الرحالة و المسافرون العرب

رمضان في الاردن: كيف أثر فيروس كورونا على عادات رمضان

رمضان في الاردن | خيام ينصبها أهالي الأردن في الأحياء الشعبية، ورقع طبال في آواخر الليل يطرقها المسحراتي من أجل التذكير بالسحور، وفي ليالي الشتاء يعلو صوت المآذن حتى يذكر الصائمين بتناول السحور، وصفوف مكتظة في الأسواق حتى يتمكن الأردنيين من شراء احتياجاتهم الشهرية، وتستطيع أن تجد المساجد ممتلئة بالرجال والنساء على حد سواء يتنافسون على طاعة الله، وبعد الانتهاء تجد الشوارع مزدحمة من أجل الاستمتاع بالأجواء الرمضانية المميزة.

هكذا هو الحال في الأردن في أيام شهر رمضان الكريم، فكانت هذه الصورة هي التي تحدث على مدار السنوات الماضية في رمضان في الاردن قبل ظهور وباء كورونا الذي قضى على هذه الروح داخل الأردن وأيضًا في جميع الدول.

رمضان في الاردن
رمضان في الاردن

طقوس رمضان في الاردن

بمجرد حلول شهر الخير في الأردن يقوم مواطني الدول بالعديد من المظاهر الدينية والاجتماعية لاستقبال هذا الشهر الكريم، والتي تبدأ أولها بنصب الخيام الرمضانية في الأحياء الشعبية حتى تكون مكانًا للجلسات الرمضانية والتسامر بين سكان الحي، كما تجد الأسواق شديدة الازدحام، وذلك لقيام المواطنين بشراء السلع الغذائية التي يحتاجون إليها طوال الشهر الكريم من تمر، وحلويات، وبقوليات وأرز، وغيرهم.

ولا تتوقف الزيارات بين الأهل والأقارب والعزومات على الفطار والسحور، كما تجد الكثير من تبادل الأطعمة بين الجيران طوال الشهر الكريم، وبمجرد سماع الآذان تجد الجميع يتناول الفطور بعد التسمية وحمد الله، ومن ثم يتجهوا إلى المساجد لاداء صلاة التراويح.

وبعد الانتهاء من الصلاة تكثر الشوارع بالمواطنين الذي يذهبوا إلى الاستمتاع بليالي رمضان المميزة، ويسيروا في شوارع الأردن قبل التوجه إلى المنازل والاستعداد لتحضير السحور.

اختيار مسحراتي رمضان في الاردن

كان يتم اختيار المسحراتي قديمًا من قبل أئمة المساجد وشيوخ الحارات، وكانت هذه المهنة تورث من الآباء، وتجد أغلب المسحراتية اليوم وارثين لهذه المهنة، وكان يتم استخدام الفناجين المصنوعة من النحاس، وطرقها ببعضها البعض حتى تصدر رنينًا عاليًا يعمل على تنبيه النائمين، بالإضافة إلى استخدام بعض العبارات مثل يا نايم وحد الدايم .. تسحروا .. تسحروا .. فإن في السحور بركة.

ومن ثم تم استبدال الفناجين بالطبول وذلك لأن لها رقع أعلى في الصوت، ويصل صوتها إلى أماكن بعيدة، وأحيانًا يستخدم المسحراتي مكبر الصوت من أجل المناداة على الأشخاص باسمائهم.

مظاهر توديع رمضان في الاردن

تستمر جميع المظاهر السابقة طوال شهر رمضان، وباقتراب الأيام الأخيرة من انتهاء هذا الشهر الكريم يستعد المواطنين لاستقبال ليلة القدر وإحيائها في المساجد، ويشعر الكثير بالتوحش لذهاب هذا الشهر، ويرددوا قائلين لا أوحش الله منك يا رمضان يا شهر الكرم والإحسان يا شهر الخير والغفران.

وتسمى الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر رمضان بليالي الجبر؛ حيث يسود الاعتقاد بأنها أيام جبر الفقراء، والمحتاجين واليتامى، ويتم فيها إخراج زكاة الفطر.

استقبال عيد الفطر

يجمع المواطنين في الليالي الأخيرة لشهر رمضان بين العبادة وبين الاستعداد لعيد الفطر المبارك، وتستعد السيدات بتنظيف البيوت، وتحضير أنواع عديدة من الحلويات والأطعمة، وفي أول أيام عيد الفطر يتبادل الأهالي والأقارب الزيارات، ويقدم لها الحلويات، والقهوة السادة، ويذهب البعض إلى زيارة المقابر.

أما بالنسبة لاستقبال أول يوم العيد في الريف الأردني، فيقوم الريفيون باداء صلاة العيد، ومن ثم تناول الفطار في الديوان أو ما يسمى بالبيت الكبير، ويحتوي الفطار على وجبة المنسف، وهو عبارة عن أرز ودجاج أو أرز ولحم الغنائم واللبن، والحلويات تسمى بالزاجيات وهي عبارة عن طحين وعسل أبيض.

ويستقبل الأطفال العيد بالأناشيد ويصطحب الأهالي الأطفال إلى الحدائق، والمتنزهات ومدن الألعاب حتى يقضوا وقت رائع.

عادات رمضان في الأردن
عادات رمضان في الأردن

أثر فيروس كورونا على شهر رمضان

لاشك أن فيروس كورونا كان له تأثيرًا كبيرًا على جميع دول العالم في الحياة الطبيعية، وخاصة في شهر رمضان، فقد أدى إلى القضاء على روائع الشهر الكريم ومظاهر الاحتفال به، والعادات والتقاليد التي كان يقوم الأردنيون باتباعها، بما فيها صلة الأرحام، والتجمعات العائلية، والنشاطات الاجتماعية، والتجمع في الخيام وغيرها.

كما أن حظر التجوال الذي تم فرضه على البلاد أدى إلى عدم سهر المواطنين إلى الخارج، كما أنه قضى على الزيارات العائلية خوفًا من انتشار العدوى بين الأفراد.

وكان الأثر الكبير له والذي كان له وطأة في نفوس الأردنيين والمسلمين بشكل عام هو إغلاق المساجد، ومنع الصلاة الجماعية فيها، حتى تم السماح بها بحدود وببروتوكول معين.

وقضى الفيروس على الولائم الرمضانية التي كانت تقام مع أهالي المنطقة والعائلات، والتي رآها الناس أنها تفسد شهر رمضان الكريم بعاداته وتقاليده المميزة، والقضاء على روحانيات رمضان.

اترك تعليقا