الرحالة و المسافرون العرب

الرحالة الأردني ابن حتوتة ونصائح السفر الذهبية: سافر وحدك

ابن حتوتة | أن تستيقظ من النوم في بلدٍ جديدة، تُصادف كل يوم أشخاصًا مختلفين، أناس يتحدثون لغات مألوفة وغير مألوفة، طعامُ جديد، طرق متعددة، مزارات سياحية متنوعة، كان هذا هو حلم قاسم حتو، الشهير بابن حتوتة.

كان يطمح ابن حتوتة منذ صغره ألا ينساق وراء الروتين العادي للحياة، فدفعه حب السفر والاكتشاف إلى اتخاذ قرار تعير طريقة معيشته، ولكن واجهته المشكلة الأساسية التي تواجع معظم المسافرين وهي العائق المادي، ولكن شاء القدر أن يتغلب عليها بالسفر مع مجموعة بتكاليف قليلة ولمدة طويلة.

وعندما نجح في أن يكون على عتبة أحلامه، قام بنشر فيديو اعتذار لأهله غلى قناته على اليوتيوب، معبرًا عن رغبته في أن تكون حياته غير تقليدية وأن يمر كل يوم من أيام حياته بطريقة معيشة تختلف عن اليوم الذي يسبقه، وانطلق منذ ذلك الحين في رحلته إلى القارات السابعة.

استغل حُبه للسفر وصناعة المحتوى والكتابة والكاميرا في خدمة الغير، فقام بعمل عدد من الفيديوهات تفيد بأماكن سياحية رخيصة في مختلف الدول، وكيف تتجول بأسعارٍ قليلة، وأين تذهب وكيف تذهب، وخصص برنامج عن كيفية تناول طعام في الشارع بعشرة دولارات في مختلف الدول، وتعتمد فكرة البرنامج على ترشيح أماكن طيبة شهية لتناول الطعام بميزانية لا تتجاوز العشرة دولارات.

ابن حتوتة
ابن حتوتة

ابن حتوتة

جاب ابن حتوتة الكثير والكثير من دول العالم، ولكن عندما تطلب منه ترشيحًا لدولة ثقافية فسيكون رده الهند، حيث يقول عنها أنها من أجمل الدول في العالم، أما إذا رغبت في وجهة تمزج بين الماضي والحاضر والطباع الشرقية والغربية والثقافات المختلفة فمن وجهة نظره اسطنبول هي الوجهة الأمثل، ولكن الدولة التي أثَرت قلبه ووقع في حب طبيعتها الخلابة كانت دولة ايسلاندا.

مواقف السفر

ويروي ابن حتوتة أحد أحب المواقف إليه، وهي عندما فقد شنطته في إحدى محطات المترو بألمانيا قبل 5 سنوات من الآن أثناء توجهه إلى فصلٍ دراسي، كانت هذه الشنطة تحتوي على اللاب توب الخاص به و Hard desk ودفتر خدمة، حينما شعر بعدم وجود الشنطة فزع وهرول إلى خدمة المحطة والشرطة، الذين أخبروه أنه إذا لم تظهر الشنطة خلال 10 أيام فلن تظهر أبدًا.

مرت الأيام ببطءٍ على ابن حتوتة وظل ينتظر وينتظر ظهورها، إلا أنها لم تظهر، فهيئ نفسه أنه قد فقدها للأبد، وهنا كانت المفاجأة حينما وجد رسالة على تطبيق “ماسنجر” من إحدى السيدات البلجيكيات تخبره أن معها شنطة تخصه.

أجاب السيدة في الحال ولكنها لم ترى رسائله، وظل يحاول الوصول إليها حتى نجح بالعثور على أكونت ابنه الذي أخبره أن الشنطة في بايرن ميونخ، فكر قاسم طويلًا كيف وصلت الشنطة من ألمانيا إلى بلجيكا ومن بلجيكا إلى بايرن ميونخ؟ ثم علم الجوب من ابن السيدة البلجيكية، حيث قال له أنه من 5 سنوات وجد أحد الشنطة في المترو وقام بتسليمها لمحطة البلدية، وبعد مرور 5 سنوات قررت المحطة رمي الشنطة لأنه لم يسأل عنها أحد.

كُلفت هذه السيدة بإلقائها وأثناء رمي محتوياتها وجدت ورقة مكتوب عليها اسم قاسم، فظلت تبحث عن حسابه الشخصي على الفيس بوك حتى وجدته، وبعد أن وصلت الشنطة بآمان، ووجد قاسم متعلقاته بها، شكر ابن السيدة البلجيكية، الذي علم أنه رحالة وصانع محتوى، فأراد منه أن يوضح أن سكان ألبانيا أشخاصًا مُحبين للغير والخير، فقد اتضح أنهم عائلة ألبانية.

نصائح السفر الذهبية من ابن حتوتة

  1. أولى النصائح التي يُقدمها ابن حتوتة للشباب الراغب في السفر، ألا يهتم بعدد الدول التي يسافر إليها، بل أن يهتم بحصد التجارب والخبرات والتعرف على ثقافة الدولة التي يمكث بها، ويتعرف على شعبها وعاداته وتقاليده ويعرف تاريخها.
    ٢- يُشير إلى أهمية الاهتمام باستثمار ميزانية السفر في التجارب المختلفة والمتنوعة وليس في الأشياء، أي التسوق وشراء الملابس وخلافه، لأن تجربة الأشياء الجديدة هي التي تُحقق متعة السفر المرجوة وليس المتعلقات.
    ٣- ينصح الشباب بالتخطيط لرحلته بمفرده، والحجز اونلاين لكل ما خطط له، فهو لا يُفضل رحلات مكاتب السياحة ومكاتب الطيران، لأنه يرى أنه تُكلف مصاريف إضافية، يمكن أن تستفيد بها خلال رحلتك بشكلٍ أفضل.
    ٤- بحسب حتوتة لا يجدر البدء بالرحلات إلى دول سياحية غالية، بل الحرص على اختيار الدول الرخيصة، لأن في الدول السياحية الغالية الأخطاء تُكلف أموالًا باهظة، على سبيل المثال إذا أردت الذهاب لمكان ولكنك أخطأت في وسيلة النقل، ستحتاج إلى استقلال وسيلة نقل أخرى وكل هذا يعني تكاليف إضافية باهظة، لذا الدول الرخيصة هي الأفضل حتى الحصول على خبرة في السفر.
    ٥- لا تحمل الكثير من المتعلقات والشنط، هي لن تُكلفك الكثير من الأموال، ولكنها ستُعيق حركتك، وستشعرك بعدم الراحة والتوتر، فأنت ستكون مشغول طوال الوقت بالتأكد من حزمك لجميع متعلقاتك وأنك لم تفقد أي منها.
اترك تعليقا