قلعة دراكولا |كأي يومُ طبيعي تبدأ يومك بالذهاب إلى العمل تتعامل مع روتينك، تنتهي منه محاربًا الوقت للرجوع إلى منزلك والاسترخاء دون فعل شيء، مُمنيًا النفس بيوم الأجازة للقيام بالعديد من الأشياء الجديدة، ولكن إذا كانت أحد هذه الأشياء زيارة قلعة دراكولا، فأنت في خطر.
فعندما تدق عقارب الساعة مشيرة إلى حلول الليل في قلعة دراكولا يتحول المكان إلى ظلامٍ قاتم، الضباب يكسو السماء فلا تعود ترى القمر، رائحة الدماء تسود الأرجاء، أينما سرت ستجد أجواءً مخيفة وغرفًا مُريبة.
فمصاصوا الدماء قد يظهرون لك من كل مكان، يحيطون بك ولن تستطيع الفرار إلا بطعنهم بسكينٍ فضية هذا إذا كنت بطل الزيارة، ولكن إذا كنت السائح العابر فلن يحالفك الحظ بالخروج منها، مشهد سينمائي أساسي سيتوارد إلى ذهنك عند سماع كلمة “دراكولا”.
قصة قلعة دراكولا
لا تقلق لست في هذا الخطر عند زياراتها، ولن تكون عرضة فيها لمصاصي الدماء، قلعة دراكولا هي قلعة تقع في رومانيا، وتُسمى قلعة بران، بدأت فكرة تشيدها عام 1366، بعدما أذن ملك هنغاريا لسكان ترانسيلفانيا بأن يبنوا قلعة تكون حصنًا منيعًا لهم ضد العثمانيين، وظلت تُبنى حتى عام 1388، وقد نجحت بالفعل أن تكون حصنًا منيعًا ضد غزوات العثمانين عندما تصدت لبعثتهم عام 1456.
ولعلك تتسائل الآن بشيءٍ من الخوف عن سبب تسميتها دراكولا، يرجع ذلك إلى أن في محاولة غزو العثمانين الآخيرة، كان الكونت فلاد يحكم البلاد، يمسك قلمه ويوقع على المراسيم والخطابات باسم والده “دراكولا”، ولأن الكونت فلاد كان مشهورًا بدمويته الشديدة، حيث أمر بإعدام الحكماء والنبلاء في مدينته، وقتل البعثة العثمانية التي حاولت احتلال البلاد عام 1456 بالكامل، والاستمتاع بمشاهدة القتلى وهم يموتون ببطءٍ ويصرخون من الألم.
وعندما كتب الكاتب الإيرلندي ستوكر رواية دراكولا عام 1879، ولأنها كانت تقدم وصفًا دقيقًا عن مصاص دماء ومكان يشبه قلعة بران، ارتبطت القلعة بالرواية، في حين أن في تلك الفترة كان يحكم البلاد فلاد الثالث، والذي لم يحكم من القلعة أبدًا، إلا أن نجاح الراوية الشديد جعل اسم دراكولا يرتبط بالقلعة، على الرغم من وجود الأقوال التي تفيد بأن الكاتب الإيرلندي لم يزر هذه المنطقة أبدًا، ولعلك عرفت سبب التسمية ولكنك لن تعرف هل كانت كل هذه الأحداث حقيقة أم خيال، وهل كان الكاتب الإيرلندي يقصد قلعة دراكولا حقًا أم لا.
تطور قلعة مصاصي الدماء تاريخياً
في عام 1920 اختارت ملكة رومانيا الملكة ماريا، أن تحكم البلاد من تلك القلعة في هذا الوقت لم تكن مفتوحة للسياح لمشاهدة غرفها، فهي بمثابة قصر ملكي، وظل هذا الوضع قائمًا لفترة من الزمن حتى عام 2009.
ففي عام 2009 أصبحت مزارًا سياحيًا، فهي قلعة جميلة واقعة على هضبة مرتفعة، تُحيط بها الأشجار والغابات من كل جانب، تستطيع من قمتها أن ترى أجمل إطلالة للمدينة وتتمتع بالطبيعة الساحرة الخلابة.
أنشطة سياحية في قلعة دراكولا
تستطيع التجول قي جميع غرف القلعة، والتي يبلغ عددها 57، تعكس التاريخ الروماني بالعصور الوسطى، تضم تلك الغرف مقتنيات متنوعة وعتيقة من الأثاث والدروع والأسلحة وأشياءٍ مختلفة يرجع بعضها إلى الفترة من القرن الرابع العشر وحتى القرن التاسع عشر.
مر بعد ذلك على متحف إنثوجرافيك، المتحف المفتوح الموجود على قمة القلعة، المتحف يعكس الطراز الريفي برومانيا، فهو مليء بالبيوت الريفية المجهزة بالكامل، وقد تجد بها ملابس ومقتنيات لسكان رومانيين أصليين عاشوا في العصور الوسطى.
اصعد في نهاية جولتك إلى قمة القلعة، لتشاهد إطلالة رومانيا خلابة، فمن خلالها سترى الحقول والغابات ومشاهد ساحرة للطبيعة، لا تفوت وقت غروب الشمس هناك، احظى بهذه التجربة لتتمتع برؤية لوحة طبيعية لن تنساها.
قلعة دراكولا في زمن كورونا
ربما عند دخولك القلعة لن تجد دراكولا أو مصاص دماءٍ أخر، لكنك ستجد الأطباء الرومانين والممرضين يستقبلون مواطنين رومانيا بألبسة منقوشة بالرسومات المخيفة، في حملة أقامتها الدولة لتشجيع سكانها على تلقي اللقاح وتحصينهم من هذا الفيرس الشرس، وإذا أثبت المواطن شجاعته وحصل على اللقاح فسيحظى بشهادة جرأة وتحمل مسؤولية، بالإضافة إلى جولة مجانية في غرفة التعذيب بالقلعة.
سعر دخول القلعة
تستطيع دخول قلعة دراكولا بسعر يُعادل 150 جنيهًا، وإذا كان بحوزتك طفل فسعر دخول الأطفال 100 جنيهًا، ولكن لا تأكل قبل دخولك أطعمة ينبعث منها رائحة الثوم حتى تتفادى مصاصو الدماء بنجاح كما ينصح كاتب دراكولا.