الرحالة و المسافرون العرب

رحلتي الى ايران : كيف تبدو السياحة في طهران

رحلتي الى ايران | الرحالة | رحلة- منار سالم:

طهران، أو تهران، كما يكتبها أهل البلد وتوجد على اللافته الموجودة أثناء خروجك من المطار، في الطريق ترى الجبال التي يظهر على قمتها الثلوج، والتي تكون مغطاه بالكامل في الشتاء بهذا الثلج، الشوارع نظيفة بالكاد لو رأيت شيئا ربما سقط بالصدفة.

الفندق الذي توجهنا له خلال رحلتي الى ايران فندق فخم، في الردهة صورة فتاة مصرية ترفع علامة النصر، تلك الصورة ضمن صور حازت شهرة عقب ثورة 25 يناير، هذا ما رأيته خلال مشاركتي في مؤتمر المرأة الذي عقد في إيران وذهبت لحضوره عام 2012، وكانت تشارك فيه سيدات من بلدان مختلفة عربية وأجنبية، طبعا بلدان إسلامية أو بها كثير من المسلمين منها ماليزيا، وكانت الأتوبيسات التي تقلنا منقسمة إلى من يتحدث بالعربية، وأتوبيسات أخرى لمن يتكلم الإنجليزية.

أكثر من تم الاهتمام بهم هم الوفد المصري، خلال رحلتي الى ايران ليس فقط بسبب تلك اللوحة الكبيرة، يمكن أن تكتشف ذلك، بل تم تقديمنا في المقاعد الأمامية التي كانت في المؤتمر، والذي حضره “نجاد”، الذي كان رئيسا في تلك الفترة، وهكذا.

رحلتي السياحية الى ايران

ورغم ما عانيناه من كهرباء تصيبنا كلما لمسنا أي شئ حتى لو ملابس أو لمسنا بعضنا البعض،  داخل الفندق فقط، حتى اعتقدت أنها مشكلة المصريين فقط، وأن شئ ما في أجسادنا عن غيرنا، لكن كانت هناك مبررات أن جوار الفندق محطة كهربائية، لكن كان شئ عجيب الحقيقة.

وقبل أن أسرد ما رأيته خلال رحلتي الى ايران في بلاد العجب والهوس والاستعباد الديني، فقد أردت لفت البدء بأشياء لا أستطيع إهمالها، فكانت معنا مصرية في الوفد تعرفت على إيراني عبر الإنترنت، وعندما وصلت إيران، أخبرته فجاء إلى الفندق، الذي منع دخوله أو اقترابه، كنت أعتقد أن هذا لسلامة المتواجدين، لكن الحقيقة، هو من “الأهواز”، العربية التي يحتلها الإيرانيين، بالطبع ما حدث يكشف الكثير، يمكنكم البحث في هذا الموضوع.

أكثر الأماكن السياحية التي ذهبنا لها خلال رحلتي الى ايران مساجد، عجبت كثيرا من عدم أخذنا في جولة إلى أي مكان من مملكة “كسرى” القديمة، حتى أن زخارف المساجد متشابهة، بل متطابقة، من نظري، وسأسرد شئ آخر عن ذلك لاحقا.

رحلتي الى ايران
رحلتي الى ايران

“خامنئي” المرشد الإيراني

عندما قالوا لنا سنذهب إلى “القائد”، اعتقدت أنه مكان آخر، وكنت أسال متى سنذهب رغم أنه تم اخبارنا مرارا، حتى أنهم طلبوا عدم ارتداء أي ذهب أو أي شئ ونحن ذاهبون، لم أفهم الحقيقة، حتى قالت مصرية لشقيقتين من لبنان شيعة، أنها لن تخلع مجوهراتها، وقالت أثناء تواجدها في مطعم الفندق، “هو من “القائد” ده، ده مين يعني مش هشيل حاجه، مما جعلهم يستاؤن جدا ويتركونها.

اتجهنا للمكان الذي يوجد به القائد، والقائد هو “مرشدهم خامنئي، دخلنا شارع وجدت به زينة مثل التي نزين بها الشوارع في رمضان، فسألت قيل لي لأنهم كانو يحتفلون بذكرى ميلاد “المهدي المنتظر”، فهم يعتقدون انه ولد واختفى منذ ألف سنة.

طبعا الدخول لهذا المرشد ليست سهلة، والتفتيش الذي تم كان أسوأ حتى من التفتيش الذاتي، يمكن أن تسموه تحرشًا باليد عنيفا، حتى أن المرافقات الإيرانيات اعتذروا لنا، وقالت الشقيقتان الللبنانيتان، إن الدخول لحسن نصر الله، في لبنان، يحدث فيه أسوأ من ذلك، لا أعلم كيف الحقيقة.

مدخل ثم مدخل، دخلنا مسجد، خرج المرشد، وكان هناك ترجمة لكن كنا نجلس على الأرض، كان ذلك صعب، فكنت أحاول الجلوس على أحد الكراسي الموجودة  بالخلف، لكن الجلوس عليها، يخرجك من نطاق الترجمة الفورية لا تسمعها، وكانوا يقومون بتوزيع صور له، وللخميني، حتى أن أحد المرافقات الإيرانيات، طلبت من مصرية زميلة أن تأتي بصور لها لأنه غير مسموح لهم أن يأخذوا تلك الصور.

لا يوجد صندوق يوجد عليه صورة خامنئي مع الخميني سويًا، إلا إذا كان مملوءًا بالمال، والذي يتواجد في أماكن مختلفة.

ضريح الخميني برحلة السياحة الى ايران

ذهبنا لزيارة ضريح الخميني، ركبنا مترو الأنفاق، وبالمناسبة سلالم المترو الكهربائية سريعة جدا لا يجب أن تترك الترابزين، ويجب الإمساك بقوة وإلا سقطت.

ضريح الخميني، كأنه موجود بمدينة مخصوصة وحدها، والضريح داخل قبة كبيرة ومسجد ضخم وواسع تراه من بعيد جدا، قبل الوصول، اخلع حذائك للدخول في مكن التفتيش، وأثناء زحام الدخول سالتني عراقية من أين نحن قلت مصر، فنظرت بشكل غريب.

شخصان يرتدون زيا عسكريا وزهور يمسكونها ثم مشية عسكرية كأن شخصا قد مات توا وبكاءا حارا، لتلك الجنازة، ثم تصل في النهاية إلى ضريح الخميني، الذي مات منذ سنوات طويلة، حتى أن مصرية من الموجودين معي التفتت إلى وجود أموال كثيرة في الضريح قالت هل رأيت كم الأموال الرهيب.

في القاعة التي بها الضريح في بدايتها غرفة بها شخص للإفتاء.

رحلتي الى ايران
رحلتي الى ايران

أصفهان بلد الجمال الإيرانية جولة خاصة من رحلتى الى ايران

أصفهان التي تتمتع بهذا القدر الكبير من الدعايا بأنها بلد الجمال، ربما هذا الاسم أطلق عليها نتيجة الأحداث التاريخية التي شهدتها هذه المدينة تطور بعد ذلك بأنها بلد جميلة، ربما يراها البعض كذلك، لكن بالنهاية هى مدينة سياحية، وترويج ذلك عنها هام بالنسبة لإيران، وبالطبع المكان الذي تم ذهابنا إليه سيكون الأفضل لأن أهل البلد ما يهمهم هو أن نشاهد جمال بلادهم.

ما شهدناه في هذا الجزء الأجمل من البلاد، أثناء رحلتي الى ايران مجرد نفق به محلات سياحية، بالطبع الكثير يعرف خان الخليلي، والجميع يرى مشاهد لمحلات سياحية في مناطق كثيرة في العالم، تبيع المشغولات اليدوية، والتراثية، عبر التلفاز، وكيف شكلها، خاصة القنوات العربية، هى لا تختلف عنهم، بل إن خان الخليلي، الأجمل، ليس انحيازا في الحقيقة، يمكن أن يرى البعض غير ذلك أو لهم وجهة نظر مخالفة، رغم أني حيادية حتى إن لم يصدق الكثير ذلك، فشهادتي مجروحة.

سألت إحدى المرافقات الإيرانيات، منذ أن جئت لم أرى أي شئ خاص بالتراث القديم الملكي، منذ أيام كسرى، فقط مساجد إسلامية، لم ترد فلم يوجد لديها إجابة، لكن أثناء شراءنا رأت شئ مرسوم عليه نقش قديم، لكن سئ جدا شكل تراثهم الحقيقة، حتى عندما أعطني هذا الشئ لأشترية لم يعجبني، وهو ما نوهت عنه سلفا، في اهتمامهم بالمساجد في الترويج السياحي.

الأسعار باهظة جدا ويريدون البيع إما بالدولار أو بالعملة الإيرانية، خاصة الدولار، الذي يتمسكون بالبيع به، خاصة أنك سائح، حتى أننا حاولنا جعل المرافقه تشتري لنا هى حتى ننجو من جشع التجار لكن فشلت طبعا.

مشهد المقدسة الإيراني

مدينة “مشهد” أو مشهد المقدسة، كما يطلق عليها الإيرانيون، وذلك بسبب وجود، ضريح الإمام “علي بن موسى الرضا”، فيها والذي يعتبره “الشيعة”، الإمام الثاني عشر، ورغم أنهم أخبرونا أننا سنذهب لزيارته، ظللنا نبحث على الإنترنت من هو، وأثناء الرحلة على الطائرة سألت عراقية من هو لم تعرف، فسألت إنت شيعية قالت لا سنية، ومن هنا فهمت ليه برده متعرفوش.

توجهنا إلى “مشهد”، خلال رحلتي الى ايران عبر طائرة داخلية، عندما كنا في الأتوبيس، أخبرتنا المرافقة الإيرانية، التي كانت كبيرة بالعمر، ما سيحدث لنا بمجرد وصولنا إلى الضريح، وأنه سيتم رشنا بمياه الورد، وتم توزيع إسدالات واسعة جدا علينا.

بالفعل بمجرد النزول تم رشنا بماء الورد، وتشعر كأن هناك مهرجان ما بالداخل، الضريح ليس مجرد مسجد وداخله الضريح كما نرى في مصر، بل مدينة داخل المدينة، شئ عملاق، قصر ألف ليلة، دخلنا بعد رشنا واستقبالنا على باب الضريح الفخم، إلى ساحة كبيرة، ترى في هذه الساحة قبة ذهبية، ثم بدأنا الاتجاه للدخول إلى الضريح أبواب كبيرة جدا وعالية كأنها من الفضة، ثم دخلنا وجلسنا أمام باب آخر، باب إلى باب إلى باب، حتى فقط تدخل إلى الضريح.

رحلتي الى ايران
رحلتي الى ايران

ما هو اللقاء المقدس في رحلتي الى ايران

لكن ليس أيضا بهذه السهولة، فقد دخلنا وانتظرنا طويلا فتح الباب الآخر المؤدي للضريح، كأنهم ينتظرون موعدا أو أن نكون متهيئين، للقاء مقدس ضخم، أو أن يروا ما تعانيه الناس من شوق اللقاء، نعم، فبمجرد فتح الباب، ممر طويل أيضا لكن حتى تصل للضريح معجزة من الناس التي تلهث كأنها تجري على قطرة مياه في صحراء قاحلة، صراع كبير يجب أن تبذله لتصل للضريح، حتى أن المرافقة الايرانية، سألت من معنا من الفتيات ان كن حائضات فلا يدخلن.

طبعا يمكن أن تعرفوا المشهد وما يحدث فيه من مشاهدة الشيعة جوار الاضرحة، وماذا يفعلون، وباقي قصتي ستتعجبون لها كثيرا، فلم ينتهي بعد زيارة هذا المقام ولا ما يحدث به ابدا، وأحاول التركيز على أبرز النقاط التي لا يمكن أن تذهب من الذهن إذا ذهبت الأخرى أو اختلطت.

ضريح الإمام الثاني عشر ابرز المعالم السياحية في ايران

أي نبات أو أعشاب، تخرج من أرض الساحة التي بها الضريح، وطبعا الضريح، كما لفت فيما سبق، داخل الساحة أو الصرح الكبير، ذات المساحة الضخمة، هذا النبات مقدس وبه بركة كبيرة كما يعتقد أهل البلد، حتى أنهم يصنعون منه مواد أشبه بالحلوى بنكهات، وتوضع في المياه الساخنة لتذوب وتشرب.

ليس هذا كل شئ، دخلنا على مطعم داخل تلك المدينة الصغيرة، أو الصرح الكبير، وقيل لنا حينها، صاحب العزومة، هو الإمام علي بن موسى الرضا، تناولنا لحم ضان وأرز، ومن لم تستطيع استكمال وجبتها تأخذ طبق لتضع فيه الطعام؟؟ شئ عجيب ربما، لكن الكلمات التالية ستمحو هذا العجب.

كان معنا فتاتان من لبنان من الشيعة، وقد أخذوا الطعام معهم في تلك الأطباق، كذلك المرافقة، ربما تناولوا القليل جدا من الوجبة، والسبب العجيب الذي أخبرته به تلك الفتاة اللبنانية إحدى الزميلات، أن هذا الطعام مقدس، والأرز المطبوخ، يحتفظون به لمدة عام، ولا يفسد ويضعون “رزة” واحدة على الطعام، أي طعام مطبوخ لتعطيه بركة.

المطعم المقدس واختطاف الطعام في رحلتي الى ايران

وأثناء خروجنا من المطعم كان هناك أشخاص يقفون على الأبواب، وطلبوا منا قبل الخروج أن نرفع الإسدال ولا نظهر أي شئ نمسكه في أيدينا حتى لا يعتقد الواقفون أنه طعام فيخطفونه منا، ونتعثر، طبعا لم أفهم ذلك في البداية، خاصة أن احدى الزميلات قالت يالتني جئت بالخبز بدلا من تركه بالمطعم وأعطيته لهم، ليس لأن هؤلاء فقراء لا يجدون طعاما، بل فقراء على تحمل كلفة وجبه في هذا المطعم، هذا المطعم بالذات أهم من أي مطعم، طعام مقدس ودعوة من الإمام علي، كما ذكرت سلفا.

ذهبنا إلى الفندق، ويمكن أن ترى من شرفة الفندق الجبال، لكن تخلفنا في اليوم التالي عن الذهاب مع بقية المجموعة، التي ذهبت للسوق، لخطأ المرافقة في معرفة الوقت الذي يجب التحرك فيه.

أثناء توجهنا إلى المطار الداخلي للعودة إلى طهران، بعد انتهاء رحلتي الى ايران أعطت إحدى الزميلات طبقها التي كان معها وجلبته من المطعم للمرافقة، لأنها خافت أن يفسد الطعام، يمكنكم تخيل وجه وشكل المرافقة، كأنها وجدت كنزا.

اترك تعليقا