الرحالة و المسافرون العرب

تلفريك جونيه .. مغامرة الصعود إلى سيدة حريصا في جبل لبنان

يصل تلفريك جونيه بين خليج جونيه ومنطقة حريصا، يبلغ ارتفاعه عند أعلى نقطة له 550 متر، وطوله 1570 متر، ويعد تلفريك جونيه من أشهر معالم جبل لبنان بالنسبة للسياح، ويعتبر من أجمل أماكن سياحية في جبل لبنان،

فكرة تلفريك جونيه

حلم بسيط كان يراود مجموعة شباب يقومون بزيارة مزار سيدة لبنان خلال رحلة مدرسية، كان الحلم عبارة عن إنشاء تلفريك جونيه، ليكون وسيلة انتقال لهذه المنطقة بشكل مباشر من جونية إلى حريصا، وبدأت بعدها عملية إنشاء التلفريك من قبل الحكومة، وافتتح بشكل رسمي في عام 1965، وبحلم بسيط أصبح تلفريك جونيه من اهم الواجهات السياحية في البلاد.

محطات انطلاق تلفريك جونيه

ستنطلق في اجواء من الإستمتاع وتشاهد في طريقك الطبيعية الخضراء الساحرة صيفاً والمكسوة بالثلج شتاءً لجبل لبنان، برحلة تستغرق 10 دقائق تبدأ من محطته الأولى في جونية وصولًا إلى حريصا.

ستجد في رحلتك متجر لبيع الهدايا التذكارية مثل المنحوتات والحفريات الخشبية وغيرها من المصنوعات الديوية التقليدية، كل ذلك في محطة الإنطلاق الأولى.

 تتناول مشروبك أو وجبتك المفضلة في المطعم الموجود وسط الأحراش الخضراء والمطل على جونية وشواطئها الجميلة والذي يقدم ألذ أنواع المأكولات اللبنانية والوجبات من مختلف المطابخ العالمية، وذلك في المحطة الثانية التي ستستمتع بقضاء وقت رائع خلالها.

تجد مزار سيدة لبنان الذي يعد مقصد لزوار لبنان من مختلف بلدان العالم ومن مختلف الأديان والطوائف بالقرب من تلفريك جونيه، فضلا عن الغابات الخضراء الكثيفة والغنية بأشجار الأرز اللبنانية والنباتات الفريدة والزهور الملونة.

تلفريك جونيه
تلفريك جونيه

مواعيد تلفريك جونيه

  • خلال الأيام العادية يبدأ من الساعة 10:00 وحتى الساعة 18:00
  • وتختلف مواعيده خلال الأعياد والمواسم لتبدأ من الساعة 10:00 وحتى الساعة 22:00

أسعار تذاكر التلفريك 

أيام الإسبوع: 9000 ليرة للكبار – 5000 ليرة للصغار
أيام العطلات الرسمية والأعياد: 11000 ليرة للكبار – 6000 ليرة للصغار

الموقع الإلكتروني

teleferiquelb.com

وصف المشهد من داخل تلفريك جونيه

صار تلفريك جونيه معلما من معالم السياحة في هذا البلد وتحوّل إلى مقصد السياح على اختلاف جنسياتهم، لذا لا يمكن لزائر لبنان إلا أن يشبع نظره من الأخضر المتدفق عبر نوافذ الـ”تلفريك”.

اجتاح العمران اللوحة الخضراء بأبنية ترافق مشهد الغابات الممتدة صعودا، والتي شوّهتها قليلا أيادي أعداء الطبيعة، ولكن لازال يعجز الكلام عن وصف اللوحة الخضراء الطبيعية المليئة بغابات الصنوبر والشربين، ومازالت تنبض حياة وجمالا.

يحمل الزائر رائحة لبنان من خلال قطع مصقولة من شجر الارز المحفورة يدويا بأشكال مختلفة، ما إن تطأ قدمه محطة تلفريك جونيه، لتكون ذكرى دائمة من بلد الأرز يقوم بتنفيذها أحد اللبنانيين، الذي اختار هذه المحطة لتشكل صلة وصل بينه وبين السياح.

تجد هناك “أبو محمد” الذي احترف الرسم على الزجاج والكتابة عليه بالرمل بطريقة فنية واحترافية، الذي اتخذ من محطة التلفريك موقعا له ليستقبل الزائرين ويودعهم، تمكن موهبته الزائرين من حمل حفنة تراب من جبال فاريا

مساحات خضراء شاسعة تتداخل فيها أحيانا بعض المباني الشاهقة، فالمنظر بجماله وامتداد خضرته آسر للقلب والعين، ترى ذلك عند انطلاق الرحلة الجوية صعودا نحو سيدة حاريصا.

هي غير كافية بالتأكيد لإشباع العين بجمال هذه الطبيعة العذراء، فهي تشكل بذلك خير نموذج لأراضي لبنان الخضراء التي قضت عليها الثورة العمرانية في مدة لا تزيد على 10 دقائق.

تلفريك جونيه
تلفريك جونيه

المقاهي محطة رئيسية للتلفريك

تتهيء المقاهي في المحطة الثانية من رحلة التلفريك لاستقبال الزائرين وتقوم بتحضير الجلسات لهم المطلة على الوادي وخليج جونية النائم على صوت البحر وهدير أمواجه.

تتضح معالم الخليج أكثر وأكثر، فيأتي المنظر متدرجا من خضرة الغابات إلى زرقة البحر ليشكلا معا لوحة طبيعية تتلهف كاميرات الزائرين لالتقاطها، وهو أيضا مشهد له روعته الخاصة، ليجسد المثل اللبناني الشائع “شو همّ جونيه من هدير البحر”.

ليصل الزائر إلى موقع تمثال السيدة العذراء في حاريصا، الذي يتوافد إليه الزائرون والمؤمنون من كل أنحاء العالم في سياحة دينية، يصعد ثانية ولكن هذه المرة عبر حافلة كهربائية صغيرة، على الزائر أن يقلها.

مغامرة تلفريك جونيه

وحتى عند إمكانهم الوصول إلى مقصدهم بالسيارة يختار معظمهم مغامرة تلفريك جونيه، فمن سيتسنى له رؤية هذا التمثال الشاهق عن قرب سيكتشف مدى روعة جمال هندسته وحرفيتها.

يتألف من سبع قطع جمعت فوق القاعدة، التي أنشئ في داخلها معبد صغير، طوله 8.50 متر، ووزنه 15 طنا، وهو كان قد صنع في فرنسا من البرونز المصهور المطلي باللون الأبيض، وكان قد ركِّز عام 1908 فوق المزار الرئيسي الأول.

 يتيح للزائر التمتع بأجمل المناظر المطلّة على جبل حاريصا، في الساحة الواسعة التي تحيط بالتمثال، عند الصعود إليه عبر درج لولبي، حيث المناظر الطبيعية الخلابة تحيطها من كل حدب وصوب.

كما تنتشر المحلات التي احترفت تقديم المقتنيات اللبنانية ولا سيما منها المصنوعة من شجر الأرز أو تلك اللوحات والتحف التي تعكس طبيعة لبنان وتقاليد أبنائه وطقوسهم.

المائدة اللبنانية

حرصت المطاعم المحيطة بالموقع على تقديم المائدة اللبنانية من ألفها إلى يائها وعلى أصولها التقليدية، لأن لجلسة هذا الجبل متعة خاصة، فالمطاعم المحيطة بالموقع قد وفرت هذه الفرصة لكل من قصد هذه المنطقة.

في هذه المنطقة وبعد قضاء ساعات بين أحضان الطبيعة، فقد لا يتوقع الزائر أن يرى في عودته مشهدا مغايرا لما رآه في طريق ذهابه.

تبث الإنارة إشعاعاتها في فضاء المكان وتكشف بيروت من أعلى سفح الجبل، ولكن التوقعات ستختلف في هذا الموقع بالتحديد لا سيما لمن سيحالفه الحظ في العودة في ساعات المساء الأولى هنا يتحول المشهد إلى لوحة طبيعية تجمع في الوقت عينه الشمس في لحظات غروبها وخليج جونية امتدادا إلى الطرقات المؤدية من وإلى بيروت.

اترك تعليقا