رمضان في الهند : الغنجي على الإفطار والمرطبات بعد التراويح

رمضان في الهند له أجواء خاصة مصدرها المسلمون المقيمون هناك، فأكثر من 10% من سكان الهند مسلمون، وهو ما يجعل بقاء هذا الشهر الكريم بها هو تجربة لها متعة وبهجة مختلفة، وعادات وتقاليد مميزة، وطقوس جميلة، على الرغم من اختلاف بعض العادات عن العادات العربية إلا أن فرحة الاستعداد بهذا الشهر الكريم تظل واحدة.

رمضان في الهند

مثل جميع المسلمين الموجودين في مختلف الدول العربية والأجنبية، لا يمكن أن يمر هذا الشهر الكريم مرور الكرام.

حيث يقوم الجميع باستعدادات خاصة لهذا الشهر، ويخصصون بعض الطقوس والعادات والتقاليد له دون عن غيره من الشهور.

طقوس إفطار رمضان في الهند

تتمثل أبرز طقوس الهند في هذا الشهر الكريم في تجمع جميع سكان الحي الواحد في مسجد الحي لتناول الإفطار سويًا.

وهي لحظة جميلة ومميزة، حيث تمتلئ الشوارع قبيل وقت الإفطار بالأشخاص الحاملين أطبقة الطعام والفواكه والخضار.

فكل شخص يحضر ما يستطيع أن يوفره من طعام وشراب، ويضعون هذه المأكولات على مائدة واحدة، ويتناولون منها سويًا جميعًا.

كما تقوم بعض الأحياء بالاكتفاء بتناول وجبة أولى خفيفة مكونة من الخضروات والمشوربات.

وبعد أن ينتهوا من أداء صلاة التراويح يعودون لتناول الوجبة الرئيسية.

وجبات الإفطار الهندية

مسلمو الهند غيرهم كمسلمي العالم العربي والغربي، يعدون ألذ وأشهى وأطيب المأكولات والمشروبات للإفطار.

ومن أشهر الأكلات التي يحرص الهنود على إعدادها هي أكلة الفنجي، وهي عبارة عن شوربة مع دقيق الأرز واللحم والتوابل.

وعلى الرغم من بساطة هذه الأكلة إلا أن لها مكانة خاصة في قلوب الهنود، فهم يعتقدون أنها تمنح الصائمين القوى لتحمل ساعات الصيام الطويلة.

ويحرصون أيضًا على وضع اللحوم والشاورما والبطاطس والكباب على موائدهم الرمضانية، فهي تتزين بمأكولات طيبة ومشروبات لذيذة.

ومن المشروبات التي ستجدونها بشكلٍ أساسي على المائدة الهندية يفطر عليها الصائمين هو شراب الهرير.

وهو مشروب مكون من مزيج اللوز والسكر والحليب، وستجدون بجانبه مجموعة من المشروبات الأخرى كالتمر والعنب والبرتقال.

وبالإضافة إلى المأكولات والمشوربات المتنوعة، فلا يمكن أن تخلو المائدة الهندية من الحلوى والفواكه، حيث يتفنن الصائمون بوضع مختلف أنواع الفواكه والحلوى.

أماكن شهيرة لتناول إفطار رمضان قي الهند

وصحيح أن أبناء الحي الواحد يجتمعون في مسجده لتناول الإفطار سويًا، إلا أن هناك بعض الأماكن التي يكثر زيارتها لتناول الإفطار بها، ومن هذه الأماكن:

طريق محمد علي بمومباي، وشارع محمد علي الذي يقع بالقرب من محطة المساجد في بومباي.

تعتبر الأماكن السابقة من الأماكن الأكثر شهرة لتناول الإفطار، والتي تعج بالصائمين المجتمعين لتناول الإفطار.

وهناك بعض المساجد والشوارع الأخرى الشهيرة، التي قد لا تجد بها موضع قدم من كثرة الصائمين، وهذه المساجد هي:

• مسجد جاما بنيودلهي، الذي يتزين بالأضواء ومظاهر البهجة وضجيج الصائمين المجتمعين سويًا.
• شارع نظام حيدر أباد: تناول الطعام في هذا الشارع والتوجه لزيارته هو طقس أساسي من طقوس المسلمين الهنديين.
• شارع زكريا: يقدم هذا الشارع مأكولات مشوية، ويستطيع المسلمين به أن يتمتعوا بأجواء مختلفة.
  والمميز أن الأطعمة تختلف من حي لحي ومن مسجد لمسجد إلا أن جميع المحتاجين يمكنهم الجلوس لتناول الإفطار عليها.

اليوم الرمضاني في الهند

وبخلاف الإفطار والطعام، تستطيع أن تعرف حلول هذا الشهر الفضيل في الهند، حيث ينعكس هذا على الشوارع والمساجد والتليفزيون.

فجميع البرامج التي يتم تقديمها في هذا الشهر للمسلمين تكون برامج بها محتوى ديني، سواء الخطب أو مناقشات إسلامية.

كما يتم إقامة مسابقات علمية وندوات ثقافية بين المواطنين كفعاليات رمضانية مخصصة لهذا الشهر الكريم

.
ويحرص الكثيرون على إقامة الصلاة في المساجد وآدائها بها، لذا تجد الشوارع تعج بالمصلين والمسلمين، وبعد انتهاء الصلاة تكثر الزيارات العائلية.

طقوس رمضانية في الهند

يمارس الهنود مجموعة من الطقوس المختلفة، ومن أبرز هذه الطقوس التي يتم ممارستها، الطقوس التالية:

1. الزيارات الأسرية: فالمسلمون في الهند يحرصون على زيارة بعضهم البعض خلال أيام هذا الشهر الكريم.
2. إغلاق المطاعم في نهار رمضان: فأصحاب المطاعم المسلمون يقومون بإغلاق مطاعهم خلال فترات النهار لهذا الشهر الفضيل.
3. الحرص على أداء صلاة التراويح: صحيح أن هناك اختلاف بين الهنود في عدد ركعات صلاة التراويح وكيفية أدائها، إلا أن هذا الاختلاف لا ينفي حرصهم على أدائها وفقًا للطريقة التي يفضلونها.
4. الصلاة غالبًا قاصرة على الرجال: ففي أغلب مناطق الهند تكون الصلاة قاصرة على الرجال، أما النساء فيؤدون صلاتهم في المنازل.

جمعة الوداع للشهر الفضيل

يطلق الهنود على الجمعة الآخيرة من شهر رمضان جمعة الوداع، وهي تعتبر مناسبة عظيمة وكبيرة لديهم.

حيث تشهد المساجد حشودُا من المصلين، ويتم غسل الشوارع والساحات في الخميس الذي يسبق هذه الجمعة، وذلك لأداء الصلاة بها إذا لم تكفي مساحات المساجد.

ويقوم الهنود بمنع الأشخاص من المرور في هذه الشوارع والساحات التي غسلوها، وذلك لحين انتهاء أداء صلاة الجمعة في اليوم التالي.