الرحالة و المسافرون العرب

وهم الحضارة المسروقة.. الأفروسنتريك بين الإدعاء والتأثير

هل سكان مصر حالياً هم المصريين الأصليين؟

تخيل أن تستقيظ يوماً في منزلك الذي بناه جدك وورثه والدك وأنت من بعدهم، ويومياً تشاهد توثيق بنائه من عصره القديم في زمنك الحديث. فترى صور الجد والبناء على الحوائط تملئ أرجاء المنزل، عارضة أدق التفاصيل، بداية من اختياره التصميم الهندسي لدراسة بناءه بأجود أنواع المواد، مروراً بتمهيد الأرض وخطوات الإنشاء، وصولاً لإنتاج منزل عتي، شامخ صلب، تحمل العناء والتغيرات على مر العصور و توارثته الأجيال حتى وقتنا هذا.
فنشأت منذ الطفولة وأنت تحفظ جميع تفاصيله عن ظهر قلب التي وثقها جدك قولاً وكتابةً وصوراً، فكان قراره أن يُعمر أرضاً لم يسكنها أحداً من قبله، ثم تُفاجئ اليوم بأحد المارة في الشارع ممن سكن أجدادهم بالأرجاء المجاورة قديماً، يُحدثك عن انتساب المنزل لعائلته ودليله أن لون المنزل كان اللون المفضل لجده.. هل من منطقية في هذا الحديث!!

لكننا هُنا لا نتحدث عن منزل، وليس مجرد مَسّكن بل دولة كاملة، بل حضارة عظيمة علمت العالم، ونشأت من بعدها الثقافات والفنون، هي الحضارة المصرية العريقة الموثقة في كل حدبٍ وصوب بأرجاء المدن والشوارع والمعابد.

لا تفوت معرفة المزيد عن : بوابة السياحة في مصر

الأفروسنتريك مركزية إفريقية أم وهم قلبه عنصري

ما نتحدث عنه هو إدعاء ما يسمى “بالأفروسنتريك” ” Black Centrism ” لانتساب الحضارة المصرية لهم، وعن معنى الأفروسنتريك فهي تشير لمركزية إفريقيا، تدعي الكثير من الانتماءات لعدة دول وحضارات مختلفة، أبرزها كان إصرار كبير على إنتساب إجباري للحضارة المصرية. و بدأ الحديث عنها والمناداة بحقوقها بعام 1928، يصنفها الباحثين كحركة لطائفة أمريكية، تتمحور حول التعصب العرقي الزنجي ، وخاصة للونه الأسود ، ومن أهم أهدافها القضاء على العرق الأبيض في إفريقيا ، وتحديداً في شمال وجنوب إفريقيا. وهذا التعريف وفقاً لكتب تناولها الداعمين للحركة، أبرزها كتاب ” الأصول الزنجية للحضارة المصرية “.

ميتاتوت رحلة لأول مدينة مصرية بالواقع الافتراضي
ميتاتوت رحلة لأول مدينة مصرية بالواقع الافتراضي

قصة الأفروسنتريك من البداية وأبرز الداعمين لها عالمياً

قد تكون الحركة ذاتها منذ القرن الماضي، لكن انتشارها وإذاعة صيتها في مصر بهذه الدرجة بدأ مع مؤتمر أسوان بفبراير من العام الماضي، الذي حمل شعار «العودة إلى الأصول» بغرض إعلان الحضارة المصرية ذات أصل «إفريقي زنجي»، من على أرض مصر بأسوان وتم إلغاؤه حينها بعد وتيرة من الرفض والشكوى. من ثم تصاعدت الأمور مرة أخرى في حفلة ديور بالأهرامات المصرية بإعلان بعضهم أنها أرض أجدادهم وعادوا لها، أشهرهم كانت “ناعومي كامبل” الموديل الشهيرة. ومن قبلها كانت الفنانة Alicia Keys إفريقية الأصل، المُعلقة على صور أبنائها أمام الأهرامات عبر حسابها الرسمي على انستجرام قائلة” أفضل شيء أن يعرف الأحفاد عظمة أجدادهم و تاريخهم الملهم للبشرية “.
من ثم تجددت الأزمة مع حفل “استاند آب كوميدي” للمثل كيفن هارت باستاد القاهرة الدولي. والتي تصدر عنها هاشتاج عبر مواقع التواصل الاجتماعي حمل عنوان” كيفن هارت.. غير مرحب بك في مصر”، مع هاشتاج “الغاء حفل #كيفن_هارت فى مصر”. حتى تم إلغاء الحفل بالفعل.

وهُنا كيفن هارت ليس مجرد ممثل كوميدي من أصول إفريقية ذو بشرة مختلفة عن العرق المصري، بل جاء رفض حفله من الجماهير المصرية، لأنه واحد من أكبر الداعمين للأفروسنتريك بالعالم والمتحدثين بأسمها، ولن يخلو حديث له عن “انتماء أجدادهم للحضارة المصرية بل هم من صنعوها وجاء الغزاة العرب ليستعمروها والآن السكان الحاليين لمصر ليسوا الأبناء، بل الأفارقة هم أصل هذه الحضارة”.
وصل دعم “كيفن هارت” لحركة الأفروسنتريك لدرجة إنتاج مسلسل كرتون للأطفال باسم “Guide to black history” ويتضمن على حد قوله تعليم الأطفال من أصل أفريقي، تاريخهم “الحقيقي”، وأنهم كانوا ملوك وليسوا عبيد.
كما أعتاد في عروضه الكوميدية السخرية من التاريخ المصري وممن يسكنوا أرضها حالياً وأنهم السبب في طرد “الأصليين” من بلدهم.

الأفروسنتريك احتلال القوة الناعمة

كانت أقوى الأسلحة التي تُصّدر الفكرة عالمياً هي القوة الناعمة المستخدمة للأفلام والكتب وحتى الأغاني العالمية وكان أشهرها أغنيات مثل Dark Horse للعالمية كاتي بيري وRemember the time لمايكل جاكسون التي تجسد الفكرة تماماً كما روّج لها.وأخرهم كانت كتب تدعو للمركزية الأفريقية يتم بيعها في معرض الكتاب هذا العام من قلب مصر ولكن تمت مصادرتها هي الأخرى.
وبالفعل شكلت هذه الطريقة كثيراً من رؤية الشعوب الأخرى لمصر، وعلى سبيل المثال صرح مخرج فيلم Gods of Egypt باعتذاره عن عدم وجود طاقم أسمر البشرة خلال أحداث العمل، إيمانا برؤية الأفروسينتريك لمصر القديمة.

الاهرامات المصرية
الاهرامات المصرية

حضارة مصر بين الوعي والإدعاء

لم تكن الأزمة مطلقاً في مجرد إنتماء لهوية إفريقية، بل تعدي على حقوق دول أخرى. وتطويع الكثير من الوسائل لإثبات الغرض ذاته.
وهنا جاء دور الوعي المصري، بعد هذا الكم من الهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي عالمياً فكان الرد بالطريقة ذاتها، فظهر كثيراً من الشباب الواعي المُدرك للأزمة بالتوضيح والتفسير بدقة حول كل النقاط التي تناولتها حركة الأفروسنتريك، وبين أكثر الصفحات الإلكترونية المتبنية الرد بالإثباتات والدلائل كانت “وعي مصر”، ذات الدور الملحوظ الذي نجح في لفت انتباه الكثير من الشباب المصريين للأزمة ودفعهم للبحث والمعرفة أكثر عن القضية، فزادت من وعي الشباب وانتمائهم لقوميتهم المصرية دون تحيز أو عنصرية بل باعتزاز مصري لحضارة لا تقبل القسمة.

وفي حديث الرحالة مع “زياد زين” أحد المسؤلين عن الصفحة قال : أن السوشيال ميديا هي ثمرة حصاد مجهود السنين الي فاتت من نشرهم للفكرة ، وتوقيتها كانت مصر في غفلة عن الرد، ولكن رغم نشرها لفكرهم الخبيث كانت مفيدة وفي صالحنا احنا فغرست الإنتماء المصري من جديد ، ووضحت قد ايه توجه الأفروسنتريك يعتمد على فكر هش وأسس غير منطقية، ومحطة التحول كانت الشباب المثقف والمتخصص في علم المصريات والهوية الذي فند كل تفاصيل الإدعاءات ووضحها بطريقة مُبسطة للعامة”.
وأكد خلال حديثه أن : ترجمة القومية المصرية على أنها تعصب، أمر غير حقيقي، بالعكس زمان كان الشعب متمسك بهويته أكثر لأن مصر أمة أصيلة مش منسوبة لحد”.

الأفروسنتريك و خدعة العبث في اصولك لخلق حق في أرضك

سابقاً كانت جميع الإدعاءات خارجية، تقف عند منشور فيسبوك، أو كتاب وأغنية، لكن تطور الأمر وصولاً لأرض مصر الآن، الأمر وصل حد الاعتداء اللفظي على المصريين ومحاولات لطردهم من الأماكن الآثرية على أرض مصر، سيل من الأفارقة يأتي في رحلات سياحية ويقف أمام الآثار متحدثين عن عودتهم لأجدادهم، وأنهم أصحاب الأرض. وفي هذه الجزئية تابع زين حديثه للرحالة بأن :” الموضوع مفيهوش لون رمادي، لأنه العبث في أصولك لخلق حق في أرضك هو أمر لا يحتمل النقاش”.

هل سكان مصر حالياً هم المصريين الأصليين؟

الأفروسنتريك والحضارة المصرية
الأفروسنتريك والحضارة المصرية

تواصلنا في الرحالة مع باحث في تاريخ مصر القديمة ومتخصص بعلم المصريات دكتور وسيم السيسي، و قال:” أنهم يدعون أننا أحفاد الغزاة العرب ، ولكن الرد هنا يجب أن يكون رد علمي، فوفقاً لبحوث Margaret Kendall مارجريت كندل، عالمة الجينات الأمريكية، في دراسة عن جينهات المصريون، حصلت على عينات من جميع أنحاء مصر من النوبة، الأسكندرية، الصحراء الغربية والشرقية والنجوع والكفور والمدن والقرى، ومنها تبين نتيجتين:
1. 97.5% من جينات جميع المصريين مسلمين ومسيحين بجميع أنحاء الدولة واحدة.
2. 87.6% من جينات المصريين فيهم نفس جينات توت عنخ أمون
إذاً نحن لسنا أبناء العرب، نحن أحفاد توت عنخ آمون.”

وتابع “السيسي”: “أن اللواء الطبيب د.طارق طه، رئيس قسم البصمة الوراثية والمناعة بالقوات المسلحة، أعاد بحوث “مارجريت كندل”، على أعداد أكبر من المصريين، وحصل على النسبة ذاتها أن 97.5 ٪ من جينات المصريين واحدة، وجميعها تعود لملوك مصر القديمة، إذا الدم المصري كله نقي، لتتضح خلالها الإجابة على إدعاء أن الدم النوبي هو الدم النقي الوحيد المنتمي لمصر القديمة.

دراسة عالمية تثبت عكس إدعاء الأفروسنتريك

مضيفاً أن المجلة الأمريكية العلمية للوراثة البشرية نشرت دراسة أجراها علماء بجامعة كامبريدج، لمدة 10 سنوات، لمعرفة الجنس البشري منذ بداية الانسان ، وتخصص جزء مفصل فيها للحديث عن أصول الدماء المصرية، تحت عنوان “المصريون فينا جميعاً”، وتبين خلالها أن الجينات المصرية موجودة في الأسيويين والأوربيين منذ 55 ألف سنة مضت، لأن مصر كانت الرابط بين افريقيا وأسيا وأوربا فانطلق منها أصل الانسان البشري لينفتح على العالم أو يمر من خلالها عبر العالم، فكانت هي الحضارة المستقرة ذات المجتمع المتحضر، يأتيه الأشخاص من المجتمعات البدائية، يعيشون ويتعلمون ويتزوجون من ثم ينتقلون للعالم عبرنا ومنها تختلط الجينات، فا مصر أم الدنيا جينياً ومنها أطلقوا جملة “المصريون فينا جميعاً”.

وتابع ” في حديث لي مع دكتور خالد سعد المختص بأثار ما قبل التاريخ ،قال: أن أصل الجينات يعود لأكثر من 200 الف سنة، وليس 55 فقط كما تناولت الدراسة، لكنها تمت باستخدام الكربون 14 وأقصى مدة يستطيع الكشف عنها كانت 55 الف عام، لكن باستخدام مواد مشعة أخرى يتبين سنوات أكثر من انتقال الجين المصري للعالم، لكن مع ثباته في أرض مصر”.
في هذه النقاط قال د.وسيم السيسي أن إدعاء الأفروسنتريك بأنهم يحملون بعض الجينات المصرية، فهو أمر لا ينسب الحضارة إليهم لأن الجينات فيهم وفي العالم كله ، وده أكبر دليل يدحض هذا الادعاء”.

“جماعات المركزية الافريقية ليسوا مغيبين بل ممولين”، هكذا أنهى حواره معنا باحث التاريخ المصري، قائلاً أن هذه الإدعاءات غرضها الفت في عضد هذا الشعب، عن طريق كثرة الإدعاءات، تارة بإنتساب الحضارة لغير صانعيها، وتارة أخرى بالحديث أن المصريون القدماء كانوا يعبدوا الأوثان، وأحاديث مطولة عن أن اخناتون هوالنبي موسى، وغيرها كثير من الأكاذيب بهدف زعزعة القومية المصرية وتوحدها.

لماذا تحمل بعض المعابد أشخاص ببشرة سمراء.. وهل لون المصريين الآن هو ذاته للقدماء

معبد فيلة
معبد فيلة

وفيما يخص السؤال عن ألوان رسوم بالبشرة السوداء على المعابد المصرية، قال “وسيم السيسي”: “مصر كانت إمبراطورية واسعة تمتد الى ما بين النهرين شمالاً وبرقة غرباً وإثيوبيا جنوباً، فما الأزمة من وجود مصريين ببشرة سمراء، ففي الأسرة 22 حكم مصر ملك من ليبيا والأسرة الـ25 حكم مصر ملك من النوبة ، وحتى عصرنا الحديث البشرة المصرية السمراء تملئ أرجاء الوطن، على سبيل المثال كان أنور السادات ببشرة سمراء داكنة، ومن أم سودانية، لكنه مصري، هل نستطيع التشكيك ف مصريته؟ مطلقاً.

وفي أحد الحوارات التلفزيونية للدكتور زاهي حواس وزير الأثار المصري الأسبق، عن الملامح الإفريقية لبعض الرسومات على جدران المعابد قال: ” رسومات المعابد كانت توثق جميع التفاصيل بما فيها الأسرى والعبيد، فالحضارة المصرية القديمة بعيدة تماماً عن الأصل الزنجي أو الأصل الأفريقي، وأبرز دليل أن المصريين القدماء صوروا أنفسهم بشكل يختلف تماماً عن تصويرهم للأفارقة الزنوج على جدران المعابد، فوثقوا شكل أعدائهم و الشعوب الذين يتاجرون معهم. وبين أبرز هذه التصويرات كان المنظر المصور على الجانب الأيمن من معبد أبو سمبل في النوبة بالشلال الثاني “.

وتابع” الملامح الزنجية غير موجودة في الشعب المصري إطلاقاً، نحن شعب مميز لنا شكل خاص”.
وفي مكالمة تلفزيونية لأستاذ التشريح المقارن والبيولوجيا الجزيئية بكلية العلوم جامعة السويس
د.هاني سيد حافظ، قال: ” أن لون المصريين الحقيقي الأصلي للمصريين القدماء هو لون بشرة المصريين الحاليين، وحتى شكل الأطراف والجمجمة،و شكل الجسد هو ذاته، فالهيئة المصرية ثابتة منذ ألاف السنين، وحتى الخريطة الجينية للمصريين تنتسب لأجدادهم القدماء فهم متشابهين مع كل الممياوات القديمة في الشكل الهيكلي، بينما الأفارقة يحملون الكثير من التغيرات في شكل الجمجمة الأمامي والخلفي وحتى شكل العمود الفقري.
ويضيف :” وفي دراسة أجريناها على أبناء محافظة الفيوم وهي من أقدم المحافظات التي سكنها المصريون القدماء وأنقاهم لبعدها عن النيل، فتشابهت هي الأخرى مع الجينات الخاصة بالممياوات.

ملامح غير قابلة للسرقة

معبد حتشبسوت
اهم الانشطة السياحية في معبد حتشبسوت

وعن ملامح المصريين وانتسابهم لحضارتهم ودمائهم النقية، تعددت الدراسات والأبحاث والكتب المُفصلة حول الشعب ذو العرق الأصيل المُصنف واحد من أكثر شعوب العالم أصالة رغم انفتاحه، وكان أبرز الدراسات بحث العالم “ستيفن هاو”، أستاذ تاريخ وثقافات الإستعمار بجامعة Bristo، وأقر خلالها أن المصريين الحاليين هما أحفاد المصريين القدماء، وأن الانفتاح العربي على مصر تأثر بالعرق المصري وليس العكس.

“لا بد أن تظل مصر القديمة أبرز مثال معروف فى التاريخ وحتى الآن لمنطقة معزولة طبيعيا أتيح فيها لأنواع الجنسية المحلية الأصيلة أن تمضي في طريقها لعدة آلاف من السنين دون أن تتاثر إطلاقًا باتصالات أجنبية”. جزء من كتاب ” The Races of Europe أعراق أوروبا”، للعالم ستيفين كون، عالم الأنثروپولوچيا الطبيعية.
وفي كتاب ” Human history tree شجرة التاريخ البشري” للباحث الأثري “برودريك” قال: “من الواضح طوال الستة آلاف سنة الأخيرة أو يزيد أنه لم يكن هناك أي تغيير ملحوظ في مظهر عموم المصريين”.

أما كتاب “نظرية جديدة عن التطور البشري”، تحدث خلاله عالم الأنثروبولوجى وخبير علم التشريح أرثر كيث، عن الاستمرار الجينى للمصريين قائلاً: “الفلاحون الذين نراهم يؤلفون جسم الأمة اليوم هم النسل المباشر لفلاحي سنة ٣٣٠٠ قبل الميلاد”.

وأضاف ” “المصريون ليسوا فقط أمة، أقدم أمة سياسية في التاريخ، ولكنهم أيضا جنس بكل معنى الكلمة، ولكن ليس هناك شيء اسمه النقاوة الجنسية عمومًا ومهما كان الشعب منعزلا أو معزولا سنجده مختلطا بدرجة أو بأخرى، وإن كان النمط الجنسي المصري قد امتاز بالثبات لا شك”.

تغيرات تحرك المياه الراكده، هذا الإدعاء نبه صحوة جديدة للقومية المصرية وانتماء الأبناء لأجدادهم فازداد الوعي حول الانتماء المصري متفرد دون انتماء عربي أو إسلامي أو إفريقي، هو إنتماء للدولة المصرية دون أي إضافات.. فهي أصل الموطن والحضارة والانتماء .. هي مصر القديمة بعزتها..