الرحالة و المسافرون العرب

سياحة الحشرات : أكثر من مليون سائح يسافرون للخنافس

سياحة الحشرات | انتشرت في الآونة الأخيرة ما يسمى بسياحة الحشرات، وأصبح يأتي الملايين من السياح من كل مكان في العالم لمشاهدة مجموعة من الحشرات المضيئة التي تتجمع على إحدى الأشجار وتنبعث منها إضاءة في تزامن زمني فريد من نوعه، وكأنه فرع من النور يلتف حول الأشجار.

سياحة الحشرات

وقد بدأت هذه السياحة منذ عام ٢٠٠٤ عندما بدأت إحدى مقاطعات تايلند والتي تسمى امفاو بالترويج لهذه السياحة وفي غضون عدة سنوات قام الباحثون ياحصاء عدد السياح الذين يأتوا لمشاهدة هذه الحشرات، والذين بلغ عددهم مليون سائح في عام ٢٠١٩، ويسأل الكثير ما هي سياحة الحشرات وكيف اثرت على البيئة؟

ما هو نوع الحشرات المضيئة

هو نوع من الخنافس المضيئة والتي تسمى اليراع أو سراج الليل، وتنتمي إلى فصيلة الخنافس غمدية الأجنحة، وتقوم الخنافس بعملية تسمى الضيائية الحيوية، وتتم العملية عن طريق عدد من التفاعلات الكيميائية، فيوجد بالحشرة مادة لوسفرين تضاء عندما تقوم الحشرة بادخال الأكسجين إليها، ومن أكثر الخنافس التي تصدر إضاءة قوية هي الخنافس الماليزية.

وتعتبر هذه العملية هي لغة الحب بالنسبة للحشرات والذي يقوم بها الذكور من أجل استقطاب الإناث وتسهيل مهمة العثور عليهم، وأيضًا تقوم الإناث بتلك العملية ولكنها تكون أقل إضاءة، ويطلق على هذه الظاهرة اسم الإضاءة الباردة، وتنتشر هذه الحشرات في الأماكن الاستوائية الحارة، وفي الغابات، ويوجد منها أكثر من ٢٠٠٠ نوع حول العالم.

الحشرات المضيئة
الحشرات المضيئة

امفاو وسياحة الحشرات بها

كانت امفاو من أوائل البلاد التي انتشرت بها هذه السياحة؛ حيث أنها قامت بالترويج لتلك السياحة بنفسها وهي قرية صغيرة تقع في الجزء الجنوبي الغربي لبانكوك، وتعد بانكوك هي العاصمة الرسمية لتايلاند، وكان يوجد بها الاف الحشرات التي تنتشر على اشجار تسمى باشجار المنغروف، والتي تضيء في وقت واحد، وكانت اليابان من أوائل الدولة التي كانت تشاهد هذه العروض.

وانتشرت هذه السياحة في كل مكان، وأصبح يقام الكثير من المهرجانات التي تتبع هذه العملي، وتنتشر هذه الحشرات في أكثر من ١٣ دولة، ولكن أثرت هذه السياحة تأثيرًا كبيرًا على الحشرات وقضت على الكثير منها الأمر الذي جعل الكثير من الباحثين يأكدون على ضرورة التوقف عن هذه الحشرات من أجل حمايتها والحفاظ على نوعها، وتوجيه السياحة إلى الأنشطة الأخرى بدلًا عن هذه الحشرات التي تضر بها.

كيف اثرت سياحة الحشرات على البيئة

كان لسياحة الحشرات تأثيرًا سلبيًا على البيئة، فمع هذه السياحة وتوافد الزوار من كل مكان من أجل مشاهدة تلك الحشرات تم تحويل هذه القرية الهادئة المليئة بالاشجار والمناظر الطبيعية الخلابة إلى منطقة حضارية يأتي إليها السياح من أجل التجول والقيام بالتسوق.

وقد قاموا بإبادة الحشرات بها وتم القضاء عليها بنسبة ٨٠٪؜، وأكد الكثير من العلماء أن هذه السياحة مضرة بالحشرات وتؤثر بالسلب عليها وقد تعرضها للانقراض، ولكن من الممكن أن يكون هناك مرشدون من السكان المحليين بتعليم السياح كيفية الاهتمام بالحشرات والتعامل معهم.

فوائد استخدام النور للحشرات المضيئة

تتميز الخنافس المضيئة باستخدامها للضوء للكثير من الأسباب منها الإضاءة ليلًا وتنوير الظلام، وأيضًا من أجل التعرف على بعضهم البعض عن طريق عدد من الومضات، فضلًا عن افتراس الحشرات الأخرى الذي تنجذب لها من خلال الضوء، وعملية الزواج فالذكر يعطي إشارة للإناث من خلال الضوء.

وترد الأنثى عليه بالضوء أيضًا وفي حالة عدم رغبتها بالزواج لا تبادله هذا الضوء، كما أنها تستخدم كوسيلة للدفاع عن نفسها لتخويف الحشرات الأخرى، وتستخدمها ايضا لاصطياد الخنافس من الأنواع الأخرى من الذكور والتغذي عليهم، وتتغذى الخنافس المضيئة عند بلوغها على حبوب اللقاح.

تكوين جسم الخنافس المضيئة

يتكون جسم اليراع من ثلاثة اقسام الرأس والصدر البطن، ويحتوي الرأي على زوجين من العيون، و فم وزوج من قرون الاستشعار، ويتكون الصدر من ثلاثة من الحلقات تضم كل حلقة زوج من الارجل والحلقتين الآخرين تحتوي على زوج من الاجنحة، وتتكون البطن من ١١ حلقة.

الخنافس المضيئة
الخنافس المضيئة

حديقة الحشرات المضيئة في سيلانجور

تقع حديقة الحشرات المضيئة بولاية سيلانجور، في ماليزيا، وتبتعد عن كوالالمبور بمسافة ٦٠ كم، وهي حديقة تشبه الغابات الاستوائية، وتتميز الحديقة بوجود عدد من الفراشات المضيئة والتي تومض ثلاثة ومضات في الثانية وتطير على النهر وعلى الاشجار، وتعتبر الحديقة من أهم الأماكن السياحية التي يأتي السياح لمشاهدتها من كل مكان في العالم، وتضم الحديقة ما يزيد عن ١٥ الف نوع من النبات، علاوة على ٦ الآف نوع من الفراشات.

اترك تعليقا