الرحالة و المسافرون العرب

قمة إفرست : مغامرة تسلق أعلى جبل في العالم

قمة إفرست | الرحالة | مغامرة- عزت الزيات:

 

اسمي عزت الزيات، والنهارده الحمد لله كملت 22سنة، وملقيتش إنجاز عملته السنة اللي فاتت أتكلم عنه، أفضل من مغامرة تسلق قمة إفرست ، أعلى قمة جبلية في العالم.

 

حلم تسلق قمة إفرست بدأ معايا لما كان عمري 14سنة. كنت قاعد في حصة دراسية، وكان في براجراف في الكتاب عن جبل إفرست، وان هو أعلى جبل في العالم، وإن تسلق قمة إفرست من أصعب التحديات الموجودة في العالم، واللي  ممكن أي حد يواجها في حياته.

 

الصراحة الكلام شدني جدًا، والموضوع شدني أكتر لما لقيت إن في واحد مصري اسمه عمر سمرة نجح بالفعل في تسلق قمة إفرست، وكمان نجح إنه يكون أصغر عربي يتسلق أعلى 7 قمم جبلية في العالم بما فيهم قمة جبل إفرست.

 

ومن ساعتها وأنا فعلا موضوع إفرست ده في دماغي، بس كنت ساعتها لسه صغير في السن، وكان أكبر مشوار بعمله في حياتي لحد أول شارع بيتنا، ولو اتأخرت نصف ساعة أهلي كانوا بيقلقوا عليا جدا، فكان الموضوع ساعتها شبه مستحيل.

حلم تسلق قمة إفرست

 

بدا موضوع السفاري يظهر في حياتي والموضوع عجبني وبدأت في تأسيس تيم Mount Dream والهدف منه إن إحنا نعمل إيفنتس وسفاري رخيص للشباب، بحيث إن احنا نساعدهم انهم يتعرفوا أكتر علي بلدهم، وبالفعل اشتغلت ع الموضوع، وحاليا أكتر من 80% من مساحة مصر لفيتها.. وبدأ الحلم القديم بتاع قمة إفرست يرجع لي تاني.

 

أخدت قرار في أول 2017 إني لازم أسافر هناك وأحقق جزء من حلمي، وهو الوصول للباز كامب. بدأت أحوش وأجمع فلوس، يمكن مش أخدت فلوس من أهلي في الرحلة دي غير حاجات بسيطة جدا، مش يكمل 5% من فلوس الرحلة.

 

وبدأت أجمع معلومات عن قمة إفرست لأني قررت إني هقوم بالرحلة دي لوحدي، من غير أي جايد أو بورترس، وده طبعا كان خطر، بس أنا كنت حابب أعتمد علي نفسي في كل حاجة.

السفر إلى نيبال

 

حجزت طيران لنيبال ونزلت العاصمة كاتمندوا، وقبل ما أسافر كنت اتعرفت علي واحد نيبالي، وعرض عليا إنه يستضيفني في بيته، وأنا رحبت بالموضوع جدا، وبالفعل لما نزلت كاتمندوا لقيته مستنيني هناك. قعدت عنده يوم ونصف تقريبا، في خلال الفترة دي كنت بلف كاتمندوا أنا وهو عشان نطلع تصاريح الجبل ونحجز الباص اللي هيطلعني علي أول التراك بتاع قمة إفرست.

 

المفروض السفر يكون بطيارة،  بس أنا حبيت أبدأ الهايكنج من نقطة أبعد، اللي هي حوالي فرق أسبوع هايكنج زيادة عن  النقطة بتاعت الطيارة.

 

المهم تاني يوم ركبت الباص وبدأت المغامرة بتاعتي، مغامرة تسلق قمة إفرست . أنا فاكر كويس إن الطريق اللي الباص كان ماشي عليه كان أسوأ طريق شوفته في حياتي. الطريق تقريبا شبه محفور في الجبل.

 

كمية مطبات فظيعة، الكلام ده استمر كده لمدة 12 ساعة، بس في خلال الـ 12 ساعة دي شوفت حرفيًا أجمل مناظر طبيعية مش بشوفها غير في صور الفوتوشوب. حرفيًا جبال خضرا وشلالات نازلة من قلب الجبل.

مغامرة تسلق قمة إفرست

 

وأخيرًا وصلت لأول مدينة اسمها phndra علي ارتفاع 3500 متر، وهي دي اللي هنزل فيها، ومن عندها هبدأ الهايكنج بتاعي، لحد قمة إفرست ، واللي هياخد من 16 لـ 20 اتجاه.

 

روحت هناك وحجزت في اللودج، وأنا نايم في الليلة دي صحيت علي ألم فظيع في صباع إيدي مش كنت عارف أنام منه، لحد لما الراجل صاحب الفندق شافني وأنا ماسك إيدي وعرف ان في حاجه في صباعي، راح جاب لي زي زيت كده مش عارف إيه ده، المهم أخدت أي حاجه كده ودهنت صباعي، الألم هدي، لكن صحيت الصبح لقيت صباعي وارم قوي.. المهم ربطته لحد أقرب مستشفي اللي هي لسه  بعد 4 أيام هايكنج.

 

صحيت الصبح بدري عشان أبدأ الهايكنج بتاعي، وأكبر عقبة اتفاجئت بيها هي الشنطة بتاعتي، مش حسيت إن الشنطة بتاعتي تقيلة غير بعد أول ربع  ساعة هايكنج، كنت حرفيًا بمشي خطوتين وبقع من كتر التعب، الشنطة كان وزنها 20 كيلو، في مصر كان الموضوع قشطة لكن في نيبال كانت المفاجأة انك علي ارتفاع 3500 متر، على الجانب الآخر انت أعلى نقطة وصلتها في مصر 2600 متر.. لا ولسه كمان قدامك فوق الـ 3600 متر دول 2000 متر هتطلعهم بالشنطة بتاعتك.

 

الموضوع أول يوم كان شبه مستحيل فعلا. العقبة التانية اللي قابلتني الصبح، إن المكان اللي أنا نزلت فيه ده الخريطة مش موضحة الطرق كويس، يعني كنت بمشي علي كلام الناس، كانوا بيوصفوا لي الطريق وأنا كنت ساعات بمشي غلط، يعني كنت أطلع مطلع غبي بالشنطة دي نصف ساعة مثلا، واكتشف لما أقابل حد في نصف الطريق إني كنت ماشي غلط فارجع تاني وانزل المطلع ده.

الطريق إلى قمة إفرست

 

وهكذا لحد لما قابلت واحدة كانت معاها بنتها الصغيرة واكتشفت إنهم بالصدفة رايحين نفس القرية اللي أنا رايحها، طبعا كنت بتعامل معاهم بالإشارة أو بالحب كده  ?? لأنهم كانوا مش بيتكلموا إنجلش، المهم فضلنا ماشيين وماشيين لحد لما لقيتها وقفت مرة واحدة واللي فهمته بعد كده إنها مش عارفة تكمل الطريق وإن احنا تهنا.. صلاة النبي أحسن  ???

 

طبعا كل ده وأنا ميت من التعب من كميه المطالع اللي طلعتها بالشنطة. فين وفين لحد لما لقينا واحد عجوز مش أقل من 60 سنة كان رايح نفس المدينة دي، طبعا شاف منظري ومنظر صباعي كان هاين عليه يديني ربع جنيه.. كنت شبه المتسولين حرفيا  ??

 

عرض عليا إنه يشيل لي الشنطة، طبعًا بصيت له كده اللي هو يعني إيه يا حاج صلي ع النبي انت تلاقيك ساند نفسك بالعافية أصلا، وكمان كان بيشرب سجاير. المهم قلت خلاص ادي له الشنطة وهي خطوتين وهينخ، الراجل مسك الشنطة ولا كأنه ماسك ربع كيلو خيار، ولقيت البنت الصغيرة اللي كانت معانا، اللي تعبت من كتر المشي شالها وحطها علي كتفه.. الي هو “تيت 😀 ” يعني  ???

 

الراجل فضل ماشي ماشي بيتمختر بالشنطة ولا كأنه خارج مع خطيبته، وفين وفين لحد لما وصلنا لبيتهم، اللي هو مسافة حوالي ساعة هايكنج من القرية اللي أنا المفروض هنزل أنام فيها. قعدت معاهم شوية وشربت شاي، وعرضوا إني أبات عندهم بس أنا كنت. حابب أنجز في الوقت. وصلت القرية الحمد لله الساعة 6 المغرب، وأنا ميت من التعب، وده كان أول يوم في رحلتي لتسلق قمة إفرست

حسني مبارك في نيبال

 

اليوم التاني صحيت الساعة 6 صباحًا وجهزت نفسي عشان أروح المدينة التانية، وبدأت أتأقلم مع الشنطة شوية والحمد لله. وصلت الساعة 4 العصر تقريبا ونمت في اللودج، وهكذا الموضوع استمر لحد ماوصلت لمدينة Junbsi المدينة الوحيدة تقريبًا اللي كان فيها عيادة.

 

في خلال الفترة دي كل شوية صباعي كانت حالته بتسوء أكتر بسبب طبعا السقعة، وإني مش كنت رابطه كويس. وصلت للمدينة والدكتور استغرب لأنه أول مره يشوف مصريين في المكان ده. لقيته بيسألني عن مصر وأخبار حسني مبارك إيه  ??? وانه هو كان أفضل من الرئيس الحالي.

 

المهم ظبط لي صباعي وربطه، وقالي لازم تغير عليه كل يومين، قلت له طب أنا المدينة اللي جايه حوالي 5 أيام، ينفع أغير عليه بعد 5 أيام؟، قالي عادي مفيش مشكلة. استغربت لأنه دي تقريبا أكبر غلطة عملتها طول الرحلة، بس قلت أكيد هو مش فاهمني.

 

كملت في الطريق بتاعي عادي وكل لما بطلع فوق الشنطة حملها يزيد والتعب يتراكم علي، ده غير الجو كان ساعات بيقلب مرة واحدة ومطر وطين وصخور وزحلقة من هنا للصبح  ??

مدينة Namch Bazzar

 

كنت في الأول بقابل ناس كل فين وفين في الطريق بتاعي، لدرجة إن أي حد بشوفه بفضل أتكلم معاه ربع ساعة من كتر ما هم قليلين،  لحد ما وصلت لمدينة Lukla وبدأت أعداد الناس تزيد. عديت Lukla ووصلت لمدينة  Namch Bazaar وهي تقريبا من أجمل المدن اللي عديت عليها في الطريق. كانت مدينة متقدمة شوية وهادئة جدًا، وتقريبا من أعلى المدن في العالم، اللي مبنية على ارتفاعات شاهقة حوالي 3800 متر، وهي دي تاني مدينة أعدي عليها فيها عيادة بس طبعا كبيرة ونظيفة جدًا.

 

وصلت الكامب اللي هبات فيه، قلت لما آخد بصة علي صباعي. كنت متخيل إن عدى 5 أيام بقى فهفتح الجرح، هلاقي الدنيا اتظبطت وصباعي رجع زي الأول. رحت جايب كرسي ولسه بفتح الرباط، شميت ريحة سيئة ولقيت صباعي مشوه جدا، رحت قفلت الجرح تاني وطلعت ع العيادة عشان الدكتور يشوفه.

 

طبعا كان الشاش بتاع الرباط لازق في ظفر ولحم الصباع فلك أن تتخيل كمية المعاناة وهو بيشيله، وبعد ما شاله قالي لازم نشيلك ظفرك لأنه اتصاب ببكتيريا، قولتله مفيش حل تاني ؟.. قالي إما نشيل ظفرك أو نقطع لك صباعك كله.. طبعا قلت ظفري في داهية أرحم. طبعًا إداني 3 حقن بنج في صباعي وبعد كده شاله ونظف، وقالي غير عليه كل 3 أيام، طبعا من ساعتها وأنا بغير عليه كل يومين تقريبا.

قمة إفرست .. اللقاء الأول

 

صحيت الصبح وسبت اللودج عشان أكمل رحلتي للمدينة التانية، وأخيرًا وأنا في الطريق شفت قمة إفرست  ?? وده كان أول لقاء لي مع قمة إفرست ، اللي هو يعني أخيرًا اتقابلنا وشوفت معاها قمم مشهورة كتير زي قمة  Lhotse اعلي رابع جبل في العالم  وقمة  Amadapant كل ده كان جنب بعض.

 

كملت الرحلة بتاعتي لحد ما وصلت لمدينة tengboche وكنت عارف ساعتها إني مش هلاقي مكان أبات فيه، لأن الوقت ده كان في احتفال في المعبد. سمعت بنصيحه الهاوس كيبر ونزلت أدور في المدينة اللي بعدها.

 

بالصدفة قابلت جروب من كندا وأمريكا كان بيواجه نفس المشكلة، فقلت أدور معاهم يمكن نلاقي غرف تاخدنا كلنا، وبالفعل هما كانوا 4 وأنا الخامس، ومش لقينا غير آخر غرفتين في الكامب، واحدة دبل والتانية تربل.. الظروف الحمد لله خدمتنا قوي.

 

اليوم التاني كملت لمدينة Pheriche المدينة دي شبه متحوطة بالجبال، و الجو هناك فظيع جدًا، سقعة لا تحتمل، كنت بخبي إزازة المايه بتاعتي تحت اللحاف عشان قبل كده صحيت هناك لقيتها متجمدة، واللحاف بتاعي كنت بلاقي عليه من بره كده الصبح زي تلج سايح، لك أن تتخيل درجة برودة المكان.

أخيرا هتكلم عربي!

 

المدينة دي هي تالت مدينة يكون فيها عيادة بس طبعا عيادة بسيطة خالص، قلت أروح هناك أخلي الدكتور ياخد بصه كده ع الجرح. أول ما وصلت هناك لقيتها دكتورة أمريكية، واتفاجئت إنها كانت بتدرس في جامعة القاهرة، وبتكلم عربي شبه مكسر واتبسطت جدًا، لأني من أول ما بدأت الهايكنج مش لاقي حد مصري أو عربي أو أفريقي حتى.

 

غيرت ع الجرح ونزلت في الكامب. كان تقريبا أي حد بيعدي عليا كان بيتفاجئ بحاجتين، أولا إني مصري، ثانيا إني عندي 21 سنة ومسافر من غير جايد أو بورتر.

 

كملت رحلتي  لحد مدينة Lobuche وطول الفترة اللي فاتت مش كنت حاسس بنقص الضغط قوي أو الأكسجين، لكن أول لما وصلت هناك اللي هو علي ارتفاع 5000 متر، بدأ صداع فظيع يفرتك دماغي. دخلت الأوضه بتاعتي وقولت هنام عشان مش أحس بحاجة، نمت وصحيت بعدها بساعتين علي صداع أفظع من الأول.

باقي ع الحلم خطوة

 

نزلت لصاحبة الكامب، قالت لي اشرب مايه كتير واتنفس كميه أكسجين أكتر، والموضوع فعلا بدأ يتظبط شوية شوية، طبعا انت كنت عارف انه هحس بصداع لما أوصل للارتفاع ده، بس الفرق إنه لما يجيلك وتحس بيه بيتعبك أكتر. اليوم خلص ودخلت نمت والصداع بدأ يقل شوية.

 

كملت رحلتي لحد ماوصلت لمدينة Gorak shep  ودي اخر مدينة قبل الباز كامب مباشرة، ودي تقريبا الخدمات فيها شبه مختفية، مفيش مايه للشرب، المايه بتشتريها وسعرها غالي جدا، مفيش غير حمام واحد للقريه كلها، وكمان مكانش حمام، ده كان حاجه كده زي فتحة في الأرض متحوطة بخشب وانت بتتعامل، طبعا كل ده مش فارق معايا، أنا بس بوصف لك الأحداث.

 

أول ما وصلت القرية كانت الساعة 4 العصر، كان معايا ساعتين عشان أطلع زي مكان عالي كده اسمه  Kala pathar عشان أشوف قمه إفرست من مسافة قريبة، المهم طلعت وخلصت ونزلت الكامب بتاعي وكنت تقريبا متعود كل ليله لازم أشوف أي حد أرغي معاه، لحد لما الوقت يعدي، المره دي أخيرا  قابلت واحد قريب مني، كان من جنوب أفريقيا  ?? واستغربت لأنه كان أبيض قوي.

وأخيرًا.. قمة إفرست

 

خلصت الليله وتاني يوم الصبح طلعت ع الباز كامب، لك أن تتخيل كنت ماشي لحد هناك كأني واحد عجوز عنده 80 سنة، الجو ساعتها كان سقعة جدا، الشمس كانت طالعة وإزازه المايه بتاعتي متجمدة، وأخيرا بعد هايكنج استمر لمده 20 يوم وصلت للباز كامب، وكانت طبعا فرحة كبيرة جدا الحمد لله.. المفاجاه بقي اني المفروض لسه هرجع كل ده تاني  ??

 

وأنا راجع اكتشفت إني نسيت أهم حاجة في الكامب، نظارة الشمس لأن ساعتها كانت الساعة 12 الظهر والشمس فوق دماغي، والتلج ساعتها كان بيلمع عامل زي المراية بالظبط، تعكس أشعة الشمس علي دماغك وعينيك، ده غير إنك علي ارتفاع 5500 متر ضغط وأكسجين قليلين كل ده كان بيخلي دماغك زبادي خلاط.

 

كنت راجع بتطوح تقريبا يمين وشمال، لقيت بالصدفة جروب استرالي كان راجع للكامب، عرضوا علي إني أرجع معاهم لأني كنت ساعتها مش شايف قدامي. كنت مخطط إني هوصل الكامب وآخد حاجتي وأكمل طريق العودة في نفس اليوم، بس طبعا مقدرتش، وبيت وبدأت الهايكنج تاني يوم الصبح.

 

العودة إلى كاتماندوا

 

وكنت مقرر إني أول لما أوصل Lukla هرجع طيران لحد كاتمندوا، أولا لأني كنت حابب أجرب الطيران الداخلي. ثانيا لأن رجلي شدت عليا جامد، وكنت بعرج عليها لدرجة إني قابلت طبيب نيوزلندي شافني، قالي أفضل ليك ارجع طيران بدل هايكنج عشان ممكن رجليك في الطريق تحصلها حاجة، ومش تعرف تتصرف.

 

سمعت كلامه وبالفعل حجزت طيران ورجعت كاتمندوا قعدت في بيت صاحبي 5 أيام مكنتش بطلع من بيته لأنه رجلي كانت وجعاني، خلصت الـ 5 أيام وسلمت عليه ورجعت مصر.

 

أتمنى إني أكون قدرت أغطي جزء ولو بسيط عن رحلتي إلى قمة إفرست لأن لي كذا حد طلب مني ده ومش لقيت فرصة أنسب من عيد ميلادي إني أنزل بوست زي ده فيه.

اترك تعليقا