الرحالة و المسافرون العرب

فتحي أبو زيد يواصل رحلته في سوريا: هذه شهادتي عن دمشق

​للصباح في سوريا طابع خاص صوت العصافير ورائحة الياسمين الشامي يجعلك تستيقظ مبكرا. وكعادة أهل دمشق، فنجان القهوة قبل أي شيء، احتسيت فنجاني مع بعض البسكويت و هممت بالنشاط .

يومنا هو الرابع والحمد لله عرفت كيف أخرج من هذه الحارات الضيقة إلي ساحة المرجة.

ساحة المرجة، هي أشهر ساحات دمشق على الإطلاق، هنا ترفرف الحمامات اثنتين اثنتين كما قال نزار . للوهلة الأولى تتخيل نفسك بأوروبا من منظر الحمام في الأرض وعدده الكبير، لكن هذه دمشق عاصمة الحب والسلام التي تآمر عليها كل شياطين الأرض، لم تتخلى عنها الحمامات وكأنها تقول للعالم إن عاصمة الياسمين مازالت تتنفس نسيم الحياة.
أمن قصر العدل ( مجمع المحاكم ) حفظ وجهي، يوميا أترك لهم الكاميرا وأباشر العمل من الدور الأول للثاني الثالث أختم هذه الورقة و انتظر أخذ رقم القضية، كدت انسى اننى مهندس ومصري أيضا وليس لي علاقة بتثبيت زواج الأخ ربيع ولا استخراج أوراق ميلاد الطفل باسل من الرقة، ولكن أن تكون خطيبتك محامية سورية فتسأل الله أن يكون هذا شفيعا لك يوم القيامة.بعد الانتهاء من مشوار المحكمة اليومي الآن يمكننا تناول الفطور طبقا للبروتوكول الدمشقي “الفطور بعد حرق الدهون”
على بعد خطوات من قصر العدل يقع سوق الحميدية ومنه إلى الجامع الأموى والذي يجاوره ضريح الناصر صلاح الدين الأيوبي.

دخلنا الضريح وقرأنا الفاتحة أمام القبر الحقيقي لصلاح الدين، وعلى بعد خطوتين من قبر صلاح الدين وداخل الضريح ذاته قبر الشيخ العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، أحد أهم علماء المسلمين في العصر الحديث، والذي اغتالته أيادي الإرهاب هو و٥٠ من تلامذته داخل المسجد أثناء الدرس. أمر الرئيس السوري بشار الأسد بدفنه بجوار الناصر صلاح الدين الأيوبي تكريما له.

في حديقة الضريح يوجد أكثر من نصب لملوك عثمانيين ونصب للطيارين العثمانيين الذين قاموا بأول رحلة طيران من إسطنبول للقاهرة وسقطوا في حيفا الفلسطينية، كما يوجد قبر حفيد الشيخ البوطي والذي استشهد ايضا معه في التفجير الإرهابي.

هي ساحة تاريخية بمعنى الكلمة بين الماضي والحاضر تحوى رفات عظماء أثروا التاريخ ليس في سوريا فقط بل العالم.
قبل انتهاء اليوم كنا على موعد لمشاهدة فيلم “لف ودوران” لأحمد حلمي في سينما دمشق وهذا آخر ما كنت أتوقعه، أن آتي لدمشق لأشاهد فيلم كوميدي لا الدماء والخراب في الشوارع، في النهاية استمتعت بالفيلم وبإفيهات أحمد حلمي التي لا تنافسها سوى  إفيهات الاعلام الخليجي والأمريكي عن سوريا.

اترك تعليقا