الرحالة و المسافرون العرب

رمضان في فرنسا .. كيف تغيرت الطقوس بوجود فيرس كورونا

صحيح أنك لن تسيقظ لتناول السحور على صوت دقات طبول المسحراتي، ولن تستطيع سماع مدفع الإفطار خلال شهر رمضان في فرنسا إلا أنك ستجد العديد من التقاليد العربية، التي تحرص الجالية العربية على إقامتها طوال أيام هذا الشهر الكريم.

رمضان في فرنسا

كغيرهم من العرب الموجودين في مختلف الدول العربية، يحرص المسلمون المقيمون في فرنسا على تنظيف شققهم وتزيينها استقبالًا لهذا الشهر الفضيل.

وتبدأ استعداداتهم له قبل أيام من موعده، وتتجلى هذه الاستعدادات في شراء كافة مستلزمات الإفطار من الأسواق الفرنسية.

بالإضافة إلى تنظيف الشقة وتزيينها وإعدادها لاستقبال هذا الشهير الكريم المبارك بأجمل الزينات.

وطهي ألذ وأشهى المأكولات، وآداء صلاة التراويح، لحرصهم على الشعور بروحانيات هذا الشهر الكريم المميزة.

عادات العرب في فرنسا خلال شهر رمضان

رمضان في فرنسا
رمضان في فرنسا

كان العرب معتادين على القيام ببعض الطقوس أثناء شهر رمضان تتمثل في الاجتماع وتناول الإفطار وتبادل الزيارات.

فهم كغيرهم من المسلمين يحرصون على تناول الإفطار بشكلٍ جماعي خلال شهر رمضان المبارك.

وعمل موائد إفطار جماعية يستطيع كل من يرغب في تناول الطعام الجلوس عليها والأكل منها.
كما يحرصون على تبادل الزيارات وتحسين العلاقات وتوطيد صلة الرحم، والتوجه إلى المساجد لآداء صلاة التراويح.
ولكن نظرًا لوجود فيرس كورونا والتشديدات التي تقوم بها السلطات الفرنسية، تغيرت العادات العربية خلال هذا الشهر.

إفطار رمضان في فرنسا

لعلك تنتظر أن تطلّع على وجبات غريبة عجيبة يعدها العرب المقيمون في فرنسا على موائد إفطارهم.

إلا أن هذا غير صحيح بالمرة، لا يمكننا أن نخبرك بوجبات فرنسية أو وجبة واحدة بعينة أو حتى عدة وجبات، ونثبتها على مائدة إفطار عرب فرنسا.

رمضان في فرنسا
رمضان في فرنسا

فوفقًا لجنسية كل جالية من الجاليات العربية تجد طعام شهي لذيذ، كانوا معتدين على طهيه في بلدانهم.
يعني تقوم الأسرة التونسية بإعداد وجبات تونسية شهية، وتقوم الأسر المغربية بطهي ألذ الوجبات المغربية، وهكذا.
تقوم كل أسرة بطهي الطعام الذي تشتهر به دولتها، وتنوع في طعام بلدها طوال أيام الشهر الكريم.

وعلى الرغم من اختلاف الطعام وموائد الإفطار، إلا أن هناك طقوس مشتركة.

وهي بدء الإفطار بتناول التمور وشرب الحليب، وصنع مائدة تحتوي على كل ما لذ وطاب.

فالكثير من العرب الموجودين بفرنسا يحبون أن يبدأ الإفطار بتناول تمر ولبن سنة عن رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام.
كما يحبون أن تكون المائدة مليئة بالطعام الشهي والمأكولات الطيبة وبمختلف أنواع المشروبات والعصائر، مثل ما سرت عليه العادة في الموائد العربية.

كيف تأثرت عادات العرب بجائحة كورونا؟

وإذا كنتم تتسائلون عما طرأ من تغيير على الطقوس العربية الفرنسية أثناء شهر رمضان، فإليكم أهم التغييرات.
لم يعد في مقدور العرب الاجتماع مع كل من يحبونهم لتناول الإفطار أو السحور بصورة جماعية مكونة من كل الأهل والأصدقاء.
فقد أصدرت السلطات الفرنسية تشديدات وتحذيرات، تنص على ألا يجتمع أكثر من ستة أشخاص في مكانٍ واحد.
وبالتأكيد إن هذا العدد يعني الاستغناء عن الاجتماع مع كل الأقارب والأصدقاء في فرنسا، وفقدان لذة من لذات شهر رمضان.
كما فقدوا لذة أخرى هامة وهي متعة صلاة التراويح والجلوس في المساجد وإقامة موائد إفطار جماعية.
فقد شددت الهيئات الفرنسية المختصة بمنع كل هذه الطقوس، والاكتفاء بصنع وجبات وتوزيعها على المحتاجين دون أي تجمعات.

طقوس العرب بكورونا في فرنسا

رمضان في فرنسا
رمضان في فرنسا

رمضان شهر البهجة والسعادة لدى العرب أيًا كانت دولة إقامتهم أو المكان المتواجدين به، أو الظروف المحيطة بهم، والتي يمرون بها.
لذا لم تقف الجاليات العرب المتواجدة في فرنسا مكتوفة عند التشديدات والإجراءات التي فرضتها السلطات الفرنسية.
فقد عثروا على حلولٍ عديدة ومبتكرة، فعلى سبيل المثال لجأوا إلى الإفطار الجماعي عبر شبكة الإنترنت ضمن مبادرة أطلقتها واحدة من العرب المقيمين هناك.

تعتمد هذه المبادة على الاتصال ببعضهم البعض سويًا خلال وقت الإفطار، ليكون بمثابة إفطار جماعي حضره كل الأهل والأصدقاء.

وعندما لم يستطعوا الخروج لآداء صلاة التراويح في المساجد قاموا بعمل أجواء روحانية داخل المنزل، تشعرهم وكأنهم موجودون بالمسجد.

فقد خصصوا أركانًا للصلاة، يجتمع بها أفراد الأسرة الواحدة أو الأصدقاء المقيمين سويًا ويؤدون الصلاة سويًا فيها.

ولأن رمضان في البلاد العربية يبقى ذا طعمًا خاصًا، فقد حاولوا استحضار ما له من لذة في البلاد العربية داخل بيوتهم في فرنسا.

فعلى سبيل المثال يحرصون على وضع البخور في المنزل، وإعداد الطعام العربي.

والاجتماع بالقدر الذي يستطيعون القيام به، ليشعرون أنهم داخل بيوتهم العربية.

اترك تعليقا