تذخر مصر بوجود العديد من الكهوف التى تتميز بطبيعتها الخلابة، وتتزين بنقوش ورسومات تاريخية ترجع لملايين السنين، مما جعلها مقصدًا لمحبي هذا النوع من السياحة. وفيما يلي سنعرض إليك دليل شامل عن سياحة الكهوف في مصر، وأشهر هذه الكهوف.
سياحة الكهوف في مصر
يختلف كل سائح في اهتماماته بسياحة الكهوف، فالبعض يقصدها لأغراض علاجية أو ترفيهية والبعض الآخر لأسباب استكشافية أو تعليمية. فسواء كنت من مفضلي هذا أو ذاك، ستجد كل ما يناسبك في سياحة الكهوف في مصر.
وقد نشأت في مصر سياحة الكهوف في الصحراء الغربية، منذ قديم الزمان. وأصبحت منذ ذلك الوقت من أهم الوجهات السياحية في العالم.
أشهر الكهوف في مصر
ولعلك تتسائل الآن عن أشهر الكهوف في مصر، فتتنوع ما بين كهوف بحرية بمدينة دهب وكهوف تاريخية تتعرف من خلالها عن تاريخ مصر في بعض الحقب الزمنية، وكهوف آثرية تضم رسومات ونقوش للإنسان البدائي، وفيما يلي سنذكر لكم أبرز المعلومات عن أشهر الكهوف في مصر.
كهف البلو هول: تجربة الغطس على عمق 110 مترًا
البول هول بدهب أو الثقب الأزرق كما يطلق عليه البعض، فيمكنك من خلاله ممارسة الغطس على عمق يصل إلى 110 مترًا، تجربة أكثر رعبًا وتحدي لمن يستطع الغوص والخروج ناجيًا. فيسمي بمقبرة الغواصين لكثرة من فقدوا حياتهم به.
فهو عبارة عن مجرى مائي على شكل حفرة يشبه الشارع الصغير وتحيط به الشعاب المرجانية التى تغطيها المياه. ويتصل بهذه الحفرة نفق يربط بالبحر يٌعرف بالقوس. ويقع الكهف على ساحل البحر الأحمر بمدينة دهب. ويبلغ طوله 90 مترًا وعمق يصل إلى 130 مترًا.
فعند النزول إلى الكهف ستجد تشكيلات مرجانية رائعة بأشكالها المروحية وأسماكها الملونة، إضافة إلى العديد من أنواع الأسماك والأحياء المائية التى تتكاثر فيه. مشهدًا يسحرك من جمال طبيعته.
كما تستطيع ركوب الأمواج على طول الشواطئ الرملية الذهبية إضافة إلى الاستجمام بأجواء الكهف الهادئة بعيدًا عن صخب الحياة. ولكن عليك أخذ الاحتياطات اللازمة أثناء ممارسة الغوص، واصطحاب غطاس معك ليرشدك عن أبعد عمق في الحفرة، إضافة إلى وضع مخزون كافيًا من الهواء وأجهزة التنفس.
كهوف الملح والتخلص من طاقتك السلبية
إذا كنت ترغب في الذهاب إلى مكان يتصف بالهدوء، ويساعدك في التخلص من طاقتك السلبية، فعليك بخوض تجربة مثيرة في “كهف الملح” المصنف بكونه كهف علاجي للاستشفاء والتخلص من الطاقة السلبية التى تصحبك دائمًا.
فعند الدخول إليه تجد غرفة مغطاة بأكملها بالملح، لدرجة تجعلك تستنشق أبخرة الملح المليئة بالغرفة، وسط إضاءة خافتة تؤدي إلى رخاء أعصابك وهدوئها، بالإضافة إلى درجة حرارة منخفضة، ثم تجلس على مقعد طبي في جلسة تستمر لمدة 45 دقيقة، وتُغلق جميع الأبواب، ثم بعدها تضع قدميك في الملح مع أخذ بعض حبيباته بين يديك. كل هذا وسط سماع بعض الموسيقي الهادئة أو القرآن الكريم.
فالملح الصخري الموجود بالكهف يحتوي على معادن مثل الصوديوم والكالسيوم واليود وغيره. فيعمل على التخلص من مشكلات الجهاز التنفسي من الربو والحساسية والتهاب الجيوب الأنفية. فإذا كنت تعاني من هذه الأمراض فعليك بالذهاب إلى كهف الملح بمصر للاستشفاء.
كهف روميل بين أشهر الكهوف في مصر
على بعد 2.5 كيلو متر من مدينة مرسى مطروح تجد كهف روميل الذي يقع على جزيرة صغيرة سميت باسم روميل أمام ميناء مرسى مطروح الشرقي. وهو عبارة عن كهف من الصخور المنحوتة يتخذ شكل قوس نصف دائري له مدخل ومخرج يفتحان على البحر، فيعد من أهم الكهوف الطبيعية المحفورة في باطن الجبل، فلا تفوت فرصة زيارته.
وتم تحويل الكهف إلى متحف عام 1977. ويحتوي المتحف على بعض الأسلحة الحربية النادرة، وخريطة للمواقع العسكرية، إضافة إلى المتعلقات الخاصة بالقائد الألماني روميل من خوذته وملابسه ومعطفه.
فإذا كنت تنوي زيارة مرسى مطروح، فعليك بالذهاب إلى كهف روميل الذي يتميز بإطلالته على مناظر رائعة من البحيرات الطبيعية. ويعد من أجمل الشواطئ العامة التي يأتي إليها العديد من السياح والمصريين. فننصحك بزيارة الكهف للتعرف على تاريخ مصر أثناء الحرب العالمية الثانية.
كهوف مصرية للسياحة والتخييم
بدأت في مصر سياحة الكهوف في الصحراء الغربية، والتى أصبحت محط اهتمام السياح من جميع أنحاء العالم وكذلك المصريين، باحثين عن أماكن تصلح للسياحة والتخييم وسط تلك الطبيعة الخلابة. فتتمتع مصر بوجود الكثير من هذه الأماكن التى ستشعر فيها أنك منسجمًا مع الطبيعة، وسوف تخوض تجربة فريدة سترغب في تكرارها عدة مرات، فسوف نذكر لك أشهر الكهوف المصرية للسياحة والتخييم.
كهف الجارة للسياحة والتخييم
يتميز كهف الجارة بتكويناته المبدعة، فأبعاده السحرية ومظهره الذي يشبه شلالات المياه المتجمدة، يجعلك في حيرة من جماله الساحر، الأمر الذي جعل جيرهارد رولفيز مكتشف الكهف عام 1873 يبدأ في تدوين كتاباته وملاحظاته عن الكهف.
وكي تصل إلى داخل الكهف، فعليك بالزحف ويتطلب منك الأمر الإنحناء حيث يتخذ الكهف شكل نفق صغير. وتجد على جدران الكهف عدة علامات تصويرية ورسوم منحوتة لأشكال بشر وحيوانات مثل البقر. وتؤكد لنا هذه الرسوم حياة الإنسان القديم وما كان يمارسه من مهارات مثل الصيد.
فتكمن أهمية الكهف في المعلومات التى نقلتها تلك الرسومات على جدرانه، إضافة إلى مناظره الطبيعية ورماله التى تحتوي على معادن ذو فوائد عديدة. ويقع الكهف في الصحراء الغربية بالقرب من كثبان أبو محرق الرملية. فهو يوجد بين واحة الفرافرة ومحافظة أسيوط بوادي النيل.
كهف وادي سنور: أقدم الكهوف المصرية
عندما تبدأ قدميك تخطو كهف وادي سنور، ستجد سُلم للنزول إلى داخل الكهف ومزود بإنارة تضئ لك ظلمة الكهف تحت الأرض. وترى تكوينات تتخذ أشكالًا جميلة ومتنوعة من الصواعد والهوابط منها الشفاف كالزجاج ومنها الأبيض كالثلج ومنها ما يشبه الشعاب المرجانية التى جعلته من أكثر الأماكن جذبًا للسياح. فتجد فك قرش أمامك أو كف إنسان أو وحش مفترس. فسوف تعش مغامرة أكثر إثارة.
وكي تصل إلى الكهف تحتاج إلى عبور العديد من المدقات والكثبان الرملية لمسافة تصل إلى أكثر من ساعة بالسيارة، ثم بعدها تسير على قدميك لمسافة تصل إلى 30 دقيقة. ويضم الكهف العديد من الأحجار الفريدة بألوانها المتعددة مثل حجر الألباستر الذي يشبه الألماظ.
وكان المصري القديم يستخدمه في نحت التماثيل الحجرية، وصناعة الفازات وأواني الزينة، والعمارة في العصر الأيوسيني، وكذلك يتم استخدامه في صناعة رخام الألباستر أجود أنواع الرخام في العالم. ويقع كهف وادي سنور داخل هضبة يطلق عليها المعاذة، على بعد 70 كيلو مترًا شرق مدينة بني سويف، ويبعد عن القاهرة حوالي 200 كيلو مترًا.
كهف السباحين
ولا تفوت فرصة زيارة كهف السباحين فيعد من أشهر كهوف مصر للسياحة والتخييم. ويتميز الكهف بنقوشه البارعة التى تمتد لأكثر من 10 آلاف سنة. ويحتوى على رسومات رائعة تغطي جدرانه بالكامل لأشخاص يمارسون رياضة السباحة.
ويقع كهف السباحين جنوب غرب الصحراء الغربية بالقرب من الحدود المصرية الليبية. وتم اكتشافه عام 1933 على يد لازلو الماسي. وقد تم تخليده في السينما العالمية من خلال فيلم المريض الإنجليزي.
كهف الوحوش.. أجسام بشرية راقصة وحيوانات بلا رأس
رسومات لأشكال بشرية راقصة وحيوانات غريبة بلا رأس، هذا ما تجده عند زيارتك لكهف الوحوش. فيضم مجموعة من الرسومات الصخرية الملونة باللون الأحمر والأبيض والأسود، إضافة إلى لوحات فنية لحياة إنسان ما قبل التاريخ.
كما يحتوي الكهف على أكثر من 5000 صورة مرسومة بالألوان ومحفورة في الصخور. فهو من أكثر الكهوف إبداعًا الذي يجعلك ترغب في زيارته مرات عديدة. ويقع الكهف في وادي صورة بهضبة الجلف الكبير قرب الحدود الجنوبية الغربية لمصر مع ليبيا والسودان. وعلى بعد عشرات الكيلو مترات من كهف السباحين.
وتم اكتشافه عام 2002، على يد الألمان رودولف كوبر وإريك بوتنر وهايكو ريمر. وأُطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى الرسومات التى يحتويها.