الرحالة و المسافرون العرب

قالوا عن مصر : آراء الرحالة العالميين عن مصر قديمًا وحديثًا

قالوا عن مصر | الرحلة هي أحد مصادر كتابة التاريخ، وعلى مر العصور كانت مصر جاذبة للرحالة العالميين، لاكتشاف آثارها وعاداتها وتفاصيلها، الذين أُسروا بجمالها بل حتى أن البعض منهم أحبها حبًا جمًا لدرجة أنه قرر البقاء بها والاستقرار فيها، ونقدم لكم آراء الرحالة العالميين عن مصر قديمًا وحديثًا

قالوا عن مصر 

يعتقد البعض أن اهتمام الرحالين العالميين بمركز حضارة العالم، بدأ بعد مجيء الحملة الفرنسيية، إلا أن ذلك ليس صحيحًا على الإطلاق، فقد بدأ الاهتمام بمصر قبل ذلك بكثير، فدائمًا ما كان الغرب مولعين بزيارة مصر، واكتشاف حضارتها العظيمة.

آراء عن مصر في بداية زيارة الرحالة العالميين لها

عند قراءة كلمة رحالة، أول ما يتبادر إلى الذهن هو ابن بطوطة، فهو أشهر الرحالة العالميين، والذي لا زالت كتاباته هي المصدر الأول والأساسي لمختلف الدول، بل وهناك بعض الجامعات العالمية، التي تتخذ كتاباته كمنهجًا دراسيًا، وعندما زار مصر كتب كتابه الشهير “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار”.

وجاب خلال رحلته المصرية : القاهرة، الإسكندرية، ودمنهور، ودمياط، وسمنود، وصعيد مصر، وقدم عن كل مدينة ذكرى أو شيء بقى في وجدانه، ومن أجمل الاقتباسات الشهيرة التي كتبها عنها: “وصلنا إلى الإسكندرية، حرسها الله، وهي الثغر المحروس، والقطر المأنوس، والعجيبة الشأن، الأصيلة البنيان، بها ما شئت من تحصين وتحسين، ومآثر دنيا ودين، كرمت مغانيها، ولطفت معانيها، فهي الفريدة في سناها”.

آراء الرحالة العالميين عن مصر قديمًا وحديثًا
آراء الرحالة العالميين عن مصر قديمًا وحديثًا

أما عن الرحالة العالميين الغربيين، فتعود أولى كتابات الرحالة الغربيين إلى مصر، للقرن 13، وكانت أغلب هذه المدونات لرجال دين، رافقوا الحملات الصليبية، وأشهرها كتابات “فيليكس فابري”، قس سويسري نشأ في مدينة بازل السويسرية.

وتعتبر بدايات الرحلات الأولى العالمية الفعلية الغربية ألى مصر في القرن السادس عشر، ومنها رحلة جان تينو، حيث كان ذلك قبل وقوعها بيد الدولة العثمانية، وأسرت مصر قلبه، فكتب عن الشرق الأوسط كتابًا مخصصًا الفصول الأخيرة منه لسيناء، والقاهرة، والأماكن المقدسة، ومنذ صدور كتاب الزائر الفرنسي، توالت الرحلات الغربية إلى مصر، وتحديدًا من قبِل الرحالة الفرنسيين.

أحد هؤلاء الرحالة، هو كلود ايتيان سافاري، الذي زار مصر بعام 1777، ومن شدة تعلقه بها، قرر المكوث فيها 3 سنوات، درس خلالهم اللغة العربية، وكتب المؤلفات عن النحو، ودون الملاحظات عن اتصال العرب، والديانات، وبطولات الشعب، ولم يستطع إلا أن يسجل إعجابه بالحضارة الإسلامية، ومصر، وحضارتها.

آراء الرحالة الفرنسيين عن مصر

جاب الفرنسيون مصر على فتراتٍ طويلة من الزمن، عشقوا حضاراتها، ووقعوا في غرام آثارها، وانعكس ذلك على كتاباتهم، فمعظم الرحالة الفرنسيين كانوا من الآدباء والعلماء والفنانيين، وهو ما ساعدهم على توثيق رحلاتهم بشكلٍ منمق.

أحد الآدباء الفرنسيين، هو شاتوا بيلايان، الذي زار مصر في عهد محمد علي، ومن شدة تعلقه بها كتب الكتب في وصف جمالها، وأشاد بطبيعتها الخلابة، وآثارها المُدهشة، وبشعبها الطيب، وعاداته المثيرة.

ووصل عشق مصر لبعض الرحالة الفرنسيين، بأن دفعهم للبقاء بها ومواصلة حياتهم فيها، وتسمية أنفسهم بأسماء عربية، منهم سليمان باشا الفرنساوي، الذي تطبع بطباع الشعب المصري، واستقر بها وكأنه أحد مواطنيها.

وعند ذكر العلماء الفرنسيين لن نستطيع أن نغفل دور العالم الجليل شامبليون، الذي فك رموز حجر رشيد، لعل الجميع يعرف دوره في فك الحجر، ولكن ما قد لا يعرفه البعص هو أن شامبليون جاب كل أرجاء مصر، ومر على جميع آثارها للتأكد من أنه فك الرموز بالطريقة الصحيحة، وأثناء هذه الجولات، أبدى انبهارده بالآثار المصرية.

وعند الانبهار يأتي ذكر “جيرار دي نيرفال”، الفنان الفرنسي، الذي كان بمثابة علامة أساسية لانبهار الغرب بمصر، حيث قام بزياراتها وقضاء 3 أشهر بها، كتب خلالهم عن الفسطاط، وعين شمس، والجيزة، وشبرا.

وتعمق في وصف جلسات المقاهي المصرية، و”نميمة” النساء، والعوالم، ثم رسم اللوحة الشهيرة “رقصة العوالم”، التي تقدم وصفًا تفصيليًا عن طقوس حلقة الرقص المصرية، فانبهر الغرب بما كتبه، وسارعوا بزيارة مصر.

آراء الرحالة العالميين عن مصر قديمًا وحديثًا
آراء الرحالة العالميين عن مصر قديمًا وحديثًا

آراء الرحالة العالميين الإنجليز

بزيارة الرحالة الإنجليز الذين زاروا مصر بتطوير مفهوم الرحالة، حيث قام أحدهم وهو كوك بعمل رحلات نيلية منظمة على ظهور المراكب البخارية، والمراكب الدهبيات، واستمر من بعده ابنه في إقامة هذه الرحلات، والتي كانت بمثابة رحلات ترفيهية وثقافية، تمر بالقرى الصغيرة لاكتشافها.

عادات رمضانية من عيون الرحالة العالميين

شهد العديد من الرحالة العالميين شهر رمضان في مصر، ودونوا الملاحظات عنه، وكتبوا الأبحاث، وأحبوا أجوائه المميزة والفريدة، وفضلوا الإقامة بمصر به، فالعادات الرمضانية التي قام يها المصريون خلال هذةا الشهر، كانت ساحرة لهم.

وكان من أقدم الرحالة الذين شهدوا هذه العادات، هو فليكس غابري، الذي جاء برحلة عام 1483، وقدم دراسة بعنوان رحلة في مصر، وصف بها الفوانيس التي تنتشر في الشوارع خلال هذا الشهر، والتي يحملها الصغار والكبار بألوانها المختلفة، وتحدث عن المسحراتي، كاتبًا: “يمر ليلًا بالشوارع، يدق على الطبلة، وينادي على كل شخصٍ باسمه”.

كما كتب المستشرق الإنجليزي، إدوارد وليام، الذي زار مهد الحضارة وعاش بها بضع سنوات، دراسة بعنوان “عادات المصريين المحدثين وتقاليدهم” وكان ذلك في الفترة من 1833 وحتى عام 1835، قدم بها صورة تفصيلية عن استطلاع الهلال.

كتب واصفًا: “بعد أن يصل اليقين برؤية الهلال إلى محكمة القاضي، ينقسم المحتشدون إلى فرقٍ عديدة، يطوف بعض هذه الفرق المدينة مهللين: يا أتباع افضل خلق الله، صوموا”، وإن لم يستطيعوا رؤية الهلال بتلك الليلة، يصيح منادي: غدًا شعبًا لا صيام”.

ومن الأمور التي أشار إليها ويليم، أنه إذا لم يكن الغد صيام، يقضي المصريون الليلة في الأكل والشراب والتدخين، وتسود أجواء الفرح والمرح، ولكن عندمل يحين وقت الصيام، تتلألأ الجوامع، وتعلق المصابيح على مآذنها وداخلها.

وعندما زار الفرنسي دي فيلامون في القرن السادس عشر، قدم رحلة نُشرت بعنوان “رحلات السير دي فيلامون”، تطرق بها للمواكب الدينية، وحلقات القرآن التي كانت تُقام في رمضان، والزينة التي كانت تُعلق على المساجد والعمارات.

ولعلك تعتقد أن موائد الرحمن شيئًا حديثًا، ألا أنها ترجع للقرن السادس عشر، فقد وصفها فيلامون، قائلًا: يجلس المصريون في فناء مكشوف على الأرض، يتناولون الطعام، ويدعون كل عابري السبيل لمشاركتهم الطعام، وكانوا يفعلون ذلك بصدق وحفاوة”.

ويوضح الفرنسي، جومار، طقوس صوم المسلمين : “ان المسلمين يتسقبلون كل ليلة من ليالي رمضان بالاحتفال، وكل نهار من نهاراته بدروس الورع في الجوامع، أو العمل، أو النوم في أغلب الأحوال، كما أنهم يجتمعون في المساء، ويأكلون ألذ الحلوى”.

ماذا قالوا الرحالة العالميين عن مصر قديمًا وحديثًا

ربما لم يعد مفهوم الرحالة منتشرًا حديثًا، فقد سهلت التكنولوجيا العثور على المعلومات التي يحتاجها المرء قبل السفر، والمزايا والعيوب، وكل ما قد يرغب في معرفته، نعم تغيير مفهوم الرحالة التقليدي، ولكن حل محله الرحالة اليوتيوبر العالميين، الذي يجوبون العالم مصورينه، ثم يقومون بوضع هذه الفيويوهات على اليوتيوب.

آراء الرحالة العالميين عن مصر قديمًا وحديثًا
آراء الرحالة العالميين عن مصر قديمًا وحديثًا

ومن هؤلاء الرحالة اليوتيوبر، جحاجوفيتش، وجحا الأردني، وابن حتوتة، وآنس إسكندر، والذين قاموا بعمل فيديوهات ممتعة عن مهد الحضارة ، والتجارب المختلفة التي قد تحظى بها، مثل ركوب المنطاد، والأكل من عربيات الشوارع، وزيارة معالمها السياحية المختلفة، فبحسب جحاجوفيتش: “مصر من الدول التي تمتلك المقومات السياحية، التي تجعلها من أجمل الدول السياحية”.

اترك تعليقا