مشاهير ذات صيع، آلالاف السكان العاديين ترقد رفاتهم جميعًا تحت مقبرة هاي جيت في لندن التي نجحت على الرغم من كونها مقبرة في أن تجذب الكثير من السياح من مختلف الأنحاء، الذين يتوافدون عليها للاستمتاع بطرازها الفريد وقبورها التي تضم أشهر الشخصيات، فيما يلي سنصحبك في جولة إلى تلك المقبرة التي تعج بالموت والحياة في آنٍ واحد.
مقبرة هاي جيت في لندن
على الرغم مما يرقد تحت ترابها من جثث للعديد من مشاهير لندن وسكانها العاديين، إلا أن ذلك لم يعق السياح عن الانجذاب إليها.
فهي واحدة من 7 مقابر تجارية تم تشيدها في العصر الفيكتوري بالاعتماد على الطراز القوطي الساحر.
حيث يقوم الطراز القوطي على وجود العديد من الأبراج عالية الارتفاع، بالإضافة إلى تمثايل متنوعة.
بفضل تلك المقومات وطريقة البناء لم يكترث السياح بالجثث المدفونة بها، واتخذوها كموقع سياحي تراثي خلاب.
يمرون عليه ليشاهدوا تماثيله الفريدة وأشجار الكروم كذلك نباتات النرجس المزروعة والمنتشرة في جميع أرجائه.
سبب بناء المقبرة
يرجع السبب في بناء تلك المقبرة في ضواحي لندن إلى رغبة المسؤولين في تخفيف العبء عن الكنائس التي تكتظ باحاتها بالمقابر.
ففي العقود الأولى للقرن التاسع عشر عاشت مدينة لندن أزمة كبيرة بسبب ارتفاع معدلات الوفيات وعدم وجود مساحات كافية لدفنهم.
واستمرت تلك الأزمة حتى الثلاثينيات، وتحديدًا حتى عام 1839م، حين قررت السلطات متمثلة في البرلمان بإنشاء المقبرة.
حيث كان البرلمان يهدف بهذا الأمر إلى الحفاظ على صحة المواطنين. لذا قرر إنشاء مقبرة في الريف تتمتع بإطلالة على المدينة.
مراحل تطور مقبرة هاي جيت في لندن
لم يقف الأمر عند قرار البرلمان بل شهدت المقبرة تطورًا آخر، فقد قامت شركة مقبرة لندن بتوسيعها بإضافة 20 فدانًا آخر.
وبهذا أصبحت المقبرة تتمتع بمساحة واسعة. وهندسة معمارية فريدة، وإطلالة ساحرة على تل شديد الانحدار من وسط مدينة لندن.
العوامل التي جعلتها واحدة من الأماكن التي يقبل المواطنون على زيارتها بل وحتى يحرص العديد منهم على التشديد بأن يتم إقامة جنائزهم بها.
لكن لم يستمر هذا الوضع طويلًا، ففي مطلع القرن العشرين بات إقامة الجنائز في تلك المقبرة هو أمر يتطلب تكلفة باهظة.
لذا مرت المقبرة بمرحلة انهيار، حيث فضل المواطنين شراء مقابرهم في أماكن أخرى من لندن أقل تكلفة.
وبهذا ساء حال المقبرة، بل وازداد الأمر سوءً بعد انتهاء الحرب العالمية؛ حين أعلنت الشركة المسؤولة عنها إفلاسها.
من ثم تولت شركة أخرى مسؤولية المقبرة وأمور إداراتها لمدة استمرت 15 عامًا، إلا أن هذه الشركة أفلست أيضًا، وهو ما أثر على المقبرة.
لحين أنقذتها المجموعة المعنية بالترميم وإنقاذ المواقع في الثمانينات.
وأصبح يتم استقبال الزوار الراغبين في المرور على عائلاتهم المدفونة بها مقابل رسوم رمزية.
إعادة افتتاح المقبرة
بعد أن أنقذت المجموعة المعنية بهذا الأمر المقبرة، تم ترميم التصاميم الداخلية الموجودة في كنيستها في عام 2011 ميلاديًا.
حيث عادت لنفس حالتها وبنفس الألوان التي كانت عليها في ثمانينيات القرن التاسع عشر، وعادت لاستقبال الجنائز مرة أخرى.
أنشطة لممارستها في مقبرة هاي جيت لندن
قد يبدو لك أمرًا جنونيًا أن تمر على مقبرة للموتى أثناء رحلتك السياحية، إلا أنه أمرًا عاديًا إذا كانت الوجهة إلى مدينة لندن.
فقد أشارت مجموعة من التقديرات المدروسة أن أكثر من مائة ألف شخص يمرون على تلك القبور سنويًا.
فهم يفضلون المرور عليها من أجل الاستمتاع بما فيها من تماثيل وقبور مشاهير، وتأتي أبرز أنشطة المقبرة على النحو التالي:
التجول في قسميّ مقبرة هاي جيت في لندن
فعلى الرغم من كونها مقبرة إلا أنها مصنفة في الدرجة الأولى من سجل الحدائق والمتنزهات التاريخية في انجلترا.
وتنقسم تلك المقبرة من الداخل إلى قسمين: قسم الشرق وقسم الغرب، الذين يضمون إجماليًا أكثر من 170 ألفًا من رفات الموتى.
ولكن حتى تتمكن من زيارة الجزء الغربي من المقبرة ستكون في حاجة للاشتراك في إحدى الجولات التي ينظمها أصدقاء المقبرة.
فالأرض في هذا الجزء تتسم بأنها غير آمنة، لذا سيتعين عليك الاشتراك بتلك الجولات، التي تذهب رسومها إلى صيانة المقبرة.
مشاهدة قبر كارل ماركس
كارل ماركس هو واحد من أشهر الفلاسفة الألمان والمفكرين السياسيين الذي مروا على العالم، وهو من القبور التي تجذب السياح للمقبرة.
فهو قبر مثير للإعجاب، يقع بالجانب الشرقي من المقبرة، يعلوه تمثال نصفي كبير مصنوع من البرونز، ويحيط به العديد من قبور الاشتراكيين الأخرين.
موقع ومواعيد زيارة مقبرة هاي جيت في لندن
تقع المقبرة في جانبي حارة سويتز بمنطقة هايجيت، تستطيع زيارة قسمها الشرقي في أي يوم تريده عدا أيام عطلات أعياد الميلاد.
أما قسمها الغربي فلا يمكن للسائح زيارته دون الاشتراك في جولات أصدقاء المقبرة المنظمة كما سبق التوضيح.