الرحالة و المسافرون العرب

الحرم المكي : رحلة إلى رحاب الله وقبلة مليار مسلم حول العالم

مدينة مكة في المملكة العربية السعودية هي مكان مبارك تم اختياره عبر التاريخ لتكون وجهة الوحي النبوي، لتصبح القبلة لملايين المسلمين من جميع أنحاء العالم. فهناك العديد من المواقع التاريخية الإسلامية البارزة، من أهمها بالطبع الحرم المكي أو المسجد الحرام.

الحرم المكي هو أعظم معلم ديني وتاريخي في الإسلام. يقع المسجد الحرام في قلب مدينة مكة المكرمة. في الوسط تظهر الكعبة المشرفة التي تعد بيت العبادة الأول على وجه الكرة الأرضية. وهو الآن قبلة المسلمين والمكان الذي يؤدون فيه مناسك الحج والعمره، كما أنه أطهر بقعة على وجه الأرض. ويطلق على الحرم المكي اسم “المسجد الحرام” نظرًا لحرمة القتال فيه. فهو مكان مقدس وعظيم، والصلاة بداخله تعادل مئة صلاة في أي مسجد آخر.

مرافق الحرم المكي

للحرم المكي مرافق كثيرة، وجميعها عبارة عن رموز دينية هامة لدى كل المسلمين. هناك توجد الكعبة المشرفة ومقام إبراهيم وحجر إسماعيل والحجر الأسود والصفا والمروة وبئر زمزم والمطاف والمسعى. تابع السطور التالية لكي تتعرف أكثر على هذه المرافق.

الكعبة المشرفة

الكعبة المشرفة
الكعبة المشرفة

الكعبة هي قبلة المسلمين، فهي الاتجاه الذي يواجهه جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم أثناء الصلاة. إن قداسة الكعبة هي التي تجعل المسجد الحرام أقدس المساجد ومكة المكرمة أقدس مدن الإسلام. وذلك بفضل ارتباطها القوي بالنبيين إبراهيم ومحمد (عليهما أفضل الصلاة والسلام) الذي يبعث على قدر كبير من التبجيل بين المسلمين. كجزء من الحج، يقوم ملايين المسلمين بالطواف حول الكعبة سبع مرات، يمثل ذلك وحدة المؤمنين في عبادة الله، وهو يعتبر أيضًا رمزًا بارزًا للتقوى الإسلامية.

يبلغ ارتفاع الهيكل الكعبة المكعب حوالي 50 قدمًا (15 مترًا)، ويبلغ ارتفاعه حوالي 35 × 40 قدمًا (10 × 14 مترًا) في قاعدته. مصنوعة من الحجر الرمادي والرخام، وهي موجهة بحيث تتوافق أركانها تقريبًا مع نقاط البوصلة.

لا يحتوي الداخل إلا على الأعمدة الثلاثة التي تدعم السقف وعدد من المصابيح المعلقة الفضية والذهبية. يبلغ طول كل عمود حوالي 150 سم، بقاعدة خشبية مربعة محفورة، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس). الكعبة مغطاة بالرخام  الأبيض، بينما الجدران مزينة بالنقوش. خلال معظم أيام السنة، تُغطى الكعبة بقطعة قماش ضخمة من الديباج الأسود(الكسوة) مكتوب عليها الشهادة مع بعض أسماء الله الحسنى.

مقام إبراهيم

مقام إبراهيم
مقام إبراهيم

ومن سمات الحرم المكي البارزة هي مقام النبي إبراهيم (عليه السلام) حيث مرقده، وهو يقع أمام الكعبة وله مظهر بلوري بفضائل كثيرة، منها أنه مغطى بياقوت أزرق بلون السماء وقد ورد في القرآن.

حجر إسماعيل

حجر إسماعيل
حجر إسماعيل

حجر إسماعيل هو عبارة عن قوس جداري قصير يشكل نصف دائرة منفصلة عن الجزء الشمالي من “الكعبة المشرفة”، وهو يرتبط بالكعبة طوال تاريخها. أحد طرفي الحجر محاذ للركن الشمالي للكعبة والطرف الآخر محاذ للركن الغربي لها.

نصب النبي (ابراهيم عليه السلام) الحجر عند بناء الكعبة بمساعدة ابنه إسماعيل. ويبلغ ارتفاعه قرابة 1,30 متر. سمي الحجر بهذا الاسم لأن إسماعيل وأمه هاجر مدفونان في هذا المكان، بحسب أقاويل التاريخ.

الحجر الأسود

الحجر الأسود
الحجر الأسود

يقع في الركن الشرقي من الكعبة حجر مكة الأسود، الذي يحيط بقطعه المكسورة الآن حلقة من الحجر ويجمعها شريط فضي ثقيل. تم إعطاء هذا الحجر لآدم (عليه السلام) عند طرده من الجنة من أجل الحصول على غفران ذنوبه. تقول الأسطورة أن الحجر كان أبيضًا في الأصل ولكنه أصبح أسودًا عن طريق امتصاص آثام الآلاف من الحجاج الذين قبلوه ولمسه.

تعرف ايضاً على: مدائن صالح : أسرار الأنباط وقوم ثمود ولماذا حرم السعوديون زيارتها

الصفا والمروة

الصفا والمروة
الصفا والمروة

إن الصفا والمروة من أهم معالم الحرم المكي، وهما عبارة جبلان متقابلين أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب. يتم السعي بينهما خلال أداء مناسك الحج والعمرة، حيث يبدأ السعي من الصفا وحتى المروة لسبع مرات.

يقوم المسلمين بالسعي بين الصفا والمروة تخليدًا لذكرى السيدة هاجر وابنها اسماعيل ( عليهما السلام) حيث كانت تسعى بين الجبليين ذهابًا وإيابًا سبع مرات لتحصل لإبنها على بعض الطعام أو الشراب، وفي المرة الأخيرة نبع ماء زمزم لهاجر

بئر زمزم

بئر زمزم .. الحرم المكي
بئر زمزم في الحرم المكي

من المعالم المقدسة الأخرى في المسجد الحرام هي بئر زمزم، الذي تتدفق منه مياه زمزم بلا انقطاع، وهو يقع شرق الكعبة المشرفة – على بعد 21 متراً – في باحة المسجد الحرام، وتتدفق المياه من ثلاث فتحات.

المطاف والمسعى في الحرم المكي

المطاف الحرم المكي
المطاف الحرم المكي

المطاف هو صحن الكعبة المشرفة، وهو عبرة عن ساحة لا متناهية في الاتساع، يطوف المسلمون فيها حول الكعبة سبع مرات، بدايةً من الحجر الأسود ووصولاً إليه. المطاف كله مغطة برخام ناعم ناصع البياض، لتظهر الكعبة في وسطه بوضوح تام باللون الأسود القاتم المزين بأسماء الله الحسنى ذات اللون الذهبي. أما المسعى في فهي الساحة التي تقع بين جبلي الصفا والمروة. ويسعى بها المسلمين أيًضا سبع مرات.

تاريخ ترميم الحرم المكي 

يتعمق تاريخ مكة في الزمن، حيث تم تأسيسها قبل ولادة النبي إسماعيل (عليه السلام) الذي وضع مع والده النبي إبراهيم أساس الكعبة المشرفة، بعد أن بنى إبراهيم الكعبة، أحضر له ملاك الحجر الأسود، أصبحت مكانًا مقدسًا ليعيش فيه أبناء آدم حولها حتى دمرها الطوفان في عهد النبي نوح، وتحولت المنطقة إلى واد جاف محاط بالجبال الصخرية.

بدأ الناس في ذلك الوقت بالانتقال إلى الوادي والعيش فيه بعد وجود ماء زمزم الذي نبع من أرض الصحراء، عندما ترك النبي إبراهيم وراءه زوجته هاجر وابنه إسماعيل ليتبعوا آيات الله.

وشهدت الكعبة عناية كبيرة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بإطلاق أعمال الترميم التي كانت تعد ثورة شاملة لم تحدث منذ عام 1040 هـ.

اقرأ ايضاً: معالم السعودية .. وديان وأبراج وجبال وشواطئ ساحرة

إعادة بناء المسجد الحرام

في عهد الملك خالد بن عبد العزيز، في عام 1397 هـ ، تم إعادة بناء المسجد الحرام الذي رصف بالحجارة الرخامية بفوانيس معدنية جميلة معلقة على جدرانه. في عهد الملك فهد بن عبد العزيز أزيل الرخام القديم من الجدران واستبدلت الأرضية الحجرية برخام جديد. تم تنظيف الفوانيس الموجودة على الجدران وإعادتها إلى موقعها السابق. تم عمل حاجز حول مدخل الحجر الأسود للنبي ابراهيم. يقع الحجر الأسود في الزاوية الجنوبية الشرقية للكعبة من الخارج وهو نقطة البداية والنهاية للطواف. ترتفع حوالي 1.5 متر عن الأرض وتحيط بها إطار من الفضة النقية.

في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن تم تركيب بابين للكعبة المشرفة عام 1363 هـ حيث تم صنع باب جديد من الألمنيوم بسمك 2.5 سم وارتفاع 3.10 م مدعوما بقضبان حديدية. الباب مطلي بالذهب ومزين بأسماء الله الحسنى. الجزء الثاني هو الجزء الموجود حاليًا. أمر بصنعها الملك خالد بن عبد العزيز من الذهب الخالص.

وتم الترميم الأخير في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بإضافة رخام جديد ثمين، مع الاهتمام بالحفاظ على الموجود بالقرب من مدخل الكعبة.

حظي بئر زمزم باهتمام مستمر من قيادة المملكة العربية السعودية ، خلال التوسعات المستمرة للحرم المكي الشريف. وكان آخرها مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لساقية زمزم الذي أحدث نقلة نوعية وتغييرًا جذريًا وخفف الضغط والازدحام من منطقة المسجد الحرام.

اترك تعليقا