الرحالة و المسافرون العرب

الرحالة محمد المصري .. بدراجته يجوب الوطن ويتسلق الحلم

الرحالة محمد المصري | المسافرون العرب | يحلم أن يكون طائر حر يحلق حيثما شاء وإينما أراد، جعل من مدن مصر وجهته الأولى في تحقيق حلمه، ورغم أن التاريخ يحتفل بالرحالة، يمجد ذكراهم، ويشكرهم على جهودهم، إلا أن المجتمع واجهه مرة بالسخرية، ومرة أخرى بتكسير الإرادة، ولكنه أصر وأكمل، حتى تسلق الحلم بدراجته.

محمد المصري صاحب الـ 26 ربيعاً من العمر، وقع في غرام السفر، ولكنه غرام من نوع آخر، وجده في دراجته التي تشبهه، فأحلامه قوية مثل حديدها، وروحه خفيفه تحلق بين بلدة وأخرى، بينما إرادته مثل صلابة دراجته التي تتفوق على كل الطرق المؤلمة التى تمر فوقها، فامتزجا سوياً وشكلا لوحة متشابكة ومعقدة، فلا تستطيع أن تفصلها عنه، بعدما ظلت ترفعه حتى أوصلت سعادته إلى السماء، حكاية جديدة يسطرها الرحالة محمد المصري على متون الزمن ويحفظها عبر أسطر من الكلمات هيا بنا نستمع إلى قصته.

قصة الرحالة محمد المصري

في أحد دهاليز محافظة الغربية، وفي قلب دلتا النيل، تشكل شريان حياة ابن مركز بسيون، محمد أبوعجيزة، قبل أن يحمل اسم شهرة محمد المصري، كغيره من الملايين من المصريين زحف لتعلم إحدى المهن “مهنة في اليد خير من كنوز الدنيا” تزوج فكان له من الأولاد سلمان وعبيدة، لم ينتظر عملاً حكومياً؛ أسس ورشة لصناعة الموبيليا في سن صغيرة، بعد حصوله على دبلوم التعليم الفني.

ورغم أن عمله بعيد كل البعد عن هوايته فكان نصيبه من الدنيا أن يقع في حب من نوع آخر، حب السفر عن طريق دراجته:« الحب لأي شئ في العالم، اقتصرته لدراجتي؛ لأنها تقودني للجنون.. الشغف.. الحلم.. التحدي.. وأخيراً عمل الخير» كانت بداية حديث محمد وهو يلخص حياته في دراجته.

السفر بالدراجة
السفر بالدراجة

السفر حول مصر بالدراجة

يواصل الرحالة محمد المصري : “بدأ اسمي يذيع صيته بانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بأن رحالة مصري يجوب الأرض شرقها وغربها عن طريق دراجته، وقتها لم يكن همي أن يعرفني أحد، ولكن كان كل ما أسعى إليه، هو اشباع رغبتي في معرفة الأماكن عن طريق السفر، وقتها فجأة وجدت نفسي أتعرض للسب بالأهل ومهاجمتي، البعض وصفني بأن ما أفعله هو مضيعة للوقت، لم أحزن وقتها لأن الكثير لا يملك ثقافة حب السفر، فزادني ذلك من تسيطر قصة نجاح، خاصة أنني أصبحت مراقباً من بعض المحبطين، فتولدت لدي حب السفر والتحدي، ومن هنا كان طريقي نحو القمة”.

يتابع المصري قصة شغفه بالسفر بالدراجة قائلًا: “بدأت رحلاتي لأرى جمال مصر وأصدره للعالم، بالعيون الإيجابية التي يراها المصري، بحبه لموطنه، ومعرفته قيمة الدولة التي تمتلك مايعجز أن يمتلك جزء منه عشرات الدول، بدأت أعرض عبر سفري بدراجتي وأسجل العادات والتقليد لكل منطقة أذهب إليها، وأنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا في حد ذاته أضاف لي وللكثير ما كان لا يعلمه عن بعض المناطق في مصر”.

هنشوف بلدنا على العجلة

لم يكتف الرحالة محمد المصري بحبه للسفر وكشف الكثير عن المدن المصرية، فبدأ يزرع حب السفر والتجوال داخل كل شاب، فأسس فريق “هنشوف بلدنا بالعجلة” ليصبح أول فريق يتم توثيقه في الاتحاد المصري والدولي للدراجات الهوائية، ومن هنا انتشرت الفكرة، وبدأ تخرج للنور عبر الوسائل الإعلامية المسموعة والمرئية، وأصبح الشخص الذي ادعى الكثير أن ما يفعله هو مضيعة للوقت والجهد، هو الشخصية الرياضية لعام 2018/2019 في الحملة الشهيرة أنت أقوى من المخدرات، التي تهدف لشباب مصري لا يتعاطى المخدرات، وشارك فيها الكثير من مشاهير الرياضة والفن والإعلام.

أصبح الحلم يكبر بسرعة البرق، فشارك الرحالة محمد المصري في أكثر من مناسبة، وتم تكريه من منظمة حقوق الإنسان الدولية، وشارك وزراء الخارجية ووزيرة البيئة والسياحة والشباب والرياضة في الكثير من الفعليات الرسمية.

محمد المصري
محمد المصري

رحلات المصري

يوثق الرحالة محمد المصري رحلاته بدراجته، الأشخاص التي التقى بها، الأماكن التي زارها، المصاعب التي مر بها من خلال كتاب يرصد كل ذلك من التعجيز إلى الطموح، ويسعى في كتابه أن يشجع الشباب على شراء الدراجات الهوائية، وأن شراء هاتف محمول بقيمة العشرات من الآلف.

يمكنك بأقل تكلفة شراء دراجة توفر لك الكثير، كما تساعدك على ممارسة الرياضة، وتشعر بشبابك، وتواجه الشيخوخة المبكرة.
كما يتحدث في الكتاب عن دور الرحالة في دعم السياحة المصرية الداخلية، ونشر ثقافة ركوب الدراجة.

«المصري» حلم يبحث عن الحقيقة

ابن بطوطة هو أكثر الأشخاص الذين تأثر بهم محمد المصري وترك داخله آثراً طيباً، جعله يحتذي به ويبدأ في تأليف كتاب، محمد يحلم الآن بدعم من الدولة من خلال تسهيل الإجراءات للترحال خارج مصر، كخير سفير لترويج السياحة المصرية.

المصري لم يتقاض شيئاً مقابل الرحلات التي يقوم بها، فهو يجمع بين الترحال والعمل، وما يحتاجه من يقرأ قصته هو الدعم المعنوي، والدعم المادي من الدولة، وخاصة أنهم أصبحوا أكثر من رحالة تجمعوا في فريق “مشوار” هو أحد أعضائه، ويقومون بالسفر الجماعي في مختلف المدن المصرية.

الرحالة محمد المصري الذي يرى أن الترحال هي مهنة أيضاً بالإضافة إلى كونها هواية في البداية، فالرسم في البداية يكون موهبة وعشق، ثم يتحول إلى مهنة، وأنها في يوماً ستصبح من أهم المهن التي تروج للسياحة وتكشف الأماكن السياحية حول العالم.

مصدر الاتحاد المصري للدراجات
اترك تعليقا