الرحالة و المسافرون العرب

رمضان في العراق : طقوس الإفطار العراقي وصفات المائدة

رمضان بأي دولة له بريق خاص ومتعة لا تُضاهى، ويزداد هذا البريق في العراق بتقاليدهم المميزة وعاداتهم الجميلة، فتتكون لوحة ساحرة مليئة بالروحانيات وحب الخير، رمضان في العراق شهر لا يُنسى.

رمضان في العراق

يستقبل العراقيون شهر رمضان المبارك بعادات وتقاليد متنوعة مستأصلة ورثوها عن آبائهم وجدودهم.

ويتخلل هذه العادات والتقاليد بعض الثقافات الجديدة، والطقوس المختلفة، فتجد التاريخ والحداثة مجتمعين في آنٍ واحد.
وعلى الرغم من الصعوبات التي مرت بها دولة العراق، ألا أن شعبها متمسك بعاداته وتقاليده المرتبطة بالشهر الفضيل.

مظاهر استقبال رمضان في العراق

يستقبل العراقيون الشهر المبارك بالفرح والسرور، فتجد البهجة تعم البيوت، والزينة والأضواء تملئ الشوارع.
وتبدأ أولى طقوسهم في هذا الشهر الكريم بالخروج إلى التسوق وابتضاع مستلزمات شهر رمضان المبارك.
حيث يحرص جميع العراقيين على التسوق، ويتجلى ذلك واضحًا في زيادة الحركة والازدحام في الأسواق العراقية الرئيسية.
وواحد من أشهر الأسواق الشهيرة في دولة العراق هو سوق الشورجه، فهو يضم كل ما يحتاجه المنزل العراقي في رمضان.
يبتاع منه العراقيون البهارات، والخضار، واللحوم، والحلويات، وكل ما يحتاجونه من أجل إعداد مائدة عراقية لذيذة.

طقوس الإفطار العراقي

يحرص العراقيون على الإفطار بشكلٍ جماعي، وإقامة جلسات إفطار تضم كافة أفراد الأسرة أو العائلة بأكملها.
وواحدة من العادات الجميلة التي يمارسها العراقيون منذ وقتٍ طويل، هي عادة تبادل أصناف الطعام بين الأهل والجيران.
تجد العراقيون حريصون على طهي ألذ المأكولات، وتبادل هذه المأكولات بين أفراد الأسرة أو مع الجيران.
ولا يشترط إرسال الكثير من الكميات لممارسة هذه العادة الجميلة، فيكفيهم تبادل طبق صغير من أي وجبة قاموا بإعدادها.

المائدة العراقية في رمضان

رمضان في العراق
رمضان في العراق

من المعروف أن الوجبات العراقية وجبات تحتاج إلى وقتٍ طويل للنضج، فهي تحتوي على مكونات كثيرة كاللحوم والحبوب.
وعلى الرغم من هذا الوقت الطويل، ألا أن العراقيين يتفنون في طهي ألذ وأشهى المأكولات، وتنويع الوجبات طوال أيام الشهر الكريم.
فيحرصون على إعداد مائدة مختلفة عن مائدة اليوم السابق.

ومن أشهر الأكلات العراقية التي يقومون بإعدادها هي الدولمة، وأيضًا المسكوف العراقي.

وبخلاف الوجبات الشهيرة، يضعون على المائدة “الشوربة”، والسلطات، والتمر، واللبن، والعصائر، و”المخلل”.

فتكون المائدة الرمضانية العراقية مليئة بكل ما لذ وطاب، وبأشهى المأكولات والوجبات، وألذ العصائر والمشروبات.

رمضان في العراق .. وطقوس بعد الإفطار

بعد تناول وجبة الإفطار، يميل العراقيون إلى قضاء وقتهم في الشعائر الدينية، كجلسات الأحاديث، وقراءة القرآن.
فيما يميل البعض الآخر إلى قضاء الوقت مع الأهل والأصحاب في التسلية وشرب الشاي والتسامر، وممارسة الألعاب.
وواحدة من أشهر الألعاب العراقية، والتي تعتبر بمثابة رمز تراثي هي لعبة المحبيس، والتي تعتمد على التنافس بين فريقين من أجل إيجاد خاتم محبس.
ومن طقوس هذه اللعبة أن الفريق الخاسر بها، يقوم بدفع ثمن الحلوى العراقية كالزلابية أو البقلاوة.

الشارع العراقي في رمضان

رمضان في العراق
رمضان في العراق

أثناء التجول في الشارع العراقي بهذا الشهر الكريم، تستطيع سماع صوت الباعة، ولهو الأطفال بالأزقة والحارات.
تستطيع أيضًا سماع صوت تلاوة عذبة لأجمل آيات القرآن الكريم التي تؤسر القلوب عن طريق مآذن المساجد ومنابرها .
وقبل وقت السحور، يمكنك سماع صوت المسحراتي أو صوت “أبو دمام” كما يطلق عليه العراقيون.

يقوم أبو دمام بدق الطبول لإيقاظ الصائمين من أجل تناول وجبة السحور.

عادات دولة العراق في رمضان

العادات العراقية في شهر رمضان الكريم متنوعة ومميزة، وجميعها عادات تعتمد على التجمعات، ومن أبرز هذه العادات التالي:

1. عادة زيارة الأهل والأقارب

هي أشهر العادات الرمضانية العراقية، حيث يحرص العراقيون على تبادل الزيارات العائلية وتوطيد صلة الرحم خلال أغلب أوقات شهر رمضان الكريم، وتبدأ هذه الزيارات من وقت الإفطار.

فتحرص الكثير من العائلات العراقية على تناول وجبة الإفطار سويًا، وتستمر بعض هذه الزيارات حتى وقت السحور.
حيث تجتمع بعض العائلات في أوقات السحور ويتناولون هذه الوجبة سويًا، فيقضون طوال اليوم بشكلٍ عائلي جميل.

2. عادة تبادل الطعام والمشروبات

تعتبر عادة تبادل الطعام والمشروبات أيضًا واحدة من العادات العراقية لتي تزداد مع مرور الوقت ولا تندثر، فهي عادة مميزة.
تقوم على تبادل بعض من مأكولات أو مشروبات الإفطار بين الجيران والأقارب المقيمين في وحدة سكانية واحدة من أجل تعزيز روح المشاركة.
وهي عادة ليست قاصرة على شهر رمضان الفضيل، بل هي عادة يحرص العراقيون على ممارستها أغلب أوقات السنة.

3. عادة لعب المحبيس

رمضان في العراق
رمضان في العراق

ولا يمكن ذكر عادات العراقيين دون ذكر لعبة المحبيس، فهي اللعبة الأشهر في التجمعات العراقية، والتي تعتمد على وجود فريقين.
يقوم الفريقين بالبحث على خاتم محبس، ومن قواعدها أن يقوم الفريق الخاسر بشراء واحدة من الحلوى العراقية.
وهي لعبة تُقام لها المسابقات ويشترك بها عدد كبير جدًا من العراقيين، الذين يحبوها ويجدون في ممارستها لعبة ولذة ومتعة.

اترك تعليقا