يعتبر شهر رمضان من أهم الشهور الإسلامية، والذي يكون له نكهة مميزة، وطابع خاص عند المسلمين من جميع أنحاء العالم، فكل دولة تحتفل به على طريقتها، وتستقبله بأسلوبها الخاص والفريد، ويعد رمضان في اليمن له نكهة أخرى، وتشتهر اليمن بموائدها الرمضانية التي تمتليء بأصناف متعددة من الطعام، فتبدأ سيدات اليمن اليوم بالتوجه إلى المطبخ وتحضير أصناف طعام مختلفة، وينتشر الباعة المتجولين في الشوارع بالمشروبات الرمضانية، وأيضًا بالخضروات والفواكة والحلويات وغيرهم، وفي السطور القادمة سنقدم لكم لمحة عن العادات الرمضانية في اليمن.
رمضان في اليمن
إذا ذهبت إلى اليمن في شهر رمضان الكريم يمكنك أن تجد حالة من السكون في الساعات الأولى من الصباح، وبداية من الساعة العاشرة صباحًا تجد الحركة تنتشر في ارجاء الدولة، ويذهب المواطنين إلى أعمالهم، وتبدأ السيدات بالتحضير لطعام الفطار.
وتتميز اليمن بكثرة الأمسيات الرمضانية، والتي تُقام في مجالس القات، وهي تضم مجموعة من المثقفين، والأدباء والسياسين وغيرهم، من بعد صلاة التراويح حتى الليل، ويتم فيها مناقشة العديد من الموضوعات، بالإضافة إلى إلقاء الشعر وغيره.
كما تكثر حلقات الذكر في المساجد، ويتجه اليمنين إلى المساجد لاداء فريضة الصلاة والتقرب إلى الله بالطاعات وقراءة القران، ويتم إقامة الكثير من الندوات الدينية التي تعرف المسلمين أكثر عن الدين الإسلامي، وعن صفات الله عز وجل.
الأمسيات الرمضانية للنساء
تكون الأمسيات الرمضانية من خلال تجمع السيدات مع بعضهم البعض ومناقشة إحدى الموضوعات السياسية أو الاقتصادية، أو الثقافية وتبدأ من بعد صلاة التراويح، وتذهب بعض السيدات إلى مجالس القات الخاصة بالسيدات، وتفضل الكثير من السيدات في قضاء السهرات الرمضانية أمام التلفزيون، ومشاهدة المسلسلات، وأيضًا زيارة الأهل والأقارب والاستمتاع بالوقت معهم.
مظاهر الاحتفال برمضان في اليمن
يستقبل اليمنيون رمضان من خلال تنظيف المنازل، وتزيينها، وأيضًا تنظيف الأحياء، وتضفي على أهل اليمن أجواء إيمانية ترحيبًا بهذا الشهر الكريم، وترتبط نظافة البيوت عند اليمنيين أيضًا بسلوك وهو من الإيمان، وتتزين المنازل بالمصابيح والزينة الورقية وغيرها، وتعليق العبارات الترحيبية لاستقبال شهر رمضان.
ويتجول الأطفال في الشوارع في آخر أيام شهر شعبان بالأهازيج مرددين الأناشيد الترحيبية بشهر رمضان الكريم مما ينشر البهجة والسرور بين الأهالي.
وتعتبر العادة الرئيسية التي يتبعها المسلمون في اليمن وغيرها من البلاد الإسلامية هي عادة التسوق، والتي تكون من خلال ذهاب المسلمين إلى الأسواق، وشراء ما يحتاجون إليه من مواد غذائية لتحضير أصناف متعددة من الطعام، وأيضًا شراء الأدوات المنزلية؛ لذلك يقوم التجار بتعليق الزينة على واجهات المحلات التجارية.
تُقام الكثير من حلقات الذكر والموالد والتواشيح الدينية في الأيام الأخيرة من شهر شعبان، ويقوم الفلاحين بتزيين المساجد، وشراء أثاث جديد له، بالإضافة إلى زراعة أنواع متعددة من الخضروات والتي تكون ضرورية على مائدة رمضان.
طقوس رمضانية في طريقها للاندثار
هناك بعض الطقوس الرمضانية التي كان تنتشر في اليمن بشكل كبير، ولكنها بدأت بالاختفاء بمرور الأيام، ومنها إطلاق مدفع الإفطار والصيام، والذي كان يفطر ويصوم عليه اليمنيين، بالإضافة إلى المسحراتي التي كانت تتمثل مهمته في إيقاظ اليمنيين من أجل تناول السحور.
بنت الصحن حلوى رمضانية يمنية
تعد حلوى بنت الصحن من أهم الحلويات الرمضانية التي يكثر تناولها في الشهر المبارك، وهي تتكون من فطير بالسمن والعسل، ويتم تزيينها بالحبة السوداء، ولا تخلو الموائد الرمضانية في اليمن من الشفوت وهي تصنع من رقائق الخبز، والشربة وهي تُصنع من القمح المجروش والحليب، كما توجد أصناف أخرى شهيرة مثل الكبسة والعصيدة، والسوسي.
رمضان في اليمن والخير
تكثر الأعمال الخيرية في رمضان، فهو شهر الرحمة والمغفرة، ويتنافس اليمنيون على اطعام الفقراء، والمساكين، وتقديم يد العون لهم، كما أن الجميع ينحي خلافتهم في هذا الشهر الكريم تقديرًا له ويجتمعون لتناول الطعام ومساعدة بعضهم البعض.
وداع رمضان واستقبال العيد
يحزن اليمنيون لذهاب هذا الشهر الكريم، ولديهم اعتقاد بأن رمضان ليلة واحدة، ويأتي عيد الفطر في الليلة التالية، وذلك دليل على سرعة مرور هذا الشهر، ومن ثم يبدئوا في التجهيز لعيد الفطر من خلال شراء الملابس الجديدة لأطفالهم، وتقوم السيدات بإعداد حلوى العيد؛ لتقديمها للأصدقاء والأقارب عند زيارتهم لها؛ حيث تزداد الزيارات العائلية أيضًا في العيد ويتم تقديم الهدايا، وتبدأ المناسبات الاجتماعية والحفلات في الظهور بعد اختفائها في شهر رمضان.