الرحالة و المسافرون العرب

جنان عبده تكتب عن جولتها في القدس المحتلة

القدس المحتلة | الرحالة | كتبت- جنان عبده:

 

زرت الكثير من بلاد العالم وتعرفت على حضاراتها وأهلها، على اختلافها وتنوعها وجمالها.

كنت في كندا وكنت في أوروبا وفيها زرت فرنسا والمانيا وسويسرا  والدنمارك واسبانيا. وزرت جزر قبرص ورودوس وصقلية. وكنت في مصر والأردن.

لكن حين أزور مكانا في بلدي أشعر بشيء خاص. أشعر بالحزن..حيث أن وطني محتل. وقد حولته الدولة العبرية الى كانتونات يصعب التواصل بين أهلها أحيانا.

فلسطينيو الـ 48

حيث تحدها الحواجز وتم تقسيمها ما بين ضفة وغزة وفلسطين 48 التي فرضت إسرائيل على أهلها بالقوة حمل بطاقات الهوية الإسرائيلية مقابل البقاء في الوطن وأنا من أحفاد واحدة من هذه العائلات التي بقيت في الناصرة وأسكن اليوم في مدينة حيفا الساحلية.

صرنا نحن أهل الداخل أو فلسطيني 48، وصار أهلنا في الضفة أهل الضفة التي نصلها من خلال المرور بالحواجز وجدار الفصل العنصري، وصار أهلنا في غزة أهل غزة التي لا نقدر أن نصلها بالمرة. ويسهل الوصول الى أي دولة أوروبية أكثر من الوصول الى  منطقة في فلسطين.

 

القدس المحتلة

 

بيت عائلة المربي والمفكر الفلسطيني خليل السكاكيني وقد احتل من قبل الصهاينة

 

زرت القدس المحتلة التي لا تبعد عن حيفا أكثر من 150 كم، ساعتين من السفر في السيارة..تجولت في أحياءها التي كانت يوما فلسطينية -عربية ومن ضمنها حي القطمون (يوناني التسمية ويعني تحت الدير) في المنطقة التي تسمى اليوم القدس الغربية والتي احتلتها اسرائيل وضمتها الى دولتها.

تتوزع هناك في الحي الأديرة والكنائس التابعة للطائفة اليونانية وترى فيه البيوت الفلسطينية العريقة لعائلات فلسطينية معروفة كعائلة الدجاني والسكاكيني والكارمي وترى عراقة المكان لكن يحزنك ان ترى هذه البيوت التي تحن لأهلها وقد سرقت واستوطنت من قبل عائلات يهودية ترفع أعلام اسرائيل على شرفات ومداخل بيوتها!.

تشهد البيوت ومعالم الحي على تاريخ المكان الفلسطيني رغم محاولات الصهيونية تشويه المكان حيث تنتشر أشجار الرمان والخروب والتوت داخل ساحات هذه البيوت التي زرعها أهلها الفلسطينيين قبل تهجيرهم واحتلال بيوتهم.

من حي القطمون ذهبت بالسيارة الى باب العامود حوالي 10 دقائق من هناك، مررت من شارع صلاح الدين وأوقفت سيارتي في شارع الزهراء. من هناك سيرا على الأقدام سرت نحو السوق القديم، سوق القدس المحتلة .

من شارع صلاح الدين وقبل أن تدخل السوق داخل أسوار القدس العظيمة تنبهر من جمال المنظر ومن عظمة التاريخ حيث شيد السور العظيم فوق جبل عظيم منظر جميل جدا.

دخلت من منطقة باب العامود الى داخل سوق القدس بتفرعاته العديدة. في الخارج ترى قوات الأمن الاسرائيلية تحيط المكان.. يؤلمك هذا المنظر الشاذ.

 

داخل أسوار القدس المحتلة

 

 

تدخل أسوار القدس المحتلة فتنسى ما خارجه وتعود رائحة الأطعمة والبهارات والخضراوات الفلسطينية لتذكرك بفلسطينية المكان.

تدب الحياة في السوق.. باعة متجولين نساء ورجال يفترشون الأرض يبيعون الخضروات المختلفة التوت والخيار والبامية والكوسة وورق العنب وبجانبهم الكعك والحلويات.

كل هذا الى جانب حوانيت صغيرة في أزقة طويلة واحد بجانب الآخر بعشوائية جميلة تميز سوق القدس فدكان الخضار بجانب دكان الاقمشة بجانب الحلي بجانب الحلوى.

 

اشتريت بهارات وحلوى ومنها المن والسلوى المخلوطة بالهيل والملبن (مجفف من العنب) وقمر الدين (مجفف من المشمش)  ويؤكل خاصة في رمضان، والزعتر المقدسي، وأكلت كنافة فلسطينية واشتريت بعض الخضروات الطازجة.

 

كنيسة القيامة

تمر هناك وتشاهد اللافتات المختلفة طريق الآلام الذي مر به السيد المسيح، مررت بالسوق ووصلت إلى ساحة كنيسة القيامة وهناك رأيت حشودا عظيمة من السواح ومن مختلف الديانات والطوائف تنتظر بالدور لدخول الكنيسة.

داخل الكنيسة  ترى الحُجاج يفترشون الأرض يقبلون المكان وأصوات الصلوات تنطلق هناك.. منظر جميل وروحاني.. اشتريت مجموعة من الشمع ضويت بعضا منها وأخذت معي للبيت للذكرى  وخرجت من هناك باتجاه السوق مرة أخرى.

 

مخبز المصرارة

لا يمكن أن تصل الى القدس المحتلة ولا تأكل كعك بسمسم  وتغمسه بالزعتر البلدي المخلوط بالكثير من الملح وتشتري قرص فلافل من المكان.

مخبز المصرارة واحد من معالم القدس قبالة باب العامود- أحد مداخل أسوار القدس.. يعمل المخبز 24 ساعة في اليوم. يقصده العمال والطلاب في أي وقت.

ما يميزه انه لربما المخبز الوحيد  في الشرق الأوسط الذي يبيع الخبز وأيضا يبيع الفلافل وحبة الفلافل بحجم برتقالة. ولربما هذا شاهد على أنه قوت العمال صباحا المنطلقين الى عملهم حيث يبيع أيضا بساعات الصباح الباكر البيض المسلوق.

 

العودة

عدت الى سيارتي في ساعات المساء محملة بأكياس محملة بشعور جميل وحزين.. فكلما زرت منطقة في بلدي شعرت بالسعادة، فهي بلدي وشعرت معها بالحزن لأن بلدي ما زال محتلا.. عدت ومشاعر مختلطة ترافقني.

 

تابعونا في رمضان على تلفزيون الرحالة مع فيديو عن القدس المحتلة

تابعونا مع تقارير إضافية من فلسطين المحتلة تحت عنوان – رحلة في فلسطين

اترك تعليقا