الرحالة و المسافرون العرب

خندق ماريانا : 10 أسرار عن أكثر خنادق العالم غموضًا

لكل محيط من محيطات العالم خندق مثير وغامض، لكن يظل واحد من أغرب خنادق العالم وأكثرها غموضًا هو خندق ماريانا الذي يقع في غرب المحيط الهادئ، ويحتوي على كائنات عديدة يستمر العلماء في اكتشاف أنواعًا جديدة منها مع مرور الزمن، فيما يلي سنقدم لك 10 أسرار عن خندق ماريانا كذلك الكائنات التي تعيش بداخله، وطريقة وتاريخ تشكله، ومعلومات أخرى مثيرة.

خندق ماريانا

يوجد هذا الخندق في غرب المحيط الهادئ ويعتبر الجزء الأعمق في كافة المحيطات الموجودة بالعالم.
فهو ينقسم على هيئة هلال يصل طوله إلى 15800 ميلًا تقريبًا، وداخل كل هذه المساحة توجد العديد من الأشياء المثيرة.
لا تكمن إثارته في طوله، لكن تتمثل في التحديات التي تقف عائقًا أمام الراغبين في اكتشافه والذين يريدون النزول إلى هذا العمق.
فعمق الخندق يصل إلى 36.070 قدمًا تقريبًا، وذلك على أقل تقدير، وهو عمق يوازي أعلى الجبل ارتفاعًا.
فمثلًا تخيل الأمر وكأنك تنوي تسلق جبل إيفرست بكل ما يحمله هذا التحدي من صعوبة، ولكن الرحلة هذه المرة إلى أعماق المحيط.

10 أسرار عن خندق ماريانا
10 أسرار عن خندق ماريانا

تاريخ اكتشاف خندق ماريانا

يرجع تاريخ تحديد موقع هذا الخندق واكتشافه للمرة الأولى في التاريخ إلى عام 1875م، حين تم العثور عليه أثناء رحلة عالمية.
وكانت هذه الرحلة تستخدم معدات سبر متطورة للغاية يتم تلقيبها باسم hms challenger.
وفي هذا الصدد تم تسمية الخندق بخندق ماريانا، نظرًا لوقوع جزر ماريانا على مسافة قريبة منه.
ومنذ تلك الرحلة وقد بدأت محاولات اكتشاف خبايا الخندق.

وتعتبر أبرز الرحلات المنطلقة لاكتشافه هي رحلة بحرية قطعت مسافة قدرها 70 ألف ميل من أجل اكتشافه.
وقد نجحت تلك الرحلة في رسم خرائط أثناء سفرها إليها.

واكتشفت العديد من أنواع الكائنات البحرية التي وصل عددها إلى حوالي 4700 نوع.

اكتشافات علمية مثيرة حول الخندق 

استطاعت الرحلات البحرية التي انطلقت إلى الخندق أن تحقق نجاحات علمية عديدة منها مثلًا اكتشاف أن بعض نقاط هذا الخندق تكون أعمق من غيرها.
وهو ما دفعهم إلى تلقيب تلك النقاط باسم تشالنجر ديب تيمنًا بمعدات السبر التي تم اكتشاف تلك المعلومات بواسطتها.
ويعتبر من أبز المساهمين في الوصول لهذه النتائج هما الملازم البحري الأمريكي دون والش وكذلك جاك بيكار، الذين اكتشفا النقاط العميقة للخندق.
وقد حصلا بفضل هذا الاكتشاف على امتياز أول الواصلين إلى تشالنجر ديب، وكان ذلك في عام 1960م.

طريقة تشكل خندق ماريانا

لعلك تتسائل الآن عن طريقة تشكيل هذا الخندق المثير، ويرجع السبب في تشكله إلى عملية الاندساس.
وعملية الاندساس هي عملية تحدث عندما يصطدم لوحين ضخمين موجودين في قشرة المحيط.

كما أنها عملية تحدث في وشاح الأرض، وهي الطبقة الموجودة تحت القشرة.
وفي حالة خندق ماريانا فقد حدثت تلك العملية، وأدت إلى غوص القشرة الكثيفة الباردة المنتشرة في الوشاح، من ثم تدميرها.

10 أسرار عن خندق ماريانا
10 أسرار عن خندق ماريانا

مخلوقات الخندق

يعيش داخل هذا الخندق العديد من الكائنات الحية التي يصل عددها إلى أكثر من مائتي نوع من كائنات حية كذلك مخلوقات صغيرة.
وتعتبر أحدث المخلوقات التي تم اكتشاف أنها تعيش داخله على سبيل المثال هي واحدة من أنواع سمك الحلزون الجديدة، كذلك نوع جديد من قنديل البحر.

10 أسرار عن خندق ماريانا

بعد أن تعرفت على التكوين العلمي للخندق، والمخلوقات التي تعيش داخله، هناك بعض الأسرار التي عليك معرفتها، والتي تأتي على النحو التالي:

  • يعتقد الكثير من الباحثين أن هذا الخندق هو واحد من أقدم الخنادق وقيعان البحر الموجودة على هذا الكوكب، فهم يقدرون عمره بملايين السنين.
  • على الرغم من قلة الضوء في الخندق وكذلك الظروف الحمضية المعادية، إلا أنه يعيش داخله عدد هائل من الكائنات البحرية.
  • يتوقع الكثيرون أن مياهه هذا الخندق هي مياه متجمدة نظرًا لعدم وصول أشعة الشمس إليها، إلا أن أجواء ومياه الخندق حارة وباردة. حيث تتراوح درجة حرارة مياهه بين 34 و39 درجة فهرنهايت، وعلى الرغم أنها تبدو درجة منخفضة إلا أنه المياه تتسم بالسخونة.
  • يحتوي الخندق على حمم بركانية تكونت نتيجة ثوران بركاني عمره ثلاث سنوات تقريبًا.
  • يظهر في الخندق سمكة الأشباح، وهي أعمق سمكة حية تم اكتشافها على الإطلاق على مستوى كافة الباحثين بشؤون الأسماك والمياه.
  • تعيش الكائنات الحياة للخندق داخل ظلام شديد، وتختلف في الأنواع. فالبعض منها يُصنف أعمى، والبعض الآخر له عيون تليسكوبية قادرة على التقاط أدنى توهجات الضوء.
  • يعتبر واحد من أشهر الباحثين الذي قرر دراسة الخندق بشكلٍ كامل هو جيمس كاميرون، فهو الشخص الثالث في التاريخ.
  • اكتشف العلماء في نهاية عام 2011 أشياء مثيرة للغاية. وهي هياكل غامضة تشبه الجسور الحجرية تمتد من أحد طرفي الخندق لطرفه الآخر على مسافة 69كم، وعددها 4 جسور.
  • يشبه شكل الخندق تجويف الحرف V، ويُشاع أنه تشكل نتيجة لتحركات الصفائح التكنولوجية التي حدثت نتيجة الزلازل.
  • يقول البعض أنهم رأوا داخل الخندق ثعبان بحري ضخم للغاية له ظهر محدب، إلا أنه رأي لم يستطع العلماء اثباته.

عجائب خندق ماريانا

لا تقف عجائب الخندق عند أسراره المثيرة، بل تمتد إلى أكثر من ذلك، إلا أن الباحثين لم يتمكنوا من كشف عجائبه ودراسته بشكلٍ كامل.
وذلك لكونه عبارة عن خندق تكون نتيجة عملية اندساس ويتسم بالظلام التام والعمق الشديد ودرجات الحرارة المتجمدة في كثير من الأحيان.
وتعتبر المرة الأولى والوحيدة التي نجح البشر فيها بالنزول إلى هذا الخندق هي في عام 1960م.
ففي هذه الفترة حقق الملازم دون والش وجاك بيكار نجاحات مبهرة تمثلت في النزول إلى تشالنجر ديب.
وعلى الرغم من نجاحهم في النزول واستمرارهم في هذا العمق لساعات، إلا أنهما لم يتمكنا من التقاط أي صور فوتجرافية نتيجة لسحب الطمي التي حدثت أثناء مرورهما.
ويعتبر الخندق في الوقت الحالي منطقة محمية تتبع الولايات المتحدة الأمريكية كجزء من نصب ماريانا الوطني.

اترك تعليقا