الرحالة و المسافرون العرب

مدينة إسنا .. بين معبد خنوم الفرعوني ومقام الشيخ كوكو الصوفي

مدينة إسنا | كتب- عبدالله أبوضيف: في نهاية عام 2022، أعلنت الحكومة من خلال وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية عن مدينة إسنا الجديدة أحدث مدن الجيل الرابع، إلا أن المدينة التي لم تكن تقع على مسامع الكثيرين تعد مالكة لأقدم المعابد الآثرية على مستوى العالم، ليس ذلك فحسب وإنما تمتلك بشكل نادر تجمع ثقافات لا يوجد له مثيل على مستوى العالم، ما وضعها على خريطة السياحة العالمية مؤخرًا.

معبد خنوم في مدينة إسنا

تمتلك مدينة إسنا في صعيد مصر حيث محافظة الأقصر أكثر أماكن العالم امتلاكا للآثار بحسب اليونسكو، معبد إسنا أو خنوم الذي تم تشييده في العصر الروماني ويعد من أجمل المعابد الآثرية على مستوى العالم لما فيه من زخارف بديعة وأشكال ورسومات كشفت عن حضارة كبرى قلبها في صعيد مصر وموطن عاصمته القديمة والأهم، حيث طيبة، الأقصر حاليا.

وتتم حاليًا أعمال ترميم للمعبد تستهدف إزالة الاتساخات والأملاح من الجدران والسقف بغرض إظهار الألوان الأصلية والنقوش الخاصة بالمعبد وإحيائها مرة أخرى.

وبحسب الدكتور أحمد حسن مدير عام آثار مدينة إسنا الآثرية فيتم التخطيط لجعل محيط المعبد الكبير بمثابة متحف مفتوح لجلب السياح سواء من المصريين على مستوى مصر أو السياح الاجانب بشكل عام القادمين إلى مصر من مختلف أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن الشكل الحضاري لإسنا يستحق أن يكون واجهة جاذبة لمصر بشكل عام للبشر من مختلف أنحاء العالم.

معبد خنوم في مدينة إسنا

مقام الشيخ كوكو الصوفي وثورة 25 يناير

وسط شارع أحمد عرابي أحد أشهر شوارع مدينة إسنا في محافظة الأقصر، قررت الحكومة هدم الضريح المعروف باسم “الشيخ كوكو” ثلاثة مرات، إلا أنه في كل مرة يقوم المواطنون ببناءه، والأغرب حسب شهادات محلية لـ”رحالة” أناس من خارج المدينة من زائريه الدائمين سنويا يقومون بالتبرع بالمال أحيانا لإعادة بناءه من جديد.

المعلم الصوفي الأشهر في المدينة التي تعد غريبة لجمعها بين ثقافات مختلفة على أرضها، يعتبره الناس كرامة المدينة، حتى أصبح مرتبطًا قيامه في تأويلاتهم بتسببه في قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير على حكم الرئيس الراحل حسني مبارك، حينما أقدم اللواء سمير فرج محافظ الأقصر في عام 2010 بإصدار قرار بإزالته نظرًا لعطلة الطريق مع توسطه ميدان هام وشارع حيوي.

وأشارت الحكايات المتناقلة بين أهالي المدينة حتى الآن، أن إزالة المقام أدت للعنة، ومن ثم قيام الثورة على نظام الرئيس محمد حسني مبارك، ومع ذلك صدر قرار جديد في عهد الإخوان بإزالة المقام لتقوم ثورة 30 يونيو ويدعم التأويل الأول ضد مبارك، فيما استمر المقام في نفس المكان حتى عام 2016 حيث صدر قرار جديد بإزالته لكن تجمع المواطنين وكثير من مريديه والسائحين إليه ليعيدوا بناءه من جديد.

مقام الشيخ كوكو في إسنا

مدينة إسنا مزار شتوي بامتياز

وتضم مدينة إسنا تحديدا قرية إصفون داخلها الاستراحات الملكية العظيمة التى كانت مقرات للإجازة الشتوية للملوك والأمراء والحاشية الملكية منذ عهد الملكية في مصر، ومنها القصر المميز للملك فاروق الذي اشتهر بزيارته للمكان خاصة في فصل الشتاء ليصبح واحد من المزارات الشتوية للمصريين بشكل عام خاصة مع صفو الطقس هناك في فصل الشتاء البارد في مختلف أنحاء الجمهورية.

واستغلت وزارة الآثارة البعد الحضاري في مدينة إسنا، لتطلق مشروع إعادة اكتشاف إسنا للمساهمة في تحويلها لمدينة سياحية عالمية مع الوقت، عن طريق ترميم المناطق الآثرية وتقديمها بشكل جديد وتطويرها ليتم السماح بزيارتها من قبل السياح الذين يأتون سواء من داخل مصر أو من خارجها، خاصة مع امتلاكها آثار تاريخية رومانية ومملوكية وإسلامية وقبطية وفرغونية.