“قائم من الحجر تُرسل الشمس المشرقة أشعتها عليه كل صباح”، هي المسلات المصرية، في الأساس ابتكرها المصريون القدماء لتوثيق الإنجازات وملامح الحياة وأسماء الملوك على الأوجه الأربعة للمسلة.
وكانت القمة الهرمية لكل مسلة تُطلى بالذهب أو الفضة، لتكون لامعة مميزة تعكس أشعة الشمس فوق المعبد عند سقوطها كل صباح على هذه الطبقة، أما في يوم الانقلاب الصيفي للشمس يظهر قرص الشمس عموديًا على المسلات وتظهر المسلات كالشموع الحجرية المضيئة.
ومن هنا اتخذت مسماها “الشعاع المضئ”، لكن اسمها الأصلي كان “تخن، أو نخن” وهي تعني الإبرة عند المصريين القدماء لشكلها المدبب من أعلى.
ووفقاً لبعض الدراسات فاعتبرها المصريون قديماً رمزاً من رموز الشمس المقدسة الهابطة من السماء، التي تتمثل في قمتها الهرمية لذا كان لها بُعد ديني ارتبط بعقيدة الشمس.
وتُصنع المسلات من حجر الجرانيت، وكانت مدينة أسوان هي مصدره الرئيسي.
فيقوم المصريين بتصميم قطعة جرانيتية ضخمة من جزء واحد ثم يتم نقلها، بعدما يصقلونها وينقشونها ثم يرفعونها بدقة على قواعدها.
وأشهر المسلات المصرية تقع في معبد الكرنك والأقصر، والفيوم، وهليوبوليس وتانيس في الدلتا.
بينها أضخمهم كانت مسلة أسوان غير مكتملة الصقل، ذات ارتفاع 41.75 مترًا، وبوزن تقديري حوالي 1168طناً. لذا تعتبر من أضخم المسلات المصرية، لكنها كُسرت أثناء النقل فوضعت في محلها كما هي حتى وقتنا هذا، لكن أطول مسلة في العالم أيضاً توجد بأسوان ويبلغ ارتفاعها 39 متراً.
المسلات المصرية حول العالم
على مدار أزمنة بعيدة ومتفرقة، سُرق الكثير من الآثار المصرية القديمة، وكان أبرزها المسلات الكبيرة، منها ما تم تهريبه، ومنها ما تم ارساله للبلاد على سبيل الهدية، منها مسلات لكيلوباترا في لندن وباريس ونيويورك، وما يتعدى ال 8 مسلات متفرقة في روما، وأبرز هذه المسلات حول العالم..
- مسلتي الملك تحتمس الثالث في لندن ونيويورك نقلهما الإمبراطور أغسطس إلى أمام معبد قيصر في السنة العاشرة ق.م. من ثم نُقلت واحدة إلى نيويورك، والأخرى إلى لندن، أهداها “محمد على باشا “إلى بريطانيا عام 1831. وكانت بارتفاع 20.78 مترًا ووزنها حوالي 187 طناً.
- مسلات رمسيس الثاني في باريس، وهم 4 مسلات متفرقة، كانت مُشيدة أمام معبد الأقصر، ونقلها الفرنسيون إلى فرنسا عام 1833، في ميدان “الكونكورد” بباريس.
- مسلة تحتمس الثالث القسطنطينية أما هذه نقلها الامبراطور تيودوروس من طيبة إلى روما.
- أما المسلات التي سافرت إيطاليا كان عددهم 4 كانوا لـ” تحتمس الرابع”
- مسلة أمنحتب الثاني بالفاتيكان مدعومة بأسود برونزية وصليب في أعلاها وتقع في ساحة القديس بطرس، وانتقلت لروما بعدما كانت تتوسط مدينة هليوبليس عاصمة مصر.
- مسلة “سيتي الأول- رمسيس الثاني” فلامينيوهي الأخرى انتقلت من هليوبوليس إلى روما.
- مسلة “بسامتيك الأول” تقع الأن في ساحة مونتتشيتوري.
- مسلة “رمسيس الثاني” دوجالي تقع الآن في حديقة بوبولي الشهيرة في فلورنسا بايطاليا ونقلت إلى معبد إيزيس في روما.
مسلة بوينس أيريس
مسلة بوينس أيريس التي احتفل عندها الأرجنينيون احتفالاً بالفوز في بطولة كأس العالم2022 ، ما هي ولماذا يختارونها للاحتفال؟
مسلة بوينس آيرس، هي عبارة عن نصب تاريخي إتخذته الأرجنتين رمزاً لمدينة بوينس آيرس. وتقع في بلازا دي لا ريبوبليكا، في تقاطع طرق كورينتس. وسابقاً بُنيت المسلة للاحتفال بالذكرى المئوية الرابعة لتأسيس المدينة.
المسلة لها مدخل واحد فقط بجانبها الغربي وعلى قمتها يُبرز أربع نوافذ، لا تستطيع الوصول إليها إلا أن عن طريق درج بعيد، وتم ترميم المسلة مرة أخرى في شهر نوفمبر 2005 بشكل كامل. بعد بناؤها المرة الأولى في 1936.
يفضلها سكان الأرجنتين ويتجمعون بميادينها أثناء الاحتفالات نظراً لأنها ترمز للمدينة.
ولا تهمل معرفة أخطر مدن السرقة اثناء السفر حول العالم: بينها إسنطبول وباريس
المسلات المصرية حاضرة في كأس العالم
لم تكن مسلة بوينس أيريس وحدها التي حضرت في احتفالات كأس العالم، بل احتفل الفرنسيون أيضاً في مباريات فوزهم بميدان الكونكورد حول مسلة الأقصر المصرية بباريس، وهي أقدم أثر على أرض فرنسا، جاءت من معبدها في مدينة الأقصر جنوبي مصر بالقرن التاسع عشر، لتشهد كثيراً من الصراعات والأحداث السياسية الفرنسية وحتى الآن تستقر شامخة يحتفل حولها الجميع بالمناسبات الهامة.