الرحالة و المسافرون العرب

نهاية مرعبة.. تفاصيل رحلة الغواصة الغارقة تيتان ولعنة تيتانيك

لم يتوقع أفراد الطاقم الصغير أو منتظري صور المغامرة التاريخي أن تطول مدة الانتظار من ساعتين إلى 5 أيام والمدة مرشحة للزياة.
بدأت رحلة معانقة المحيط بـ “تم إطلاق الغواصة بنجاح وهاميش يقوم بالغوص حاليًا. ترقبوا المزيد من التحديثات” ولم يأتي جديد سوى “فقدنا الاتصال بالغواصة”.

كيف انطلقت رحلة الغواصة وسيناريوهات مصيرها الغامض وهل واجهات كائنات لا نعرفها؟ السطور التالية نجيب على الأسئلة وفقًا لتحليل المدون محمد صاوي.

الغواصة تيتان على خطى تيتانيك

في 18 يونيو 2023 .. قرر الإنسان خوض جولة جديدة ضد الكون باستهداف أبعد نقطة ممكنة ومحاكاة المحاولات البائسة القديمة التي كان أبرزها في 10 أبريل 1912، وقتها انتظر العالم إبحار أكبر سفينة في العالم “آر إم إس تيتانيك” بتقرر إنها تبحر من لندن إلى نيويورك عبر المحيط الأطلسي.
عرفت تايتنك بأنها الأعظم في تاريخ البشرية ولم يجرؤ احد على مقارنتها سوا بسفينة نوح التي عبرت بالبشرية في الأديان السماوية.
لم تحتاج تايتنك لدعاية كبيرة فيكفي أن تقول أنها تتسع لـ 3547 شخصًا، ومزودة بكافة ألوان الترفية كما لو كانت مدينة وهو ما دفع 2223 شخًصا لقبول المغامرة، تم تقسيهم إلى فئتين أغنياء وفقراء.
تضمنت السفينة 1187 قارب نجاوة وهو عدد قليل لحجهما، وتم تفسيره بأنه يعبر عن يقين مصمميها بعد الحاجة لوسائل الأمان مطلقًا واستحالة الغرق.

الغواصة تيتان
نهاية صادمة وخاطفة

4 أيام كانت كفيلة بتقديم درس للبشرية وكتابة نهاية السفينة الأعظم وكأن المياه لا تقبل منافسًا وأعمال البحر لا تسمح بالتحدي مع أبناء أدم.
“تايتنك تصطدم بجبل جليدي” كانت بداية المأساة التي راح ضحيتتها 1517 إنسان فيما تمكن 706 شخًا من النجاة واستقر الحطام في القاع وكأن الطبيعة تريد أن تحتفظ بانتظارها إلى الأبد.
لماذا العمق؟
التحدي الأكبر للغطس هو الضغط، وهو ما يتطلب تزويد الغواصات بمواد قوية للمقاومة لتجنب الانفجار، فالكائنات البحرية ذاتها لا تمتلك القدرة على الغوص لعمق أبعد.

مغامرة الغواصة تيتان للوصول إلى حطام تيتانيك

أثرت الحادثة في البشرية ظلت علامة فارقة في التناول وخرجت على شاشة السينما ومصدر إلهام للأدب، واستمرت الرحلات الاستكشافية للقاع والحطام.

بدأت حكاية الغواصة المفقودة بإعلان شركة “أوشن جيت OceanGate” لمؤسسها ومالكها والرئيس التنفيذي المليونير البريطاني “ستوكتون راش” عن رحلة لعمق المحيط الأطلسي لرؤية حطام التيتانك، اللي هي راكدة في المحيط الأطلسي على عمق 3800 متر.

الشركة أكدت أن الرحلة هتكون بغواصة معتادة على العمق المستهدف وسبق له رؤية الحطام، وقادرة على مواجهة ضغط المياه.

صُممت الغواصة لتحمل 5 ركاب بينهم 3 راغبين في المغامرة مقابل قيمتها 250 ألف دولار إلى جانب الغواص المسئول عن تحريك الغواصة، والمدير التنفيذي.

مساحتها صغيرة للغاية وتكفي لجلوس الأشخاص فقط دون أحذية وبها حمام صغير وشاشة.

ضحايا الغواصة الغارقة

الملياردير الشهير شهرزاد داوود والذي ينتمي إلى عائلة داوود الباكستانية، وهي عائلة من أغنى العوائل في العالم وعمره 48 سنة، رفقة ابنه سليمان داوود صاحب الـ 19 عاما، من أبرز ركاب الغواصة المفقودة إلى الملياردير (هاميش هاردينغ) مالك ومدير شركة “Action Group” وهي شركة عالمية ومن أقوى شركات الطيران في العالم وعمره 58 سنة.

هاميش هاردينغ يمتلك تاريخ حافل من المغامرات وعُرف باسم المستكشف فسبق وصعد للفضاء، ووصل لأعماق المحيط في رحلات سابقة.

فيما تمثل أفراد العمل في الغواصة من القبطان الفرنسي (بول هنري)، رجل أعمال فرنسي عمره 73 سنة، ويعد من أشهر غواصي العالم، وعمل لأكتر من 20 سنة في البحرية الفرنسية، وله خبرة كبيرة في أعماق البحار.

والرئيس التنفيذي ومؤسس شركة “أوشن جيت” اللي أطلقت الغواصة “تيتان” الميلونير (ستوكتون راش) وعمره 61 سنة.

غرق الغواصة تيتان

تفاصيل رحلة الغواصة تيتان

بدأت رحلة الغواصة تيتان تحت مسمى الغواصة الغير قابلة للغرق، وانطلقت الأحد 18 يونيو في رحلة مدتها ساعتين للغوص في المحيط الأطلسي ومشاهدة حطام تايتنك على عمق 3800 متر.

حملت سفينة كبيرة الغواصة على متنها، ووصلت للقرب من كندا، لإنزالها، ولكن بعد أقل من ساعتين اختفت تيتان وفشلت محاولات التواصل معها.

فشلت جميع محاولات الاتصال بالغواصة وتعددت تفسيرات الانقطاع بين وجود ماس كهربائي أو قوة تيار المياه التي أدت غلى انجراف الغواصة وفقدان المسار.

مصير الغواصة المفقودة تيتان

من الصعب تحديد مصير الغواصة المفقودة تيتان ولكن من السهل توقع أنه مأساوي وكارثي على المستوى الإنساني بسبب العمق القاسي 3800 متر.

أبرز التحديات هي ظاهرة “انبجار” التي تحدث بسبب الضغط الشديد، وتعني انفاجار الغواصة من الداخل، وانكماش في موادها، وهو ما يؤدي إلى استقراها في عمق المحيد الأطلسي.

الوصول إلى الغواصة سيكون مستحيلًا لعدة أسباب منها الرؤية المظلمة للغاية وهو ما يصيب بالرعب للعجز عن تحديد حركة المخلوقات في العمق.

محاولات إنقاذ تيتان

تعددت محاولات البحث وإنقاذ تيتان البداية بمجهود كبير ولكنه غير مثمر من الخفر السواحل الأمريكية ثم تدخل الطيران ومجهودات فرنسا وكندا.

عثرت الطائرات الكندية على أصوات في المحيط بتخرج كل نصف ساعة، تم تفسيرها بخبط من داخل الغواصة ولكن ظهر تفسير أقوى بأنه خبط ناتج من حطام التيتانيك، ناتج تيار المياه.

قال جيف كارسون، الأستاذ الفخري في علوم الأرض والبيئة في جامعة “سيراكيوز” الأمريكية: “إن الأصوات اللي اتبعوها ممكن وجايز جدًا تكون أصوات وهمية أدت لأنهم يبعدوا عن المكان الحقيقي للغواصة”.

روبوت فرنسي لإنقاذ تيتان

أعلنت فرنسا إنها بتملك روبوت اسمه “Victor 6000” وهو الوحيد القادر على الغطس على مسافة 3800 متر وينتشل الغواصة، وما زال يبحث عنها.

صعوبات محاولات الإنقاذ تعود لأسباب منها حركة المياة والحياة داخل المحيط على هذا العمق إلى جانب عدم وجود معدات جاهزة للتعامل مع الموقف.

بحسب التفسيرات، فإن العثور على الأشخاص أحياء شبه مستحيل وذلك بسبب نقص الأوكسجين وما يسببه من هلاوس إلى جانب قلة أو نفاد المياه والطعام.

كما أن رؤية كائنات غريبة وغير معتاد على رؤيتها قد تكون ضخمة للغاية على غرار قرش الميجالدون المنقرض والذي بلغ طوله 18 مترًا ووزنه 45 طن.