء منه.
صحيح أن المسجد لم يظل على هيئته الأولى، فقد تعرض للترميمات في عام 1915م، إلا أنه لا زالت يتمتع بسحرٍ كلاسيكي خاص.

مسجد الإمام الحسين

خير ما تختتم به جولتك في المزارات الدينية الإسلامية بمصر هو المرور على مسجد الإمام الحسين الذي يرجع تاريخه إلى عام 1145 ميلاديًا.
يشتهر المسجد بهذا الاسم نتيجة لاعتقاد الكثيرين بأن رأس الإمام الحسين حفيد رسول الله مدفونة داخله.
هو بشكلٍ عام واحد من أفضل المساجد التي تستحق الزيارة نظرًا لتفاصيله الرائعة وعمارته المذهلة، وموقعه المميز.
تستطيع بعد الانتهاء من أداء الصلاة داخله ومشاهدة تفاصيله، أن تمر على خان الخيليلي، وهو سوق من أكثر الأسواق شهرة في القاهرة.

أهم أماكن السياحة الدينية المسيحية في مصر

لا تقتصر المعالم الدينية المصرية على المساجد والجوامع التاريخية التي تنتمي إلى عصورٍ مختلفة.
بل يوجد العديد من الأديرة العتيقة، التي تلعب دورًا هامًا في السياحة المصرية؛ لكثرة السياح التي يتوافدون عليها.
وتأتي أهم أماكن السياحة الدينية المسيحية والثقافية، التي نرشح لك زيارتها في مصر على النحو التالي:

دير سانت كاترين

يمثل هذا الدير واحد من أهم عوامل جذب السياح إلى المزارات المسيحية في دولة مصر.
فهو عبارة عن دير قديم يرجع تاريخ بنائه إلى عام 565 ميلاديًا، حين تم تشيده ليكسن فيه الرهبان، وتحديدًا الرهبان الذين استوطنوا شبه جزيرة سيناء.
يمتاز دير سيناء بموقعه الجغرافي الرائع على جبل كاترين في مدينة سيناء، وكذلك بمقوماته المتنوعة.
لن تكتفي عند زيارته بالاستمتاع بتفاصيله المميزة، بل ستتمكن كذلك من المرور على مكتبته الضخمة المثيرة.
حيث تحتوي تلك المكتبة على أكثير من 3500 كتابًا مكتوبين بلغات عديدة ومختلفة، يجذبون السياح للتعرف على محتوياتهم.

كنيسة القديس جاورجيوس 

كنيسة القديس جاورجيوس هي عبارة عن كنيسة يونانية أرثوذكسية تقع داخل قلعة بابل في القاهرة القديمة.
تتبع هذه الكنيسة دير القديس جاورجيوس، الذي هو بدوره يتبع بطريكة الروم بالإسكندرية وسائر قارة إفريقيا.
يرجع تاريخ بناء تلك الكنيسة إلى القرن العاشر الميلادي، صحيح أنها تعرضت لحريقٍ في عام 1904 ميلاديًا، أدى إلى تدمير هيكلها.
إلا أنه قد تم ترميمه وإعادة بناء الهيكل في عام 1909 ميلاديًا، ومنذ ذلك الحين وهي على نفس هيئتها الحالية.

دير القديس بولس ومتعة السياحة الدينية المسيحية في مصر

يعتبر دير القديس بولس هو واحد من أمتع وأهم أماكن السياحة الدينية في جمهورية مصر العربية.
فهو دير عتيق يرجع تاريخ بنائه إلى القرن الرابع الميلاي، ومنذ ذلك الحين وهو يحتل مكانة خاصة لدى قلوب محبي السياحة الدينية.
نرشح لك زيارته، لتتمكن من معرفة لمحة عن الصلاة والحياة الصامتة وكذلك الزهد الذي ازدهر في الصحراء الشرقية بتلك الفترة.
والمميز أنك ستتمكن من أخذ جولتك داخله برفقة راهب مرشد، الذي سيخبرك العديد من أسرار الدير الشيقة عن المكان.

دير سمعان الخراز بالمقطم

كنيسة القديس سمعان الخراز بين أهم واشهر المعالم المصرية التراثية والدينية حيث تم حفرها في جبل المقطم على يد أحد الفنانين البولنديين، رسم خلالها 76 صورة محفورة في صخور الجبل، فهي التحفة المعمارية التي تقف أمامها حائراً، وهي من أكبر الكنائس المصرية و أشهر معالم جبل المقطم ومصر القديمة.

دير القديس سمعان بأسوان

يقع هذا الدير الساحر على ضفة نيل أسوان اليمنى، وعلى الرغم من بنائه في عام 700م، إلا أنه لا زال يحتفظ بهيئة جيدة.
إذا قررت زيارته فعليك معرفة أنك ستخوض مغامرة فريدة من نوعها، فهو يقع في موقع مهجور بأسوان.
لكنها مغامرة تستحق الخوض، فمن خلالها ستشاهد العديد من الأشياء المدهشة والجداريات الشيقة.
فالدير مُزين بجدرايات قبطية جميلة، تجعل الزوار يحظون بوقت ممتع أثناء العبادة أو السياحة.
وإذا كنت تتسائل عن سبب هجر الدير على الرغم من جمال تفاصيله وتاريخه، فالسبب في ذلك هو صعوبة الوصول إليه وكذلك افتقاره للمياه.