الرحالة و المسافرون العرب

قرية تونس بالفيوم : واحة الجمال وقبلة الفنانين وعشاق الهدوء

قرية تونس | في مشهد محاط عناصر الطبيعة من كل اتجاه، ومنظر أشبه بلوحة فنية تتضمن تلك المساحات الخضراء، والبيوت الريفية ذات اللون الأبيض والتصميم المعماري المتشابه المختوم بالطابع التونسي.

والتي تعبر عن بساطة الحياة الممزوجة بالفن والجمال، وتمثل نافذة إذا نظرت من خلالها لوجدت الحياة الريفية في أبسط صورها، تطل على الصحراء برمالها الذهبية، وشلالات المياه الطبيعية من جهة، وتطل على بحيرة قارون من جهة أخرى.

ذلك المشهد الذي تمتزج فيه الطبيعة الخاصة لكل مكان منفصل بذاته، الأمر الذي يجعلك تنفصل عن العالم الخارجي ولا تستطيع تحديد موقعك الجغرافي، فتُرا أنت في مكان ريفي أم صحراوي أو ساحلي، أم أنت في جولة داخل أحد الأحياء بتونس الخضراء.

إنه مكان سياحي يحمل طابع خاص جدًا داخل مدينة قد لا تتذكرها حين تفكر في جولة سياحية فاخرة تستطيع من خلالها الخروج عن المألوف.

قرية تونس في الفيوم

قرية تونس في الفيوم،  واحدة من أبرز المعالم السياحية في المحافظة، التي تضم مساحات خضراء وأشجار زيتون مميزة وأنواع من الطيور النادرة التي تجدها حرة طليقة من حولك.

لم تكن قرية تونس في البداية تبشر بمنتجع سياحي، بل كانت قرية ريفية بسيطة وفقيرة وبها مجموعة من البيوت البسيطة التي يمكن وصفها بالعشس، وفي يومًا ما بعام 1965 زارها ثنائي فني استتطاع رؤية جمال القرية من منظور مختلف.

إنهما الشاعر الراحل سيد حجاب وزوجته الفنانة ذات الجنسية السويسرية إيفلين بورية، الذان استطاعوا رؤية جمال الطبيعة وبساطتها التي لا تحتاج سوى لمزيد من الاهتمام الذ يبرز هذا الجمال عندما زاروها لأول مرة، فقاما ببناء أول منزل على الطراز التونسي ذو القباب والأبواب العريضة واللون الأبيض.

ليسير على نهجهم العديد من الفنانين أثناء استضافتهم لهم في القرية وكذلك أشخاص آخرين إلى أن وصل عدد البيوت المبنية على هذا لطراز إلى 300 بيت وفيلا.

وبينما كانت إيلفين بوريه تمارس حياتها داخل اقرية، شاهدت الأطفال كيف يتعاملون مع الطين بشكل فني ترفيهي ويصنعون منه البيوت الصغيرة والأواني كنوع من الألعاب، فقامت بافتتاح مدرسة لتعليم الأطفال والكبار فنون صناعة الخزف والفخار، لتتحول القرية غلى مركز كتخصص في الأعمال اليدوية، ثم تصبح بعد ذلك مزار سياحي يستقط الزائرين من كل أنحاء العالم.

وعندما تذهب في جولة داخل قرية تونس فأنت على موعد مع الهدوء والسكينة والطاقة الإيجابية، فقضاء يوم كامل داخل منطقة ريفية هو تجربة فريدة من نوعها لن تتكرر كثيرًا في عصر التكنولوجيا الذي نعيشه.
لذلك احرص على زيارة كل زاوية بالقرية والتمشية بين زرعها وطيورها، والجلوس على مقاعدها للتأمل في المناظر الخضراء التي ستحبها عينك.

الأنشطة السياحية داخل قرية تونس

وعن الأنشطة التي يمكنك ممارستها فتتضمن القرية عدد كبير من الأنشطة المتنوعة، فتتضمن مثل اسطابل للخيول يمكنك من استئجار الخيل والاجول به داخل القرية في نزهة ممتعة إذا كنت من هواة ركوب الخيل.

وتتضمن تذكرة دخولك للقرية وجبة إفطار تحمل كذلك الطابع الريفي، مكونة من الفطير والعسل والجبن، التي تتناولها أثناء مشاهدة المنظر الخلاب لتشعر وكأنك داخل مشهد تمثيلي من قلب الغيط.

ولعل من أكثر الأشياء التي تميز القرية هي أنها توجد بالقرب من بحيرة قارون الشهيرة، والتي يمكنك زيارتها والذهاب في جولها بداخلها من خلال قارب صغير يمكنك استئجاره، بل ويمكنك خوض مغامرة تسلق الصخور المتواجدة حولها والوصول إلى قمتها إذا كنت من عشاق المغامرة.

وبما أن البحيرة تطل على الصحراء من جهة الشمال، فما رأيك بممارسة رياضة التزلج على الرمال، إنها مغامرة لا تتكرر كثيرًا فلا تفوت فرصة تجربتها.

كذلك تتضمن القرية منطقة شلالات وادي الريان، التي تأخذك في جولة خارج البلاد، حيث لا تعد الشلالات الطبيعية من الأشياء المألوفة في الأماكن السياحية بمصر، فيمكنك زيارتها والتقاط الصور التذكارية أمامها.

أما إذا كنت من عشاق الهدوء ومن أصاحب المزاج، فعلى بعد 40 كم من وادي الريان ستجد منطقة وادي الحيتان، والتي يمكنك اعتبارها رحلة سياحية منفصلة بذاتها.

وادي الحيتان، ذلك المكان الذي يمكنك من رؤية النجوم في سمائه التي لم يعكر صفوها تلوث المدينة، إذ أنه منطقة نائية غير مأهولة بالسكان، ولو كنت مصور فوتوغرافي تهوى رصد النجوم فهذا هو المكان الذي يناسبك.

وتضم منطقة وادي الحيتان حوالي 300 هيكل كامل لأجسام الحيتان التحجرة التي تعود لأكثر من 40 مليون سنة، إنها مغامرة من امتع المغامرا تالتي يمكنك خوضها.

معالم قرية تونس السياحية

معالم قرية تونس السياحية لم تنتهِ هنا، بل يمكنك أيضًا زيارة المتحف المفتوح وقصور العرب الرملية في رحلة أشبه بمغامرة السفاري، وكذلك يمكنك زيارة متحف الكاريكتور المبني على الطراز الريفي من الطين، والذي يضم 500 لوحة كاريكاتور حديثة وقديمة وبعضها يعود للقرن العشرين.

وبما أنك داخل قرية متخصصة في المشغولات اليدوية وصناعة الأواني الفخارية والخزفية، فلا تنسى زيارة مدرسة صناعة الخزف خاصة إذا كان لديك أطفال لمشاهدة المراحل لمختلفة التي يمر بها المنتج قبل أن يخرج في شكله النهائي زو الطابع الفني المميز.

وأيضًا يمكنك الذهاب للمعارض الخاصة بعرض الأواني الفخارية والإكسسوارات والسجاد اليديو وشراء الهدايا التذكارية.

وبعد انتهاء جولتك أو في منتصفها إذا أردت أخذ قسط من الراحة، يمكنك تناول وجبة الغداء ذات الطابع الشرقي الريفي التي تقدمها القرية، والتي تتضمن الملوخية الخضراء والبط الفيومي أو الدجاج والأرز والسلطة.

وبعد قضاء يوم كامل بين مشاعر الاسترخاء والمغامرة والترفيه، يمكنك التخييم داخل قرية تونس في أكواخ أعدت خصيصًا لذلك، وقضاء فترة الليل في التأمل في كل ما تراه عينك من سحر الطبيعة.

وتقدم قرية تونس جميع الخدمات التي قد تحتاجها على مدار يومك من دورات مياه وأماكن للسيارات، فلا تحمل هم سيارتك إذا كنت تصطحبها.

إنها نزهة تمكنك من ترك قيودك وهمومك على بوابتها، وتضمن لك قضاء وقت مميز بصحبة الأصدقاء والعائلة بعيدًا عن زحام وضوضاء المدينة.

أسعار دخول القرية 

وتحدد أسعار دخول قرية تونس بقيمة 375 جنيه للفرد، وللأطفال من سن 3 إلى 6 سنوات 200 جنيه، أما الأطفال من سن 6 إلى 12 سنة فتحدد أسعار دخولهم ب 300 جنيه.

وتشمل تذكرة الدخول وجبتين الإفطار والغداء وكل الأنشطة ما عدا التزلج على الرمال وركوب الخيل.

مصدر الصفحة الرسمية
اترك تعليقا