الرحالة و المسافرون العرب

علي عبده : مغامر مصري وصل الى العالمية بدراجة في 7 أيام

علي عبده | لم تثنيه ضغوط الحياة اليومية، ما بين العمل ورعاية زوجته وأولاده، من التفكير في رفعة مصر والترويج لمناطقها الساحرة، فقبل 7 أعوام سعى إلى جوب البلاد في جميع محافظاتها، بغية تقديم وجهها الحقيقي أمام العالم، وإثبات قوة أمنها.

بهذه المقدمات سعى المهندس علي عبده، صاحب الـ35 عامًا، إلى تقديم قائمة تتضمن معلومات وتاريخ محافظات مصر كافة، وهو ما وقف وراؤه الأحداث التي شهدتها البلاد في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013، وما ظهر من أعمال إرهابية وغيرها، حتى وجد نفسه مسؤولًا عن تغيير الصورة الذهنية السلبية التي سادت في تلك الفترة، بإثبات أمان المحروسة حتى لو عن طريق الموتوسيكل فقط.

علي عبده حول مصر على موتوسيكل

ويعود عشق عبده للسفر إلى رغبته في التعرف على مصر بشكل أكبر، ونشر المعلومات الخاصة بمختلف مناطقها للجميع، وهو ما يساهم في حل المشكلات كافة حسب رأيه، إضافةً إلى وصف البلاد بالصور حسب ما رواه لـ«الرحالة».

المقدمات السابقة، دفعت علي عبده إلى إعلان أولى مبادراته، والتي أطلق عليها اسم حول مصر على موتوسيكل ، ومن خلالها زار جميع المحافظات من الإسكندرية حتى الصعيد، ونشر صور لرحلاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن بعض المستخدمين شككوا فيما أقدم عليه.

ردود الأفعال التي شككت فيما فعله دفعته لتوثيق رحلاته الأخرى بشكل أفضل، وعليه سعى إلى إدراج اسمه ضمن موسوعة «جينيس»، حينما قطع 6 آلاف كيلومتر في غضون أسبوع واحد في عام 2015، ليحقق بذلك رقمًا قياسيًا لـ«لأطول رحلة داخل دولة خلال 7 أيام».

علي عبده مهندس عاشق للمغامرة

ولم تتوقف عزيمة «عبده» عند هذا الحد، فعمل بالمثل القائل «البحر يحب الزيادة»، ومن ثم، وبعد مرور عامين من دخول «جينيس»، كسر رقمًا جديدًا تمثل في تحقيقه لـ«أطول مسافة قيادة دراجة موتوكروس» بمسافة 613 كيلومتر في 24 ساعة، ومن خلالها سعى إلى دعم سياحة السفاري بالبحر الأحمر.

يستعد «عبده» حاليًا لكسر رقم قياسي ثالث، من خلال قطع 25 ألف كيلومتر في غضون 100 يوم، في رحلة أطلق عليها «١٠٠ مصر»، مغطيًا محافظات مصر كافة باستقلال دراجة كهربائية.

يهدف المهندس علي عبده من خلال هذه الرحلة إلى جمع حكايات عن كل بلدة يزورها، على أن تتمحور حول أثر أو شخص أو قصه نجاح، أو حتى مبادرة أو خدمة: «باختصار أنا شايف مصر بشكل مختلف ونفسي أوصّل الصورة دي للناس كلها، أنا عامل ده عشان أوفر معلومات للناس وأسهل حركة السياحة وأسهل الاستشمار في مصر بردو».

كما يهدف «عبده» من مغامرته إلى تعزيز أهداف التنمية المستدامة في العمل، وتسليط الضوء على التراث المصري، وعلى الجانب الآخر، يروج إلى استخدام السيارات الكهربائية في مصر والشرق الأوسط، في سعي منه إلى رفع الوعي بالمشكلات البيئية.

المهندس علي عبده
المهندس علي عبده

رقم قياسي جديد

وبعد فترة من الاتفاقات والمفاوضات مع عدد من الشركات لتغطية تكاليف التصوير والمعدات، نجح علي عبده مؤخرًا من شراء الدراجة الكهربائية، وهي الأولى من نوعها داخل مصر.

ينوه «عبده» أن الرقم القياسي الذي يسعى إلى كسره يعود إلى رجل إيطالي قطع مسافة 12 ألف و500 كيلومتر بدراجته الكهربائية في غضون 4 أشهر، وهو ما أضفى عليه أهدافًا أخرى على رأسها تقديم مادة وثائقية عن مصر.

ولقي نشاط «عبده» المرتقب دعمًا من 8 وزارات، وهم الإنتاج الحربي، والتخطيط والتنمية الاقتصادية، والشباب والرياضة، والسياحة والآثار، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج، والتنمية المحلية، والبيئة، بجانب منظمة الأمم المتحدة.

لايزال «عبده» في انتظار إنهاء كافة التصاريح اللازمة لرحلته، والتي تسببت في تأجيلها لعدة مرات: «كان مقرر تنطلق في أبريل 2019، ثم في 30 من يونيو من نفس السنة، وأخيرًا 6 أكتوبر اللي فات، لكن بردو الأمور ما تمتش».

يقول «عبده» إن مثل هذه الرحلات تحتاج إلى ترتيبات وتجهيزات كثيرة، وتتأثر بأي اضطراب بضرب العالم، وهو ما أدى إلى تعطيل مغامرته انتشار فيروس كورونا بدءًا من ديسمبر الماضي، وهو ما ازداد سوءًا باعتباره وباء عالمي.

مصر كما لم يتوقعها

رغم عشقه للترحال يرفض «عبده» مبدأ تكريس الشخص لحياته للسفر والتنقل، ضاربًا المثل بنفسه: «أنا مهندس نظم معلومات، وعندي أسره وأولاد، ومؤمن إن الترحال وسيلة وليست غاية».

يعود علي عبده بذاكرته إلى الوراء، راويًا أن جميع رحلاته السابقة كانت بجهوده ونفقاته الشخصية، وخلالها فوجئ بحجم الدعم الذي لقاه خلال جولاته من المواطنين والبسطاء، إلى حد تموين بعضهم لدراجته البخارية بالبنزين، وإصرار آخرين على تناوله لوجبة الغداء معهم.

على الجانب الآخر، لم تؤثر رحلاته على عمله كاستشاري للنظم والمعلومات، خاصةً وأنه يراسل شركته من منزله، ما أتاح له وقتًا كبيرًا لممارسة هوايته، واكتشاف مصر بشكل «لم يكن يتوقعه».

دشن «عبده» 3 مواقع إلكترونية بموجب نشاطه، الأول خاص برحلته «100 مصر»، على أن تتضمن 100 قصة ترصد ما شاهده من خلال تنقله بالدراجة.

أما الموقع الثاني خاص بمبادرة «حول مصر»، وتشمل تفاصيل تنقل «عبده» من منطقة لأخرى، وعرض لخط سيره، أي بمثابة دليل سهل ومبسط للسائحين والراغبين في زيارة بقعة من أرض مصر، بينما الموقع الإلكتروني الأخير خاص به.

اترك تعليقا